تشكيل لجنة عاجلة لدراسة أوضاع المرحلة الثانية من اختبار التخصص في أمانة جدة

على خلفية شكاوى من فتيات تقدمن للوظائف المعلن عنها

TT

-تعتزم أمانة محافظة جدة تشكيل لجنة عاجلة مكونة من نحو سبعة أشخاص لدراسة وضع المرحلة الثانية من اختبار التخصص للمتقدمات والمتقدمين إلى الوظائف المعلن عنها من قبل أمانة محافظة جدة.

وأفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه الخطوة تأتي بعد امتعاض فتيات متقدمات من أجواء الاختبار على خلفية عدم وضوح خط أسئلة الاختبار التي تم عرضها عبر جهاز بروجكتور يقع على مسافة وصفنها بـ«البعيدة» عنهن.

وذكرت متقدمة على وظيفة «أمينة مكتبة» أن نحو 100 فتاة تعرضن للظلم جراء وضعهن في قاعة لم تكن مهيأة بالشكل الكافي لتأدية الاختبار، لافتة إلى أن الكثيرات منهن كنّ يُجِبن على الأسئلة بشكل عشوائي كونهن غير قادرات على قراءتها لصغر حجم الخط المكتوبة به.

وقالت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «قبل نحو شهرين ونصف من الآن تقدمت إلى اختبار القدرات في أمانة محافظة جدة وأبلغت قبل أسبوع ونصف باجتيازي له عبر رسالة وصلتني على بريدي الإلكتروني، مع تحديد موعد اختبار التخصص، وحضّرت نفسي بالكامل لدخول الامتحان».

وأشارت إلى أن اختبار القدرات كان في قاعة كبيرة أمام شاشة البروجكتور، حيث تم تخصيص فترة للرجال وأخرى للنساء، الأمر الذي جعل اجتيازه سلسا دون أي مشكلات، غير أن اختبار التخصص جاء بنظام مختلف في ظل تخصيص مقاعد الفتيات في الصفوف الأخيرة من الجزء العلوي للقاعة، بينما كان الرجال يؤدون اختبارهم أمام الشاشة في القسم السفلي.

وأضافت: «منذ دخولنا إلى القاعة خاطبنا المشرفات الموجودات والبالغ عددهن نحو 6 مشرفات، حول احتمالية عدم وضوح الأسئلة نتيجة بُعد الشاشة عنا، إلى جانب وجود حاجز حديدي كان يعيق إظهارها، غير أن إحداهن طلبت منا محاولة الجلوس في الصفوف الأمامية وبدء الاختبار لحين إيجاد حل في ما بعد، دون جدوى».

وأبانت أنه تم عرض نحو 30 سؤالا تبلغ مدة الإجابة المخصصة لكل منها 30 ثانية، إلا أن الإشكالية لم تكن في ضرورة سرعة الحل بقدر ما كانت في عدم وضوح الأسئلة، ما دفع بالمتقدمات إلى الحل بشكل عشوائي؛ كونهن لم يستطعن قراءة أسئلة الاختبار.

وتابعت: «استفسرنا عن مدى إمكانية تخصيص المقاعد الخلفية في الجزء الأسفل من القاعة للمتقدمات، إلا أن المشرفة أبلغتنا بأن عدد الرجال المتقدمين للاختبار كبير جدا، رغم أنه لم يتجاوز الصفين الأماميين فقط»، مؤكدة أن معظم المتقدمات لاختبار التخصص اشتكين من عدم وضوح الشاشة، غير أن المشرفات أبلغنهن باستحالة إيقاف عرض البروجكتور بعد بدئه. ولفتت إلى أنها طلبت من المشرفات مساعدة المتقدمات في قراءة الأسئلة، غير أن ذلك الطلب قوبل بالرفض، مضيفة: «كل ما حدث يدل على أن الوظائف المعلن عنها محجوزة منذ وقت سابق لأشخاص معينين، بينما يعد ذلك الاختبار (صوريا)، خصوصا أن بعض المشرفات كن يرددن على مسامعنا أن الأرزاق مقسومة من عند الله عز وجل، وهو ما يؤكد ذلك فعلا». وأفادت متقدمة أخرى بأنها تحدثت إلى المسؤول الموجود في الجزء المخصص للرجال بعد انتهاء الاختبار وأخبرته بأن المتقدمات لم يتمكنّ من قراءة الأسئلة، فتساءل عن سبب عدم تقديم شكواهن منذ البداية، وحينما أكدت له بأنهن تواصلن مع المشرفات أجابها قائلا: «لم يخبرنا أحد، وإلا كنا أوقفنا عرض الأسئلة، ولكن يمكنكن التفاهم مع المشرفات».

وأكدت مجموعة من المتقدمات على مخاطبتهن للدكتور هاني أبو راس أمين محافظة جدة، غير أنه لم يرد على شكواهن حتى الآن، عدا عن تواصلهن مع القسم النسائي في أمانة محافظة جدة دون جدوى، وسط تأكيدات من إحدى المسؤولات فيه على عدم وجود أي حلول لإشكاليات هذا الاختبار.

يأتي ذلك في وقت أنشأ فيه المتقدمون والمتقدمات لاختبار التخصص المتعلق بوظائف أمانة محافظة جدة المعلن عنها مسبقا، تجمعا إلكترونيا عبر صفحات أحد المنتديات على شبكة الإنترنت يحمل اسم «تجمع المتقدمين والمتقدمات لأمانة محافظة جدة»، الذي يحوي الكثير من ملاحظاتهم على الاختبار، إذ تضمنت شكاوى الفتيات عدم تهيئة قاعة الاختبار وانعدام رؤية الأسئلة، في حين ترى مجموعة من المتقدمين على الوظائف أن الأسئلة الموضوعة كانت تعجيزية.

من جهته اعتبر في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» المهندس أيمن مورية، مدير عام الموارد البشرية في أمانة محافظة جدة، تظلم المتقدمات إلى اختبارات التخصص حالة فردية، مؤكدا أن القاعة كانت مهيأة بالشكل المطلوب واللازم، عدا عن توفر كل متطلبات الاختبار. وقال: «ليست هناك أي إجراءات سيتم اتخاذها، حيث إن الاعتراض جاء من حالة واحدة فقط، ولا يمكن الجزم بتعرض هؤلاء المتقدمات للظلم»، مشيرا إلى أنه من المفترض تقدم مجموعة من الفتيات بشكواهن، غير أن ذلك لم يحدث، ما يؤكد عدم وجود أي إشكاليات متعلقة بالاختبار.

ولفت إلى أن اعتراض المتقدمة بمفردها جاء عقب انتهاء الاختبار، مرجعا سبب امتعاضها إلى احتمالية عدم جاهزيتها للاختبار، خصوصا أن المشرفات كن موجودات في القاعة أثناء تأدية المتقدمات لاختبارات التخصص، بحسب قوله.