القضاء السوري يفرج بكفالة عن الناشطة يارا شماس

سياسة «تكميم أفواه» المعارضين ما زالت مستمرة

يارا شماس (يوتيوب)
TT

أفرج القضاء السوري أمس عن الناشطة يارا ميشال شماس، على أن تتم محاكمتها وهي طليقة بتهمة الانتماء إلى جمعية سرية، بالإضافة إلى ثماني تهم أخرى تصل عقوبتها بحسب القانون السوري إلى الإعدام. وقال مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني إن «قاضي التحقيق في حمص قرر إخلاء سبيل يارا شماس مقابل كفالة ومحاكمتها طليقة».

وبينما أعرب ناشطون ومراقبون عن قلقهم حيال استمرار النظام السوري في اتباع سياسة «تكميم الأفواه» التي يتبعها تجاه الناشطين والحقوقيين والمثقفين السوريين من المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أوضح المحامي البني لوكالة الصحافة الفرنسية أن القضاء السوري «سيصدر قرارا لاحقا يتعلق بالتهم الموجهة إليها ومحاكمتها أمام محكمة الجنايات، أو بإعلان براءتها منها وإسقاط الدعوة».

وكان قاضي التحقيق في حمص (وسط) استجوب شماس (ابنة الحقوقي ميشال شماس)، ووجه إليها تهمة نشر أنباء كاذبة والانتماء إلى جمعية سرية، بالإضافة إلى ثماني تهم أخرى.. ثم تقرر توقيفها لمصلحة الملف.

وكانت منظمة مراسلون بلا حدود أعربت الجمعة الماضية عن قلقها إزاء مصير يارا شماس التي تواجه اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة، والتي طالبت السلطات السورية بالإفراج عن الصحافيين والناشطين، بحسب ما تنص عليه بنود خطة المبعوث الدولي كوفي أنان لحل الأزمة السورية. وأوضحت المنظمة أن هذه التهمة هي «إثارة الحرب الأهلية أو الاقتتال الطائفي بتسليح السوريين أو بحملهم على التسلح بعضهم ضد البعض الآخر».

واعتقلت عناصر من الأمن السوري 12 شابا وشابة، بينهم يارا شماس ومجموعة من أصدقائها، أثناء وجودهم في مقهى نينيار الواقع في حي باب شرقي في دمشق مساء السابع من مارس (آذار) الماضي.

وشهدت الشهور الماضية تزايدا ملحوظا في معدل اعتقال الناشطين والمثقفين السوريين، حيث وجه القضاء العسكري السوري الأسبوع الماضي تهمة «حيازة منشورات محظورة» بقصد توزيعها بحق ثمانية ناشطين بينهم المدونة السورية رزان غزاوي وهنادي زحلوط ويارا بدر وثناء الزيتاني وميادة خليل وبسام الأحمد وجوان فرسو وأيهم غزول، والذين تم توقيفهم مع الناشط والإعلامي مازن درويش في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في 16 فبراير (شباط) الماضي. وأبدت «رابطة الصحافيين السوريين» منذ أيام قلقها البالغ حيال ظروف الاعتقال التعسفي لدرويش وزملائه المعتقلين، ودعت السلطات السورية إلى الإفراج الفوري عنهم، مطالبة «المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر الدولي بالتدخل لزيارة المعتقلين والكشف عن مصيرهم والاطمئنان على أوضاعهم»، وذلك على خلفية «ورود أنباء عن استخدام التعذيب على نطاق واسع وممنهج على درويش ورفاقه المعتقلين في فرع المخابرات الجوية في دمشق».

كما قامت قوات الأمن العسكري باعتقال الناقد المسرحي عماد حورية من مكان عمله في المكتبة العمومية بفندق الشام مطلع الأسبوع الجاري، فيما أكد ناشطون أنباء اعتقال عدد من المثقفين والناشطين السوريين من بينهم الدكتور جلال نوفل والمفكر سلامة كيلة الأسبوع الماضي، وأن «هناك مخاوف من وقوعهم تحت طائلة التعذيب الجسدي».