عباس: تونس تستطيع القيام بدور مهم في المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام

بحث والرئيس التونسي سبل تحقيق المصالحة

TT

لم يكشف بعد، ولو القليل، من تفاصيل الدور الذي ستلعبه تونس في إرساء دعائم المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لها، إلا أن دوائر سياسية مطلعة، تراهن على التقارب الآيديولوجي بين حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي من جهة، وحركة حماس من ناحية ثانية، والدور الذي يمكن أن يلعبه في تقريب وجهات النظر بين الجانبين الفلسطينيين.

ووفقا للعديد من التحليلات السياسية، لا تبدو المصالحة الفلسطينية عملية سهلة، لكن احتفاظ تونس بمسافة كافية بين طرفي الخلاف، واستضافتها منظمة التحرير الفلسطينية لسنوات طويلة، قد تكون من بين العوامل المهمة في تذليل الكثير من الصعوبات. ومن المتوقع أن تلعب الأحزاب السياسية المشاركة لحركة النهضة في الحكم، ممثلة في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بقيادة المنصف المرزوقي وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، الذي يتزعمه مصطفى بن جعفر (رئيس المجلس التأسيسي حاليا)، أدوارا متقدمة في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين، وذلك بفضل العلاقات المنفتحة على بقية التيارات السياسية الفلسطينية.

وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحثا موضوع المصالحة الفلسطينية ودور تونس في هذا المجال. كما التقى المرزوقي أحمد بحر، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي يزور تونس حاليا، وبحث معه تطور المصالحة بين حركتي فتح وحماس ومجمل التطورات الفلسطينية.

وصرح عباس، بأن «تونس يمكنها أن تؤدي دورا معتبرا في مجال المصالحة بين الفلسطينيين بغية التوصل إلى إنهاء (حالة الشقاق) بين أطراف الساحة الفلسطينية»، من دون أن يحدد طبيعة هذا الدور. وكان المرزوقي من ناحيته، ذكر في كلمة ألقاها في مؤتمر «فلسطينيو أوروبا» الذي عقد مؤخرا، في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، أنه «لن يدخر جهدا في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يعود الحق إلى أهله».

وتشهد المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح، تعثرا لم تنفع معه تصريحات حسن النية التي يطلقها الطرفان، منذ توقيع اتفاق القاهرة قبل عام، والذي نص على «تشكيل حكومة انتقالية وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية»، إلا أن المواقف النظرية تلك لم تترجم حتى الآن، إلى خطوات عملية.

ومن المنتظر أن يحضر الرئيس الفلسطيني خلال زيارته التي تستمر يوما آخر، بداية أعمال بناء مقر «سفارة فلسطين في تونس». وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، منح قطعة أرض في منطقة قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، لبناء سفارة فلسطينية. كما أعلن الرئيس الفلسطيني بدوره عن إهداء قطعة أرض في رام الله لبناء سفارة تونسية مؤقتة هناك، ولم يغفل عن الإشارة إلى أن السفارة التونسية مؤقتة في انتظار سفارة دائمة في القدس. وقرئت هذه المواقف على أساس أنها مؤشر جاد لعلاقات تونسية فلسطينية وطيدة وهذا ما يقوي حظوظ تونس في إيصال المصالحة إلى بر الأمان.