جمعيات خيرية ترمم «الأربطة» بريع مسابقة تصوير

ابتكرت منافسات حولتها إلى مصدر دخل

مصوران يعملان على توثيق «الأربطة» من خلال مسابقة («الشرق الأوسط»)
TT

اتجهت جمعيات خيرية إلى استحداث مصادر دخل متنوعة لها من خلال قيامها بالكثير من الفعاليات والمسابقات التي يعود ريعها لتوفير المسكن والمأكل والملبس للمحتاجين الذين هم تحت ظل هذه الجهة، حيث أطلقت جمعية الإحسان الخيرية الأسبوع الماضي أولى مسابقتها، والتي هي عبارة عن تصوير فوتوغرافي للأربطة التي يقطنها مسنون ومسنات بمدينة جدة.

وتجول المصورون الذين قدموا من مناطق وجهات مختلفة داخل الأربطة الموجودة في مدينة جدة التاريخية كرباط الخفجي والذيب والمغربي، لالتقاط صور مميزة تحكي تاريخ هذا الأماكن وتصف حياة من سكنها في القدم من خلال الصور. وأوضحت المصورة فاطمة باعظيم، المسؤولة عن المسابقة، أن الهدف من تصوير الأربطة تعريف فئة المصورين بالقيمة الجمالية والمعنوية للأربطة لتصويرها وتوثيقها بطرق احترافية مختلفة، نظرا لما للصورة من أهمية في إيصال الرسالة أكثر من الكلام.

وبينت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن المسابقة عبارة عن أفضل صورة جمالية أو موقف معبر عن الأربطة، لافتة إلى أن هذه الصور ستوثق في كتيب تابع للهيئة العامة للسياحة والآثار، كما سيتم تقديم جوائز مالية لأفضل ثلاث صور إلى جانب أنها ستدخل في مزاد ويعود ريعها لصالح الأربطة من صيانة وترميم وخدمات أخرى. وأضافت باعظيم: «بهذه الطريقة سيتم جمع تبرعات لإعادة ترميم وبناء الأربطة، إلى جانب الهدف النبيل الذي سيقدمه المصورون من خلال توثيق التراث»، لافتة إلى أن هذه الصور ستستخدم في الفيلم الوثائقي الخاص بالأربطة، كما سيتم استخدامها في المعرض وحفل الجمعية الذي سيقام في مايو (أيار) المقبل.

من جهته، أوضح زكي حسنين، مدير إحدى شركات للعلاقات العامة والتسويق عن توقيع اتفاقية مع جمعية الإحسان الخيرية، وذلك لتطوير العمل الاجتماعي للجمعية وتعريف الجمهور بالدور الذي تقوم به كجهة خيرية غير ربحية.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «وقعنا عقدا غير ربحي مع جمعية الإحسان لتنظيم حفلات وأنشطة رياضية واجتماعية بهدف جلب العائد المادي لصالح الجمعية إلى جانب نشر برامجها وخدماتها عبر وسائل الاتصال الجديد».

وأضاف «تم منح الجمعية أكثر من 60 رباطا وهي عبارة عن دور إيواء المسنين وأغلبها بحاجة إلى إعادة بناء وترميم ومنها ما هو صالح للاستخدام». وأضاف: «ستعمل جمعية الإحسان على توفير سكن مؤقت مناسب للنساء الموجودات داخل هذه الأربطة إلى أن ينتهوا من ترميم وبناء الأربطة المتهالكة»، مشيرا إلى أنهم سيتعاقدون مع شركات للصيانة والبناء وأخرى للنظافة والتغذية.

وحول مجموع الأشخاص الذين يقطنون الأربطة بين حسنين أن عددهم يصل إلى 4700 شخص، لافتا إلى سعيهم لإيجاد تأمين صحي لهم، خاصة أن أغلبهم مسنون ويعانون من أمراض مزمنة، مشددا على أنه سيتم التركيز على هذه الأمور في بداية خطواتهم. وقال «كما أننا نسعى إلى توفير خدمات طبية منزلية لهذه الأسر في أماكن إقامتهم، لا سيما أن أغلبهم مسنون لا يستطيعون الحركة والتنقل كثيرا».

من جهته، بين طلال أبو صفية، مدير تنمية الموارد البشرية لجمعية الإحسان، أنه لا يمكن تغير شكل الأربطة الخارجي حتى لا تضيع قيمتها التاريخية، مبينا أنهم سيعملون على ترميمها من الداخل، لا سيما أن أغلبها متهالك جدا، لافتا إلى أن الأربطة تضم نساء كبيرات في السن لا يستطعن التنقل بسهولة داخل الرباط.

وأضاف: «لذا سنعمل على إعادة بنائها من الداخل بحيث يكون لكل مسنة سويت صغير يشتمل على مطبخ وحمام وغرفة، لافتا إلى أن أغلب هذه الأربطة تحتوي على حمام واحد فقط، إلى جانب مطبخ ويتم استخدامه من قبلهن جميعا، حيث يتجاوز عدد المسنات داخل الرباط الواحد الثماني».

وحول العقبات التي تواجههم بين أبو صفية أنهم يعانون من قلة وجود مهندسين يستطيعون أن يرمموا هذه المباني، موضحا أن البناء الحديث يختلف نوعا ما عن القديم من حيث الأدوات والطريقة التي يتم فيها البناء. وقال «المهندسون الذين وافقوا على العمل معنا في ترميم هذه الأربطة طلبوا مبالغ كبيرة».

وحول وجود شركات تتولى ترميم هذه الأربطة وإعادة بنائها من باب المسؤولية الاجتماعية، أكد أبو صفية أنه للأسف لا يوجد أي جهة وافقت على تقديم أي دعم لهم من باب المسؤولية الاجتماعية، حتى إن وزارة الشؤون الاجتماعية لم تقدم لهم الدعم، مشيرا إلى أنه تمت مخاطبة الشؤون الاجتماعية منذ شهر ونصف الشهر تقريبا لتوفير سكن بديل للمسنات أو دفع إيجار السكن حتى ينتهوا من ترميم الأربطة القديمة ولكن لم يصلهم أي رد للآن، مما اضطرهم إلى دفع إيجار السكن البديل من الجمعية. واستطرد أبو صفية «للأسف نعاني من عدم تعاون بعض القطاعات الصحية معنا كالمستشفيات والمستوصفات في الحصول على خصومات لعلاج هذه الفئة، مبينا أن بعضها أعطتهم ما يقارب 10 في المائة خصما والقلة التي كانت نسبة خصمها 50 في المائة، مؤكدا أن هذه النسبة لا تكفي لعلاج المسنين الذين يعانون من مشاكل صحية كثيرة ومختلفة نظرا لظروفهم المعيشية والعمرية».