مصادر رسمية يمنية: الحكومة رفضت أوراق اعتماد سفير إيراني عمل ضابطا في الحرس الثوري

قالت لـ«الشرق الأوسط»: إيران تمول مؤتمرا للمعارضة في بيروت لتعطيل العملية السياسية يشارك فيه حوثيون وزعيم انفصالي

أحد المسلحين الموالين للجيش في موقع عسكري يطل على مدينة «لودر» حيث تدور معارك متقطعة بين الجيش وعناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة في الجنوب (رويترز)
TT

ذكرت مصادر رسمية يمنية أن السلطات اليمنية منعت عددا من أعضاء مجلس النواب وبعض الشخصيات الرسمية من السفر إلى العاصمة اللبنانية بيروت لحضور مؤتمر للمعارضة اليمنية في العاصمة اللبنانية بيروت تموله إيران وبإشراف حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وقالت تلك المصادر في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «منعت الحكومة اليمنية عددا من أعضاء مجلس النواب المنتمين لأحزاب حكومة الوفاق من السفر لحضور مؤتمر يحضره علي سالم البيض مع ممثلين عن الحوثيين في العاصمة اللبنانية بيروت يتم بإشراف الحرس الثوري وحزب الله وبتمويل إيراني». وأضافت تلك المصادر أن الهدف من المؤتمر هو عرقلة العملية السياسية في البلاد، والالتفاف على المبادرة الخليجية. وأضافت المصادر في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» أن «إيران سمت سفيرها الجديد في صنعاء، غير أن الحكومة اليمنية رفضت قبول أوراق اعتماده لكونه يعد ضابطا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني»، حسب تلك المصادر. وقد دعت اليمن أكثر من مرة إيران إلى الكف عن التدخل في شؤونها، واتهم وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إيران بمحاولة التدخل لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.

وكانت صحيفة «أخبار اليوم» الصادرة في صنعاء قد نقلت أن وزارة الخارجية اليمنية تلقت توجيهات عليا بعدم منح عدد من أتباع الرئيس السابق جوازات سفرهم الدبلوماسية لحضور مؤتمر للمعارضة اليمنية الهدف منه عرقلة سير وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتموله الحكومة الإيرانية، ويضم ممثلين من أنصار النظام السابق ومن جماعة الحوثي، وكذا ممثلين للتيار الذي يقوده علي سالم البيض الذي يقود تيارا انفصاليا في الحراك الجنوبي. ونقلت الصحيفة أن المنع جاء باعتبار أن المؤتمر فعالية عدائية ضد اليمن تقوده وتموله المخابرات الإيرانية ويهدف إلى تفويض حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي بإشراف من حزب الله اللبناني. وتأتي هذه المعلومات في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة للصحيفة أن الأجهزة الأمنية اليمنية ضبطت شخصين يحملان الجنسية الإيرانية وعلى علاقة بالحرس الثوري الإيراني حسب الصحيفة.

وفي الشأن الأمني، قال مصدر عسكري يمني إن جنديين قتلا وأصيب ثالث بجروح في هجوم على موقعهم في بلدة لودر في الجنوب أمس، ونسب الهجوم إلى تنظيم القاعدة. وأضاف المصدر العسكري أن الجنود الثلاثة أصيبوا بسقوط قذيفة، فرد الجيش على المكان الذي انطلقت منه باتجاه مواقع تسيطر عليها «القاعدة». وقال مصدر قبلي إن «المسلحين التابعين لـ(القاعدة) يحاولون اقتحام لودر» الاستراتيجية الواقعة على مسافة 150 كم شمال زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين، والتي استولى عليها المتشددون منذ نحو عام. وبدورهم، قال سكان إن القصف على البلدة أدى إلى احتراق أحد المنازل ومسجد.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت الاثنين أنها أفشلت مشروعا جديدا لاعتداء انتحاري يشبه محاولة التفجير الفاشلة التي وقعت في الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) 2009 لتفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة خططت لها أيضا «القاعدة» في اليمن.

ويأتي الكشف عن مشروع الاعتداء غداة مقتل اليمني فهد القصع المسؤول في «القاعدة» والملاحق لتورطه في تفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» قبالة سواحل اليمن عام 2000، في غارة جوية أميركية مساء الأحد في محافظة شبوة الجنوبية.

في هذه الأثناء قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن ترتيبات تجري في القوات المسلحة اليمنية بالمنطقة الجنوبية لتنفيذ هجمات واسعة النطاق على المناطق التي يتحصن فيها مسلحو «القاعدة» وبالأخص في محافظة أبين والمناطق الجبلية المؤدية إلى محافظة شبوة المجاورة، وفي السياق ذاته يواصل وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، منذ يومين، جولة ميدانية لتفقد المعسكرات والألوية العسكرية، في «قاعدة العند» بمحافظة لحج، والألوية العسكرية التابعة للمنطقة الجنوبية، وقالت مصادر رسمية إن ناصر اطلع في عدن على «الجاهزية القتالية للوحدات العسكرية في معسكر بدر اللواء 39 مدرع وقاعدة بدر الجوية والكتيبة الخاصة التابعة لقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية».

ونقلت المصادر عن الوزير اليمني إشادته بالروح المعنوية للمقاتلين وبدورهم «المشهود في مواجهة عناصر التخريب والإرهاب التي تضمر الشر للوطن من خلال اجتراحهم المواقف البطولية الرائعة في ميادين الشرف والبطولة في مختلف جبهات ومواقع القتال ضد العناصر الإرهابية المارقة التي لا تستهدف حماة الوطن فحسب، بل تستهدف الحياة بمفهومها ومعناها الشامل، وهو ما يستوجب من الجميع استشعار مسؤولياتهم الوطنية ورفع اليقظة والحيطة لإحباط المحاولات الإرهابية الغادرة لتلك العناصر والتصدي الحازم لها والعمل على اجتثاثها من أوكارها».

وتشهد محافظة عدن التي تعد العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد وضعا أمنيا مضطربا، حيث ينتشر الكثير من المسلحين في بعض مدنها وأحيائها، في حين قتل العشرات من رجال المخابرات والأمن في هجمات لعناصر مسلحة يعتقد أنها تنتمي لـ«القاعدة»، في وقت تسود مخاوف لدى سكان المدينة من محاولات عناصر «أنصار الشريعة» السيطرة على مواقع هامة في المدينة على غرار ما يجري في محافظة أبين المجاورة.