أحياء دمشق تواصل انتفاضتها.. وريفها يشتعل مجددا

قوات الجيش تقتحم حي برزة في العاصمة وتقصف دوما وحرستا

مجموعة من الشباب الذين انضموا حديثا للجيش السوري الحر بمدينة القصير بحمص أمس (أ.ف.ب)
TT

استمر القصف العنيف على مدينة دوما عاصمة محافظة ريف دمشق، والتي تعد إحدى أشد المناطق في مناهضة النظام، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن نحو خمسة عشر شخصا قتلوا في البلاد معظمهم في حمص.

وقالت مصادر محلية إن دوي عدة انفجارات عنيفة سمعت في مدينة دوما يوم أمس مع «قصف بمدافع الدبابات والرشاشات الثقيلة من قبل قوات الجيش النظامي طال معظم أحياء المدينة بشكل كثيف استمر لعدة ساعات بعد ظهر يوم أمس، كما تعرضت لقصف وإطلاق نار خلال ليل أول من أمس، ليتوقف قبيل الظهر ليعود ويتجدد بعد الظهر». وتشهد دوما منذ أشهر عمليات عسكرية وأمنية متواصلة للقوات النظامية، وقام المراقبون الدوليون بزيارتها عدة مرات.

وفي العاصمة دمشق اقتحمت قوات الأمن والجيش النظامي حي برزة الذي يتعرض لحملات مداهمات واعتقالات متواصلة منذ عدة أشهر. وقال ناشطون إن أعدادا كبيرة من قوات الأمن والجيش النظامي مدعومة بمضادات طيران ودبابة ونحو ثلاثين حافلة محملة بالشبيحة اقتحموا حي برزة بعد ظهر يوم أمس، وجرت حملة اعتقالات واسعة شملت أكثر من 100 شخص.

وفي حي الميدان خرجت مظاهرة حاشدة عند الكورنيش، وتم قطع الطريق الرئيسي بالمواد المشتعلة، وسارت المظاهرة إلى داخل الحارات وسط الهتافات تطالب بإسقاط النظام وإعدام الرئيس وتحيي الجيش الحر.

وفي حرستا في ريف دمشق شنت قوات الجيش النظامي حملة اعتقالات طالت العشرات. وقالت مصادر محلية إن إطلاق نار وأصوات انفجارات ضخمة جدا هزت مدينة حرستا يوم أمس تبعه قصف عنيف من جهة الأوتوستراد والمنطقة ما بين حرستا ودوما، كما دارت اشتباكات عنيفة جدا هناك.

وكانت قوات الأمن شنت حملة اعتقالات شرسة في حرستا شملت كلا من المهندس أحمد الترك عضو مجلس الشعب السابق البالغ من العمر نحو سبعين عاما وولده أنس محمود الترك رئيس بلدية حرستا سابقا مع ملاحقة أفراد آخرين من آل الترك بحسب ما قاله ناشطون.

وفي مدينة الزبداني بريف دمشق شنت قوات الأمن والجيش النظامي حملة مداهمات وتكسير وسرقة في سهل الزبداني مع انتشار كثيف لقوات الجيش النظامي في منطقة كعب القلعة، كما تم نصب حواجز جديدة على طريق بيروت دمشق في منطقة وادي بردى، كما قامت قوات الأمن باعتقال 7 أشخاص على الأقل من عائلة وأقارب الناشط الحمصي المعتقل علي عثمان المتواجدين في مدينة صحنايا في ريف دمشق، وبين المعتقلين والده (70 عاما) وثلاثة من أشقائه الشباب وخاله (65 عاما) وابن خاله وزوج شقيقته. والناشط علي عثمان الذي كان يبيع الخضار في حمص والتحق بالثورة اشتهر كأحد أبرز الناشطين الإعلاميين، وبعد اعتقاله ظهر على شاشة التلفزيون السوري يدلي باعترافاته، واتهم ناشطون من رفاقه السلطات بإجباره على الإدلاء باعترافات تحت التهديد والتعذيب. كما تعرضت عدة أحياء في مدينة حمص يوم أمس لقصف عنيف، بينما قال ناشطون في مدينة القصير بريف دمشق إنه تم العثور على جثمان أحد سكان قرية الصالحية وقد تعرض للتشويه، وإلى جانبه ضابط منشق وقد أصيب بإصابات خطيرة.

