في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) جولته الآسيوية التي بدأها في اليابان، تزور عقيلته أمينة عباس (أم مازن) تركيا حيث التقت عددا من المسؤولين هناك من بينهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وأطلع أبو مازن أمس في القصر الإمبراطوري، ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو، على آخر التطورات التي تشهدها عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وتطورات القضية الفلسطينية، كما بحث معه العلاقات الثنائية بين اليابان وفلسطين. والتقى أبو مازن في مقر إقامته في طوكيو، أيضا نائب رئيس اتحاد كرة القدم الياباني، كوزو تاشيما، وعددا من البرلمانيين على غداء عمل بحضور رئيس الوزراء الياباني السابق هاتوياما.
وكان أبو مازن قد التقى الليلة قبل الماضية، رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي، سواكوزو تانيغاكي، ونائب الرئيس ايزاوا، ورئيس اتحاد الأعمال الياباني يونيكورا، ورئيس العلاقات الخارجية بالحزب الليبرالي الديمقراطي، كونو تارو، ومبعوث عملية السلام السابق تاتو أريما، وكذلك السفراء العرب لدى طوكيو على مأدبة عشاء.
وكرر أبو مازن خلال لقائه بالسفراء العرب من ضمنهم السفير السوري، القبول بوجود قوات دولية في منطقة الأغوار وذلك تلبية للمطالب الأمنية الإسرائيلية. وقال إن أمر استكمال اتفاق السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ممكن نظريا وعمليا وأمنيا، «وإن الأمن بيننا وبين الإسرائيليين يمكن إيكاله لقوات الناتو (حلف الأطلسي) إذا كانت إسرائيل تخشى على مستقبل أمنها.. وإنه يمكن للجميع حينها أن يأمن ويستتب الأمن من حوله عبر وجود طرف ثالث».
واعتبر أبو مازن ما نشر أو سرب حول الرسالة التي سيسلمها رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاربعاء القادم، مبالغا فيه، وأن القول إنها «أم الرسائل» جاء من باب التندر وخفة الظل من البعض ليس إلا، كاشفا أن الرسالة بسيطة ومهمة في ذات الوقت وفيها يقول الرئيس للقيادة الإسرائيلية إن هذا ما حدث وهذا ما يجب أن يحدث من أجل أن ينجح السلام.
وقال «إننا سنقول لنتنياهو إنك جردت وتجرد السلطة من أي سلطة ولم يعد لدينا سلطة تحت الاحتلال فما العمل؟.. وبعدها سننتظر رد نتنياهو على الرسالة لمدة أسبوعين»، وأضاف أن «الرسالة ليست سرا وأن الإدارة الأميركية تعرف فحواها ومضمونها. بل إن الإدارة الأميركية قالت إنه إذا لم تنجح رسالة محمود عباس في تحريك المفاوضات فسوف تقوم أميركا بتقديم مقترحات وأفكار أخرى».
وتطرق أبو مازن، حسب ما ذكرت وكالة «معا» المستقلة التي يرافق فريق منها أبو مازن في جولته، إلى أجواء الانتخابات الأميركية، وقال إن السلطة يمكن أن توقف أي قرارات في حال توقف إسرائيل الاستيطان.
إلى ذلك التقت عقيلته أمينة عباس (أم مازن)، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ورئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة، التي تزور تركيا حاليا، ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إضافة لنائب رئيس الوزراء علي باباجان، وبحثت معهم آخر التطورات في فلسطين. وتمت اللقاءات على هامش عشاء أقامته عقيلة رئيس الوزراء التركي أمينة أردوغان، على شرف أم مازن التي قلما تقوم بنشاطات خارج منزلها وإطار أسرتها. وتقوم أم مازن بزيارة للعاصمة التركية أنقرة يرافقها وفد نسائي. تفقدت خلالها إحدى مدارس الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وقامت بجولة في المدرسة وفي عدد من الغرف الدراسية، وتحدثت إلى بعض الطلاب، مطلعة على الأنشطة التي يقومون بها وإنتاج الطلاب، كما تناولت وجبة غذائية أعدها طلاب المدرسة لها.
وفي وقت لاحق، حضرت مأدبة غداء أعدتها على شرفها زوجة سفير دولة فلسطين لدى تركيا منيرة معروف، وذلك في مقر إقامة السفير في أنقرة، حضرها العديد من زوجات الوزراء في الحكومة التركية، ونواب برلمانيون أتراك، وعدد من زوجات السفراء العاملين في أنقرة.