مصر: أول مناظرة انتخابية للرئاسة بين موسى وأبو الفتوح تثير جدلا سياسيا

وسط اتهامات متبادلة

آلاف المصريين في المقاهي الشعبية يتابعون المناظرة التاريخية غير المسبوقة بين اثنين من أقوى المتسابقين في الماراثون الرئاسي، عمرو موسي وعبد المنعم أبو الفتوح
TT

أثارت أول مناظرة من نوعها في تاريخ انتخابات الرئاسة المصرية، بين المرشحين الرئاسيين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، على الهواء مباشرة أول أمس، جدلا في الأوساط السياسية والشعبية.

ووقف موسى وجها لوجه أمام أبو الفتوح، ليعرض كل منهما برنامجه ويفند حجج منافسة لمدة 3 ساعات، وسط متابعة من ملايين المصريين، الذين حرصوا على متابعة المناظرة بشغف وترقب.

وكان البرلمان المصري يستفتي على الرئيس بنعم أو لا، حتى عُدلت المادة 76 من الدستور عام 2005، والتي سمحت بإجراء انتخابات رئاسية تعددية بين أكثر من مرشح، لكن غلبت عليها الشكلية، وكانت نتيجتها محسومة لصالح الرئيس السابق مبارك، إلا أن أحد مقدمي المناظرة أول أمس، قال «لولا ثورة (25 يناير) ما كنا وقفنا في هذا الموقف، وما كان للمصريين أن شاهدوا المناظرة».

وقال المتناظران إنهما سيعملان من أجل قيام نظام سياسي ديمقراطي؛ لكن كلا منهما حاول الطعن في الآخر، مما زاد المناظرة سخونة وإثارة، حيث بدأها أبو الفتوح بتوجيه اتهام مباشر لموسى بأنه كان أحد رجالات النظام السابق، مما دعا موسى (الذي عمل وزيرا للخارجية لأكثر من 10 سنوات)، للرد بأنه لم يكن جزءا من النظام السابق، متهما أبو الفتوح بأنه كان يحاول إضفاء صبغة المعارض للنظام السابق على نفسه، قائلا «كنت تعارض من أجل (الإخوان المسلمين)، ولم تكن تعارض من أجل مصلحة الوطن». كما اتهم موسى نظيره أبو الفتوح بالمساهمة في تكوين الجماعة الإسلامية، التي تحول عدد من أعضائها إلى حمل السلاح، والتورط في أعمال عنف خلفت مئات القتلى من المصريين. وتابع متسائلا «ألم يحن الوقت للاعتذار عن الدماء التي أريقت؟»، وهو ما دفع أبو الفتوح المستبعد من «الإخوان» للرد، معربا عن فخره بأنه كان أحد بناة الحركة الإسلامية، مؤكدا أنها كانت سلمية وأن من مارس العنف والقتل هو نظام مبارك. واتفق موسي وأبو الفتوح على أن إسرائيل «عدو»، لكنهما شددا في الوقت نفسه على أهمية الحفاظ على معاهدة السلام معها.

وتابع المصريون المناظرة، وشهدت المقاهي أعدادا كبيرة، وقال محمد عبد الله (37 عاما) «سعيد بمتابعة المناظرة، لأنني شعرت بأهميتي لكون كل مرشح يسعى للحصول على صوتي». وأضاف عبد الله، الذي جلس في أحد المقاهي الشعبية جنوب الجيزة «كنت أعتقد أن موسى هادئ ولا يستطيع أحد إخراجه عن شعوره؛ لكنه بدا عنيفا للغاية، وأفرط في استخدام يديه والتلويح بهما»، مؤكدا أنه لم يقرر بعد من سينتخب للرئاسة.

كما أثارت المناظرة صدى قويا داخل أروقة القوى السياسية والحزبية. وبينما قال ياسر حسان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد (المؤيد لموسى)، إن موسى أثبت تفوقه خلال المناظرة، مشيرا إلى أن المناظرة ساعدت الكثيرين ممن لم يحددوا مرشحهم بعد على الاختيار، أكد أحمد عبد الجواد، عضو التيار المصري (المؤيد لأبو الفتوح)، أن أبو الفتوح تفوق على موسى بشخصيته، وطرح خلال المناظرة رؤية واضحة وموضوعية، وأثبت أنه يمتلك مقومات العمل السياسي.

من جهته، قال الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين «لا يعنيني أن تكون المناظرة في صالح مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي أم لا»، وتابع غزلان «أرى أن هذا الأسلوب في التعريف بالمرشحين لا يليق ولا يناسب مصر، وإن كان يصلح في الغرب». وأضاف «كنت في غاية الاستياء من الطريقة التي أدير بها الحوار والتجريح بين المرشحين»، مشيرا إلى أن «ما أعرفه أن يعرض كل مرشح برنامجه، وليس أن يقوم بالهجوم على الآخر والانتقاص منه، فهذا لا يليق حتى لو جاء في صالح مرشحنا».

واعتبر حسين عبد الرازق، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، أن موسى وأبو الفتوح كليهما فشل في الظهور بصورة طيبة تقنع المواطنين بتأييده في الانتخابات، مما يصب في مصلحة المرشحين الآخرين.