إسرائيل تبني جدارا إسمنتيا على الحدود مع لبنان

خبير عسكري لبناني لـ «الشرق الأوسط» : هدفه ليس دفاعيا بل الحفاظ على معنويات الجنود

عامل يقوم بوضع أساسات للجدار الإسمنتي الذي سيمتد كيلومترا واحدا على الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
TT

باشر الجيش الإسرائيلي، أمس، تنفيذ مشروعه لبناء جدار على امتداد حدوده مع لبنان، وذلك بدعوى التصدي لمحاولات حزب الله إرسال خلايا تخترق الحدود لخطف جنود أو تنفيذ استفزازات للمواطنين الإسرائيليين ولدوريات الجيش.

وسيقتصر البناء حاليا على جدار من الباطون المسلح على امتداد كيلومتر واحد قرب بلدة المطلة. وبحسب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، يجري البناء بالتنسيق مع قوات اليونيفيل والجيش اللبناني. وادعى أن الهدف الآني من الجدار هو «تجنب الاحتكاكات على الحدود»، قائلا: إن «جهات عادية ترسل من آن لآخر أطفالا يقذفون الحجارة باتجاه إسرائيل بهدف الاستفزاز».

وأضاف الناطق أن الجدار سيرتفع بعلو 5 أمتار، بحيث يحجب الرؤية عمن يحاول إطلاق النار من لبنان باتجاه المطلة الواقعة داخل إسرائيل وأن بناءه سيستغرق أسابيع.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في يناير (كانون الثاني) الماضي عن هذا المشروع، مشيرا إلى أن الهدف من الجدار هو حماية مجمعات من المباني أقيمت، مؤخرا في المطلة، من نيران قناصة من قرية كفر كلا اللبنانية الواقعة على بعد كيلومتر واحد والمطلة على السياج الأمني الحالي على الحدود. وقبل ذلك، كانت حكومة إسرائيل قد أعلنت عن نيتها بناء جدار على طول الحدود الإسرائيلية مع جميع الدول العربية، ابتداء من الحدود مع الضفة الغربية وحتى قطاع غزة والحدود مع مصر وسوريا ولبنان والأردن. وقد بدأت عملية البناء مع مصر ومع الضفة الغربية.

وفي بيروت، قال الخبير العسكري، المقرب من حزب الله، العميد المتقاعد أمين حطيط لـ«الشرق الأوسط»: إن «في ظاهر بناء الجدار شيئا من التحصينات والتجهيزات المادية». وأعرب عن اعتقاده بأن «الهدف من بناء الجدار هو منع الرؤية والهروب من النظرات، وليس جدارا دفاعيا كما يروجون»، موضحا أن «الإسرائيلي يعول كثيرا على المستوى المعنوي لجنوده ويتخوف من أي انكسار معنوي في صفوفه».

ورأى حطيط أن التقارير المتتالية التي تصدر عن تعاظم قوة «حزب الله العسكرية» لها «أهداف عدة، فهي تتوجه بالدرجة الأولى لحزب الله لتقول له إن تنامي قدراته العسكرية خاضعة للمراقبة من قبلنا وهي (تحت النظر)، وتتوجه بالدرجة الثانية للعالم الخارجي من أجل تحريضه على حزب الله والضغط والتضييق عليه، من جهة، ولتثبت للعالم الغربي الذي يمد إسرائيل بالأسلحة المتطورة، أن عدوها المتمثل بحزب الله يهدد أمنها».