المصريون في الخارج يلقون أولى بطاقات الاقتراع في صندوق «الرئاسة»

اللجنة العليا: لا تأثير لأحكام وقف الانتخابات.. والسعودية والكويت في المقدمة

مصرية تدلي بصوتها في الانتخابات الرئاسية في سفارة بلادها بالعاصمة الأردنية عمان أمس (رويترز)
TT

بدأ المصريون في الخارج ممن لهم حق التصويت في الانتخابات الرئاسية وعددهم 586 ألفا، الإدلاء بأصواتهم اعتبارا من أمس (الجمعة) بأماكن وجودهم في 166 دولة حول العالم، ولاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 13 مرشحا يخوضون غمار السباق الرئاسي.

واصطف المصريون أمام صناديق الاقتراع ليضعوا أول «بطاقة» لانتخاب أول رئيس جديد بعد ثورة «25 يناير»، وهي العملية التي تستمر خارج البلاد حتى يوم الخميس المقبل، لتجرى بعدها عمليات فرز الأصوات داخل البعثات الدبلوماسية والقنصليات بحضور ممثلي المرشحين وأعضاء الجالية المصرية وممثلي منظمات المجتمع المدني.

وفيما أكد عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزارة تلقت تعليمات جديدة من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بإمكانية تصويت الناخبين في الخارج عن طريق تقديم جواز السفر أو إرفاق صورته مع بطاقة الاقتراع دون اشتراط تقديم بطاقة الرقم القومي أو صورتها، بشرط وجود اسم الناخب مسجلا في قوائم الناخبين، قال المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية: إن «الأحكام القضائية بوقف دعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية لم تؤثر على تصويت المصريين في الخارج ولن تكون عقبة في تعطيلها».

يأتي ذلك في وقت تتجه فيه الأنظار إلى المحكمة الإدارية العليا اليوم (السبت) التي تنظر الطعون المقدمة من لجنة انتخابات الرئاسة على الأحكام الصادرة من القضاء الإداري بوقف دعوة الناخبين للانتخابات وبطلان قرارها بإحالة قانون العزل السياسي إلى المحكمة الدستورية العليا.

وبدأت عمليات الاقتراع في الثامنة صباحا أمس وفقا لتوقيت كل دولة وحتى الثامنة مساء، ويتم التصويت إما بحضور الناخب بنفسه لمقر البعثة الدبلوماسية أو القنصلية ثم يوقع بكشف الناخبين بخط يده أو ببصمة إصبعه، أو التصويت عن طريق البريد. ويقوم رئيس اللجنة بتسلم المظاريف الواردة بالبريد والتأكد من استكمال المستندات المطلوبة وإثبات كل بيانات الناخب في سجل الناخبين.

وأكد المستشار بجاتو أن عملية الاقتراع بدأت في توقيتها الرسمي بمختلف الدول المسجلة. وقال إن «هناك بعض المشاكل الإجرائية واجهت التصويت بسبب بطاقات إثبات الشخصية»، موضحا أن اللجنة تتابع إجراءات التصويت وسترصد نسب الإقبال بالتعاون مع السفارات والقنصليات.

من جانبه، أكد محمد ريان نائب رئيس اتحاد المصريين بالخارج، أن التصويت يسير بشكل هادئ ولا توجد أي عقبات في اليوم الأول.

وشهدت السفارة المصرية بالرياض وقنصليتها العامة بجدة توافد المئات من المصريين المقيمين بالسعودية وعددهم 261 ألفا و924 مصريا، وقال نبيل بكر المستشار الإعلامي للسفارة المصرية في الرياض إنه «ينتظر أن تتلقى السفارة والقنصلية عددا كبيرا من الطرود البريدية التي تحتوي مظاريف التصويت عن طريق البريد المسجل والسريع من كافة مناطق المملكة».

وفي السياق ذاته، قال ريان لـ«الشرق الأوسط» إن «السعودية كانت أكثر الدول التي شهدت إقبالا على التصويت أمس»، مشيرا إلى أن نسب الإقبال عالية أيضا في الكويت والإمارات».

وبينما قال السفير المصري لدى الكويت عبد الكريم سليمان إن «السفارة قدمت كل التسهيلات الممكنة لتسيير عملية الاقتراع وبث الثقة في نزاهة الانتخابات»، فتحت السفارة المصرية في أبوظبي والقنصلية العامة بدبي أبوابهما أمس أمام 61 ألف ناخب، وأكد وائل مرسي، مدرس مصري مقيم في أبوظبي، أن يوم أمس شهد زحاما شديدا من المصريين خاصة أنه وافق يوم العطلة الأسبوعية، وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «هذه من أسعد اللحظات في حياتي أن أشارك في أول انتخابات رئاسية حقيقية»، موضحا أن التصويت في صناديق شفافة منح الناخبين رسالة اطمئنان وتأكيدا لنزاهة الانتخابات، لافتا إلى أن السفارة كانت حريصة على أن يوجد الناخب بنفسه ورفضت أية توكيلات عامة أو خاصة.

من جانبها، فتحت السفارات المصرية في بريطانيا وألمانيا وهولندا والنمسا وإيطاليا وفرنسا واليونان وبلجيكا والمجر والسويد والدنمارك وأميركا وكندا، أبوابها أمس أمام المصريين، وقالت السفارة المصرية بباريس في بيان لها: «إنها ستتلقى مظاريف التصويت سواء بالبريد أو باليد وفقا لتعليمات لجنة الانتخابات»، مؤكدة أن بطاقات الاقتراع متاحة على الموقع الإلكتروني للجنة الانتخابات الرئاسية، وقال محمود سامي السفير المصري لدى هولندا إن «السفارة استعدت للجولة الأولى من الانتخابات، وإنه سيتم إجراء الفرز لأصوات الناخبين داخل مقر السفارة تحت إشراف السفير والقنصل وأعضاء السفارة والبعثة الدبلوماسية وممثلين للجالية، تحقيقا لمبدأ الشفافية والوضوح»، لافتا إلى أنه سيتم إرسالها إلى وزارة الخارجية لتسليمها إلى لجنة الانتخابات، لتعلن النتيجة النهائية للانتخابات 21 يونيو (حزيران) المقبل.

وفي ألمانيا حذرت السفارة المصرية من التصويت الباطل، وناشدت المصريين بعدم اختيار أكثر من مرشح وعدم وضع أي علامة مميزة على بطاقة الاقتراع أو استخدام بطاقة اقتراع مغايرة للمتاحة على الموقع الإلكتروني للجنة الانتخابات. كما أدلت الجالية المصرية المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية بأصواتها بمقر السفارة في واشنطن، وقال سامح شكري سفير مصر لدى الولايات المتحدة: إن «السفارة ستبذل ما في وسعها للتسهيل على الناخبين حتى يتمكنوا من ممارسة حقهم السياسي»، مشيرا إلى أن السفارة تستقبل الناخبين بمقرها لمن يستطيع ويمكن لمن لا يستطيع الحضور بنفسه إرسال تصويته عن طريق البريد. ونوه بأنه إذا كانت هناك حاجة إلى جولة إعادة فسوف تتم من 3 إلى 9 يونيو المقبل.