يوفنتوس تتفجر طاقاته من الصحة والميلان من الأسف

ألبرتو تشيروتي

TT

يحلق يوفنتوس في الصدارة برباعية أمام نوفارا، وكذلك لم يستسلم الميلان بتسجيل رباعية مثلها في مرمى سيينا، ولكن الهدف يقترب، وفي أجواء الدوري الإيطالي الأكثر اشتعالا في الأعوام الأخيرة نشتم رائحة انطلاق صواريخ كونتي معلنة عن لحظة الصفر. يتصدر اليوفي بفارق ثلاث نقاط، فضلا عن امتلاكه جوهرة المواجهات المباشرة لصالحه، وهو ما يضمن للسيدة العجوز الدرع بجولة مبكرة قبل نهاية الموسم في يوم الأحد المقبل أمام كالياري ضمن الجولة 37 من الدوري. ولكن لنسلط الضوء على مفاجأة نظرية ومثيرة للاهتمام نظرا لأن بوفون، حارس اليوفي، وزملاءه قد يتمكنون من الاحتفال بالفعل بالدرع يوم الأربعاء المقبل في حالة الفوز أمام ليتشي على أرضه، في ظل مساعدة أتلانتا التي لا غنى عنها بالفوز أمام الميلان.

ومن دون الخوض كثيرا في المستقبل، يؤكد الحاضر أن اليوفي تتفجر طاقاته من الصحة، بينما تتفجر طاقات الميلان من الأسف. وبعد التعادل الذي نتج عنه 14 نقطة لصالح اليوفي؛ حيث تعادل في خمس مباريات على أرضه أمام خصوم ذي أهمية من الدرجة الثانية، اجتاحت أعاصيره دوري الأولى ابتداء بالفوز بخماسية في مدينة فلورنسا بقيادة فوتسينيتش، مهاجم الجبل الأسود، حتى الفوز برباعية أمام نوفارا بقيادة مهاجم الجبل الأسود أيضا ليختم ذلك الملف بتحقيق الفريق المتصدر في الوقت الحالي الفوز في ثماني مباريات متتالية، مثلما فعل من قبل عام 2005 تحت تدريب كابيللو. ذلك الفوز المتتالي المزين بـ23 هدفا بتوقيع 11 لاعبا، أي بتسجيل ثلاثة أهداف تقريبا في المباراة الواحدة، مع دخول مرمى اليوفي هدف واحد فقط في مباراة لاتسيو. وأمام أنظار بونيبرتي، رئيس اليوفي السابق، الذي كان في مقصورة التشجيع إلى جانب بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وأمام ناظري قائد الفريق ديل بييرو الذي لم يلعب طوال المباراة، يظهر يوفنتوس ما يكمن وراء أرقامه الكبيرة، وهو ما يتمثل في حماس وغضب كل لاعبي الفريق الحقيقي، الذين يحملون القدر ذاته من الأهمية، والتفافهم حول اللاعب الحقيقي الذي لا غنى عنه، وهو بيرلو. وعلى النحو ذاته، انطلق جياكيريني في مركز دي تشيلي في الملعب لكي يجعل بوريللو يسجل هدفه الثاني على التوالي بقميص اليوفي في المباراة التالية لتسجيله الهدف الأول أمام تشيزينا. وفي الوقت ذاته، كاد إيليا الذي طال غيابه، أن يقترب من تسجيل هدف المباراة الخامس. وفي صورتين نهائيتين لا غنى عنهما، لكي نفهم معنى «عقلية الفوز»، يمكننا استحضار ضغط فيدال على خصمه غيميتي عندما كانت النتيجة (3 - 0)، ثم صرخ المدرب كونتي عند نتيجة (4 – 0) بالمدافع بارزالي، قائلا «لا أود أن يدخل مرمانا هدف».

ويعد من الصعب، إن لم يكن مستحيلا، التفكير في أن اليوفي قد يخسر الدرع التي عرضها عليه الميلان بقليل من اللطف، نظرا لأن اليوفي يظهر تعطشا كبيرا للفوز بوجه عام وعدم الاستسلام بوجه خاص. ومن أجل المزيد من التصديق، يمكننا إعادة النظر في اشتعال المباراة بعد هدف بوغداني، لاعب سيينا، بتسجيله هدفا في مرمى الميلان مقابل هدفين حتى قام البطل نوتشيرينو بتحويل الدفة لصالح فريقه بتسجيل الهدف الثالث. كما تألق كاسانو، الذي لم يسجل منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أمام باليرمو، مع وجوده في الملعب طوال المباراة منذ البداية حتى النهاية بعد العملية الجراحية التي خضع لها في قلبه، فهو البطل الكبير الذي جعل إبراهيموفيتش يسجل ثنائية ليحقق رقمه القياسي بتسجيل 26 هدفا هذا الموسم. وبالتحديد لما رأيناه في الملعب يصبح مشروعا أن نسأل أين كان ليصبح الميلان الآن لو كان بحوزته دائما كاسانو على هذا النحو. ولكن الخطر في أن يصبح كل هذا عديم الفائدة بسبب مشكلات غاتوزو غير المتخيلة إلى جانب كاسانو، وبسبب الإصابات العضلية الكثيرة التي يتعرض لها بواتينغ وتياغو سيلفا، وفي النهاية من أجل عملية الميلان الانتحارية المزدوجة على أرضه أمام فيورنتينا وبولونيا، التي نتج عنها تحصيل نقطة واحدة بدلا من ست نقاط الفوز. إذن وفرة صحة اليوفي من جهة تواجه الكثير من أسف الميلان على الجهة الأخرى. وهنا، يكمن كل الاختلاف بين اليوفي والميلان؛ ومن ثم تنطلق صواريخ كونتي نحو الصدارة، إلا إذا انطلقت حماقات كرة القدم لتجعل الجميع يعيد النظر في حساباته، مثلما حدث للتو في الواقع في دوري أبطال أوروبا في هذا الموسم.