«جرثومة» تكبد شركات التعبئة خسائر فادحة

خبيرة تغذية تحذر من الـ«إي كولاي» التي تأتي عبر الحيوانات وتلوث المياه

TT

كشفت خبيرة في التغذية عن وجود أنواع مختلفة للجراثيم المتغيرة جينيا تظهر في مياه الشرب والعصائر المعبأة مع مرور الوقت وينتج عنها أمراض خطيرة، وتكبد شركات التعبئة خسائر فادحة.

وأشارت الدكتورة زينة قصيفي المحاضرة في الجامعة الأميركية ببيروت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أغلب الدراسات العالمية التي أجريت على المياه والمشروبات أكدت وجود هذه الجراثيم التي من صفاتها تحمل درجة حرارة التعقيم العالية، إضافة إلى أنها قد تتحمل حرارة مواد السايد، مشيرة إلى أن السايد يقتل الجراثيم العادية ولكنه لا يستطيع أن يقتل هذه الجراثيم المتحولة جينيا.

وشددت قصيفي على مدى خطورة هذه الجراثيم التي تبقى في المياه خاصة عند تعقيمها بطريقة أولية، حيث ينتج عنها أمراض خطيرة تصيب الأطفال والنساء الحوامل بشكل خاص إلى جانب الأشخاص العاديين.

وحول الأمراض الناتجة عن وجود هذه الجراثيم لفتت قصيفي إلى أنها قد تعطل عمل الكلية لا سيما جرثومة الإي كولاي التي عادة ما تأتي من الحيوانات وتعمل على تلويث المياه، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الفيروسات التي تغزو الفواكه والخضراوات عند غسلها بمياه غير معقمة أو معقمة بطريقة أولية.

وأضافت: تظهر الجراثيم بعد تعليب المشروبات لعدة أسباب من بينها أن طريقة التخزين قد تكون غير صحيحة، وقد يكون بسبب عدم نظافة العاملين في المصنع، الأمر الذي يستدعي إعادة عملية التعبئة، لافتة إلى أن ذلك يتسبب في خسائر اقتصادية وقالت: «من المؤكد عند وجود جراثيم داخل المنتج لا بد أن يتلف المنتج وتعاد تعبئته مرة أخرى، ويتحمل المصنع خسائر بملايين الدولارات». وبينت أن الدول التي لا تتبع المعايير الدولية الخاصة بسلامة المياه وتعقيمها إلى جانب الدول التي لا تطبق هذه المعايير في مصانعها أيضا تظهر في مياهها ومشروباتها هذه الجراثيم بشكل أكبر وقالت: «الجراثيم المتحولة جينيا لا تفرق بين دول العالم المتحضرة وغيرها».

وأشارت إلى إغلاق الكثير من المصانع في دول أوروبا وأميركا مؤخرا بسبب وجود حالات تسمم ناتجة عن تلوث المياه والعصائر، موضحة أنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المصانع التي تم إغلاقها في الوطن العربي بسبب قلة المعلومات أو التوثيق لديهم.

إلى ذلك أوصى مختصون في صناعة المشروبات بأهمية التركيز على منتجات القهوة في النوعية والجودة في موادها، إلى جانب تنمية زراعة البن في الوطن العربي لتدخل في الكثير من صناعة المشروبات على اختلاف أنواعها.

التوصيات التي جاءت كمخرجات عن المؤتمر والمعرض العربي للمشروبات لعام 2012 والذي أقيم على مدار يومين في جدة نادت بالحرص على استخدام أفضل التقنية والأنظمة في صناعة المشروبات الغذائية مثل أنظمة HACCP والحصول على شهادات الأيزو، والتأكيد على دراسة المحاصيل الزراعية في الوطن العربي لاستخراج المركزات المطلوبة لصناعة المشروبات، وأيضا الحرص على تحفيز الدراسات في الهيئات العلمية في الجامعات والمعاهد لتطوير صناعة المشروبات في الوطن العربي.

كما طالب ببحث المسار التنموي لصناعة المشروبات في العالم العربي والمعوقات التي تواجه هذه الصناعة واستكشاف فرص التعاون والتطوير في ضوء التكنولوجيات الحديثة والتصنيع الصديق للبيئة والمراعي لمعايير السلامة الغذائية.