في ريف حماه ـ وسط ـ قالت مصادر محلية إن امرأة توفيت متأثرة بجراحها بعد يومين من إصابتها برصاص قوات الأمن في بلدة قبر فضة في منطقة سهل الغاب، التي نزح غالبية سكانها جراء فرض حالة حصار خانق عليها، وحملات المداهمة وإطلاق النار. كما تعرضت منطقة جبل شحشبو لقصف عشوائي يوم أمس.

وفي مدينة حلب دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في حي الأشرفية، وقتل أحد عناصر «الشبيحة»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي مدينة حلب اعتصم أكثر من 700 محام في القصر العدلي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.. وهتفوا لطلبة جامعة حلب والمدن الثائرة.

وفي محافظة إدلب، بالقرب من مدينة جسر الشغور، قتل مدني وأصيب 3 آخرون بجروح بنيران من رشاشات للقوات النظامية في بلدة تل عين الحمراء. واستهدف حاجز للجيش في بلدة احسم بتفجير تلاه إطلاق نار كثيف من حواجز عدة في المنطقة، بحسب المرصد. ودارت اشتباكات عنيفة فجرا في كفرنبل بين القوات النظامية ومنشقين تلاها انشقاق عدد من عناصر حواجز الجيش في البلدة، كما دارت اشتباكات في قرية معراتة «أدت إلى فرار بعض العناصر من القوات النظامية واستشهد أحدهم إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات النظامية». كما أشار المرصد إلى سماع إطلاق نار وانفجارات في مناطق عدة في ريف إدلب.

وفي دير الزور نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل رجلان من قوات الأمن في حي الجورة في دير الزور في انفجار. وفي البوكمال قالت مصادر محلية إن القوات النظامية نشرت المدرعات في المدينة بشكل كثيف وترافق ذلك مع إطلاق رصاص كثيف أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.

وفي درعا انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لقوات الجيش النظامي، كما قال ناشطون إن عددا من الأهالي أصيبوا بجراح خطيرة جراء سقوط قذيفة هاون على «منزل في درعا البلد كان يتواجد فيه المراقبون الدوليون مع أحد ضباط الجيش الحر ومجموعة من الناشطين» بعد ظهر يوم أمس.

من جانبه، قال المحامي والمعارض أنور البني إن قاضي الفرد العسكري الرابع قام يوم أمس باستجواب الناشطين والصحافيين الذين اعتقلوا من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير منذ نحو شهر، وهم يارا بدر ورزان غزاوي وهنادي زحلوط وميادة خليل وسناء زيتاني وجوان فرسو وأيهم غزول وبسام الأحمد. وأوضح المحامي البني أن الاستجواب تركز على «مهمة المركز بتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون والجهة الممولة وترخيص المركز» وأنه تم تأجيل الجلسة ليوم 29 - 5 -2012 بناء على طلب من القاضي الفرد «توجيه كتاب إلى إدارة الأمن الجوي للسؤال عن ترخيص المركز وإمكانية إحضار مازن درويش مدير المركز من التوقيف لسماع إفادته كشاهد».

ومن جهتها أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا، أنها أحصت حتى مساء أمس مقتل 1025 شخصا، منذ بدء تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان.

وقالت لجان التنسيق إنها تمكنت من توثيق أسماء القتلى جميعا، وأوضحت أن بينهم 42 سيدة، و60 طفلا، فيما قضى 22 آخرون تحت التعذيب وتم إعدام 72 شخصا ميدانيا. كما وثقت أسماء 592 معتقلا فقط «لصعوبة التواصل مع بعض المناطق وتوثيق أحداثها بسبب قطع الاتصالات»، معلنة أن سوريا «شهدت ما يقارب 4700 نقطة اختراق من قبل جيش النظام وقواته الأمنية بحق المدنيين في جميع المحافظات السورية، حيث استمرت عمليات الاقتحام والقصف وإطلاق النار بشكل يومي».