انقلاب في غينيا بيساو عشية الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة

الاتحاد الأفريقي يدين والعسكر تحركوا لقطع الطريق أمام خصمهم المتقدم انتخابيا

TT

أدان رئيس المفوضية الأفريقية جان بينغ الانقلاب العسكري الذي وقع في غينيا بيساو، أمس، واعتبره «غير مقبول». وشدد رئيس المفوضية في بيان على أن الاتحاد الأفريقي «لن يقبل أي سيطرة على الحكم بطرق غير دستورية والطعن على العملية الديمقراطية في غينيا بيساو».

وجاء هذا بعدما اعتقل الجيش، رئيس وزراء غينيا بيساو، كارلوس غوميس جونيور والرئيس بالوكالة رياموندو بيريرا، وبات يسيطر على العاصمة. ونفذ الجيش الانقلاب، بينما اقترب غوميس من الحصول على أغلبية مطلقة في الدولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي جرت الشهر الماضي، وبات متوقعا على نطاق واسع أنه سيفوز في الدورة الثانية المقررة في 29 من الشهر الحالي. ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي مقيم في بيساو قوله: «من المعلوم جيدا أن الجيش لا يحب كارلوس غوميس جونيور الذي كان انتخابه وشيكا. ولذا كان أمامه أن يفاضل بين قتله والتأكد من عدم انتخابه».

وأفاد الاتحاد الأفريقي في بيان التنديد بالانقلاب، بأن عسكر غينيا بيساو هاجموا منزل الرئيس بالوكالة، إضافة إلى منزل رئيس الوزراء، واعتقلوهما مساء أول من أمس، الخميس. وأضاف البيان أن «رئيس المفوضية يعرب عن إدانة الاتحاد الأفريقي بحزم لتلك الأعمال غير المقبولة التي تنسف جهود إرساء استقرار الوضع في غينيا بيساو وتسيء إلى سمعة البلاد وأفريقيا عامة». وأعرب بينغ عن الأسف «لأن تقع تلك الأحداث قبيل انطلاق الحملة الانتخابية للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المبكرة».

وبررت قيادة أركان غينيا بيساو تدخلها الذي وقع بعد 3 أسابيع من إطاحة عسكريين بحكومة مالي، منددة «باتفاق سري» مبرم بين السلطات وأنغولا. كما أدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) الانقلاب، وصفته بأنه «تصرف غير مسؤول يؤكد مجددا حرص (الجيش) على بقاء غينيا بيساو دولة فاشلة». وتتخلل تاريخ غينيا بيساو عدة انقلابات ومحاولات انقلاب عسكرية وأعمال عنف سياسية منذ استقلالها سنة 1974، وتحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة لتهريب الكوكايين من أميركا الجنوبية إلى أوروبا.