جمعية «عون» في القصيم تكمل مسيرة 33 عاما.. بتنمية الأحياء وتثقيف المجتمع

أحرقها المتشددون.. ووصفوها بـ«سن الماسونية»

«عون» تحولت إلى ركيزة تنموية مهمة («الشرق الأوسط»)
TT

لم يعد تخوف النساء العاملات في جمعية الملك عبد العزيز النسائية في بريدة من العمل داخل أسوار الجمعية، هو الصفة السائدة منذ نحو 33 عاما هي عمر الجمعية التي تأسست مع بداية القرن الهجري الجديد بتجمع نسائي مجازف في ذلك الوقت.

وسعى المجتمع القصيمي المنغلق في ذلك الوقت إلى وقف نشاط الجمعية بشتى الطرق، وكان من بينها إحراق الجمعية والتهديد المباشر وغير المباشر للعاملات داخل أسوار الجمعية التي يطلق عليها «بنيت بفكر ماسوني» كما تصفه رئيسة الجمعية في الوقت الحالي.

ومع بداية تأسيس الجمعية، أخذت على عاتقها الفكر الإغاثي للمرأة في ذلك الوقت عبر صرف مساعدات للأرامل والمطلقات وهو ما يراه المجتمع مخالفا ومقصدا لخروج المرأة من منزلها وكذلك خروجها عن ولاية الزوج والأب.

ويعد حريق الجمعية الشهير الذي قام به متشددون في ذلك الوقت علامة فارقة في عدم تقبل المجتمع المحيط للجمعية.

وبحسب لولوه النغيمشي، رئيسة مجلس إدارة جمعية الملك عبد العزيز النسائية «عون»، فإن مراحل تأسيس الجمعية شهدت تحولات فكرية مهمة، كما تعرضت العاملات في الجمعية إلى مضايقات في بداية العمل، باعتبار أن عمل المرأة غريب على المجتمع في ذلك الوقت.

وتسترجع النغيمشي عددا من التحولات شهدتها الجمعية التي لا تزال في مرحلة الشباب، إذ تعيش في العام الحالي عمرها الثالث والثلاثين، حيث انطلقت عبر عدد من مؤسسات الجمعية مجموعة من سيدات المجتمع الجريئات في ذلك الوقت، لتنطلق مرحلة أخرى للجمعية في عقدها العاشر عبر وجود الجيل الثاني من السيدات الاتي قدن العمل، وتم ترسيخ العمل الإغاثي والتطوعي للمرأة، وتحسنت كثيرا سمعة الجمعية التي يتخيلها أفراد المجتمع في ذلك الوقت عبر صرف مساعدات مالية، وأوغلت إدارة الجمعية في تلك الفترة في صرف المساعدات والنواحي الإغاثية، لتنطلق مرحلة مهمة قبل نحو عشرين عاما بدعم كبير من أمير المنطقة وكذلك الأميرة نورة بنت محمد، في عمل موجه ومؤسسي لتكون مرحلة البناء التنموي للجمعية.

وبينت النغيمشي كيف أصبحت الجمعية ركيزة تنموية مهمة في العمل، وأصبح الجميع يثق بالعمل النسائي عبر وجود سعوديات متطوعات وكذلك عاملات في الجمعية التي انطلقت في بدايتها بعناصر من الجنسية العربية.

وبينت النغيمشي أن هناك أدوارا تثقيفية تقوم بها الجمعية للمجتمع بما فيها الرجل الذي يثق بما تقدمه السعوديات في جمعية الملك عبد العزيز في الوقت الحالي.

من جانبها، ترى أمينة المشيقح، نائب رئيس مجلس الإدارة بجمعية «عون»، أن المرأة أصبحت تفتخر من خلال وجودها في كيان مهم وله دور بارز في التنمية، وأصبح الرجال داعمين للنساء العاملات في الجمعية بعد أن كانت النظرة للعمل دونية وقاصرة.

وبينت المشيقح «نحن نعمل في الوقت الحالي في مجالات تنموية متعددة، من بينها نشر الوعي والثقافة في المجتمع سواء للأم أو للأب، اللذين سينهضان بدورهما بالأسرة ويتم تطويرهما عبر دورات وبرامج متعددة تنشرها الجمعية في مختلف الأحياء».