المعارضة تستنكر التفجيرات المتنقلة وتعتبرها «ألاعيب مكشوفة» من النظام

العقيد مالك الكردي: النظام يقوم بحياكتها بما يتلاءم مع إمكانات الجيش الحر لتكون قابلة للتصديق

TT

نفى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي أي علاقة للجيش الحر بالتفجيرات التي وقعت في الأيام الأخيرة في دمشق، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إنها ألاعيب من قبل النظام يقوم بتنفيذها في كل مرة عند وصول بعثة المراقبين، في حين لا نزال نؤكد التزامنا بوقف إطلاق النار وندعو المراقبين للوجود على الأرض خلال خروج المظاهرات ليشاهدوا كيف تعمد قوات النظام على التصدي لها».

واعتبر الكردي أن «المستفيد الوحيد من هذه التفجيرات هو النظام الذي يحاول الإيحاء من خلالها بأن المعارضة هي المعتدية ويقوم بحياكتها بطريقة جيدة، ولا سيما في التفجيرات الأخيرة، بما يتلاءم مع إمكانات الجيش الحر المحدودة، لتكون قابلة للتصديق بعدما انكشفت ألاعيبه في المرات السابقة». وسأل الكردي «ما الذي يستفيده الجيش الحر من استهداف مصرف بهذه الطريقة التي فجر بها؟!»، مضيفا «المصارف ليست من ضمن أهدافنا، وهذا هو أسلوب النظام الذي يملك أكبر جهاز مخابرات ويستخدم أطرافا عدة للقيام بأعمال إجرامية كهذه، والتي كان يعتمدها في لبنان والعراق من خلال تنظيم القاعدة أو أحزاب إسلامية أخرى».

من جهته، اعتبر المجلس الوطني السوري أن التفجيرات التي شهدتها دمشق ألاعيب صغيرة ومكشوفة من قبل نظام القتل والإجرام، وأعلن المجلس في بيان له أنه مع وصول رئيس وطلائع بعثة المراقبين إلى دمشق أول من أمس، يؤكد الشعب السوري الذي يريد أن تستمر ثورته حتى إسقاط النظام، رغبته الصادقة في دعم البعثة لتستطيع تطبيق الخطة الدولية، ومع وجود المراقبين يتحفز السوريون لتنفيذ ما سموه «خطة ساعة الصفر»، التي تهدف إلى نزول أعداد كبيرة من المواطنين السوريين إلى الشارع والساحات الكبرى، خصوصا في العاصمة دمشق.

ولفت البيان إلى أن ما حدث من تفجيرات هو لعبة دموية إضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة، يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا الخالدة دمشق، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكا مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الإرهابيين.

وفي حين أدان المجلس الوطني السوري التفجيرات التي وقعت في دمشق، نفى أي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بهذه الأعمال الإجرامية الدنيئة، و«التي تتعارض كليا مع مصلحة الشعب السوري ومع أهدافه ومبادئه والتي تقتل مواطنين أبرياء بدم بارد»، مؤكدا أن «النظام الأسدي يحاول بشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها، ومواصلة ارتكاب جرائم خطيرة بحق الشعب السوري، وبحق الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي يتطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات، ويتطلب ردا حاسما من المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن الدولي».

بدورها، رأت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن النظام السوري كثف خلال الأيام الماضية محاولاته اليائسة في الادعاء بأنه مستهدف من «عصابات إرهابية» مزعومة، وقالت في بيان لها «لجأت أجهزة النظام الأمنية إلى افتعال انفجارات مدبرة أزهقت أرواح العشرات من السوريين، وعاد ليكرر نفس الجريمة، فقد شهدت عدة مبان حكومية في الساعات الأولى من فجر (أمس) الاثنين سلسلة انفجارات مشبوهة، استهدفت وفق إعلام النظام الرسمي مبنى الإذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات». وحملت اللجان النظام وأجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها، معتبرة أن «هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على أحد، خاصة أن النظام يلجأ لمثل هذا التصعيد في كل مرة يكون هناك حراك سياسي عربي أو إقليمي أو دولي لإيجاد حل سياسي لأزمة قتل النظام شعبه المطالب بالحرية».. وتابعت: «كلنا نذكر سلسلة التفجيرات التي استقبل النظام بها وفد المراقبين العرب، كما يستقبل اليوم بنفس الطريقة الإجرامية رئيس بعثة المراقبين الأمميين».

كما كررت لجان التنسيق المحلية في سوريا مطالباتها السابقة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لكشف ظروف وملابسات هذه التفجيرات الإرهابية، التي تقف أجهزة أمن النظام وراءها، في محاولة منه للتفلت من التزاماته تجاه مبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان، وهو الذي أظهر كل الاستخفاف بها عبر عشرات الخروقات يوميا والتي أسقطت حتى اليوم نحو 900 شهيد منذ الإعلان عن هذه المبادرة، وناشدت المنظمات العربية والدولية سرعة التحرك الفاعل لوقف جرائم النظام المستمرة بحق الشعب السوري منذ 13 شهرا.

وفي سياق ذي صلة، أعلنت جماعة إسلامية تطلق على نفسها اسم «جبهة النصرة لأهل الشام»، أمس، مسؤوليتها عن تفجير انتحاري أدى إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص في العاصمة السورية دمشق يوم الجمعة. وقالت الجماعة إن المهاجم يدعى أبو عمر الشامي، وإنه فجر عبوته الناسفة وسط 150 من أفراد قوات الأمن تجمعوا أمام مسجد زين العابدين في حي الميدان بدمشق. وقالت الجماعة في بيان نشر في منتدى «الشموخ الإسلامي» على الإنترنت، إن تفجير الجمعة استهدف «المعتدين الذين يحاصرون بيوت الله لمهاجمة المصلين بعد صلاة الجمعة». لكن عددا من المعارضين السوريين والمحللين السياسيين يرون أن «جبهة النصرة» ليست كيانا حقيقيا، وإنما هي محاولة من النظام السوري، أو بعض مسانديه حول العالم، لإثارة المخاوف الدولية حول دخول عناصر من تنظيم القاعدة إلى الداخل السوري نتيجة الأزمة الحالية. وكانت الجماعة أعلنت مسؤوليتها أيضا عن تفجير انتحاري في يناير (كانون الثاني) في حي الميدان، وتفجيرات أخرى في دمشق، وفي مدينة حلب الشمالية.