مظاهرة في شمال لبنان دعما للثورة السورية التي أتمت شهرها الـ13

أحمد الحريري: كيف يطيب لطبيب عيون أن يذبح شعبه؟

TT

نظّمت «هيئة علماء الصحوة الإسلامية في لبنان» مظاهرة شعبية حاشدة في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، شارك فيها الآلاف من اللبنانيين والسوريين المقيمين بالمدينة، تضامنا مع الشعب السوري ودعما لثورته التي أتمت شهرها الـ13 من دون أن تخمد جذوتها. وقد خرج المتظاهرون من مساجد منطقة القبة وتجمّعوا أمام مسجد حمزة، وانطلقت المظاهرة التي تقدمها رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» الشيخ زكريا المصري، حيث جابت شوارع المنطقة وأحياءها، ورددوا هتافات مطالبة بإسقاط النظام السوري ومحاكمة رموزه على جرائمهم ومجازرهم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري الأعزل. وحطت المسيرة رحالها في ساحة ابن سينا وسط منطقة القبة، وألقيت كلمات نددت بالصمت العالمي والتغاضي عما يحصل لأبناء سوريا، مطالبة باتخاذ قرارات رادعة والكف عن إعطاء هذا النظام المهلة تلو الأخرى، ثم كانت الكلمة الأبرز للشيخ المصري، الذي أعلن أن «حزب البعث تعاطى مع الشعب السوري والمجتمع الدولي بأساليب الخداع والمكر والكذب والغش ونقض العهود وإخلاف الوعود، في محاولة للتغلب على الثورة الشعبية العارمة التي اجتاحت سوريا من أقصاها إلى أقصاها للتخلص من هذا النظام الفاجر والظالم»، مؤكدا أن «هذه الألاعيب انفضحت، ولم يبق أمام هذا النظام إلا أن يرحل غير مأسوف عليه، ليختار الشعب بعده عبر صناديق الاقتراع من يصلح لحكم البلاد». وقال: «إننا إذ نستبشر خيرا بقرب زوال هذا النظام الفاسد، ندعو الشعب السوري البطل إلى مواصلة مظاهراته السلمية أثناء هذه الهدنة وتوسيع دائرتها لتصبح مليونية، وتشمل مختلف أرجاء سوريا، وألا يركن إلى الوعود والعهود التي يتقدم بها الحزب الحاكم ولو تظاهر بسحب الآليات العسكرية من المدن والساحات لأنه لا عهد له ولا ميثاق».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أكد الشيخ المصري أن «سوريا لن يستقيم أمرها إلا برحيل هذه الطاغية (بشار الأسد) وعائلته عن السلطة»، مؤكدا أن «رحيله سيريح لبنان أيضا الذي لم يسلم من اعتداءاته وتشبيحه وانتهاكاته وقتل المواطنين اللبنانيين الآمنين في منازلهم على الحدود مع سوريا»، مستغربا «تساهل الدولة اللبنانية في حماية سكانها على الحدود اللبنانية - السورية في الشمال والبقاع الذين يتعرضون للقصف والقنص من الجانب السوري». سأل الشيخ المصري: «لماذا لم تحرّك ساكنا ولم تتقدم حتى الآن بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد هذه الممارسات؟ وهل باعت آلام هؤلاء اللبنانيين لطهران وبغداد والضاحية الجنوبية في بيروت؟ ولماذا تفتح الأجهزة الأمنية في الدولة أعينها على من عثر بحوزته على رصاصة أو مسدس، في حين تغمض عينيها عن شاحنة تحمل أسلحة وذخيرة تم نقلها من منطقة إلى أخرى تحت حماية أصحاب القمصان السود (حزب الله) من دون محاسبة أو ملاحقة؟».

إلى ذلك، سأل أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري، خلال احتفال أقامه التيار في إقليم الخروب (جبل لبنان) أمس: «كيف لطبيب عيون (في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد)، أقسم أمام الله على صون حياة الإنسان في كل الظروف والأحوال والحفاظ على كرامات الناس ورعايتهم صديقا كان أم عدوا، أن يقتل شعبه يوميا ولا يتورع عن قصف مناطق سكنية وجرفها عن بكرة أبيها؟»، مشيرا إلى أن «عدد القتلى تجاوز عشرة آلاف شهيد، إضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والنازحين والمفقودين».