ميركل تواجه انتخابات فرعية صعبة

المستشارة الألمانية قد تفقد جزءا من شعبيتها الداخلية بسبب فرنسا واليونان

TT

تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم غد (الأحد)، انتخابات فرعية صعبة في مقاطعة رينانيا شمال وستفاليا، المعقل التقليدي لليسار، وهي آخر انتخابات هذه السنة قبل الانتخابات التشريعية المقررة بعد 16 شهرا. وقد مني التحالف الفيدرالي الليبرالي - المحافظ الذي يحاول أن يفرض على أوروبا سياسته القائمة على التقشف الاقتصادي، بهزيمة الأحد الماضي في مقاطعة شلزفيع هولشتاين (شمال)، بعد سنة انتخابية سوداء في 2011 تميزت بهزيمة كبيرة للحزب الليبرالي.

وفي هذه الانتخابات الفرعية الثالثة في غضون ثمانية أسابيع، يبدو الحزب الاشتراكي - الديمقراطي (معارضة فيدرالية) الأوفر حظا. وفي المقابل، يتوقع أن يحافظ الاتحاد المسيحي - الديمقراطي بزعامة ميركل بسهولة على مقاطعة ساكس السفلى حيث من المقرر أن يجري الانتخاب الفرعي الوحيد في 2013 قبل الانتخابات التشريعية. وتؤكد كل استطلاعات الرأي أن الحزب الاشتراكي - الديمقراطي سيتصدر في رينانيا شمال وستفاليا بحصوله على نحو 38 في المائة من نوايا التصويت في هذه المقاطعة الأكثر اكتظاظا في ألمانيا (18 مليون نسمة)، التي تضم مدنا مهمة مثل كولونيا ودوسلدورف.

وتعد ريناينا شمال وستفاليا، الرئة الصناعية التي تضم مقار تسع مؤسسات مسعرة في داكس، المؤشر الرئيسي لبورصة فرانكفورت، معقلا تاريخيا للاشتراكي الديمقراطي الذي هيمن عليها طوال 40 عاما حتى 2005. ويتعين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الاحتفاظ بالمقاطعة مساء غد، عبر التحالف مع واحد أو أكثر من الشركاء. وحصل الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي يرأسه وزير البيئة الاتحادي نوربرت روتغن على نحو 30 في المائة. أما حزب الخضر فحصل على 11 في المائة من نوايا التصويت، كما بينت استطلاعات للرأي أجريت لحساب شبكتي «آر آر دي» و«زد دي إف» العامتين، بينما يتوقع أن يتمكن الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي مني بهزيمة ساحقة منذ 18 شهرا، من تجاوز عتبة 5 في المائة من الأصوات الضرورية لدخول البرلمان الإقليمي.

وستتجه الأنظار أيضا إلى حركة المعارضة الفتية، حزب القراصنة الذي شوش على اللعبة السياسية ودخل ثلاثة برلمانات إقليمية خلال تسع سنوات. وأيا تكن نتيجة يوم الغد، سيكون «التأثير محدودا» على المستشارة، كما قال فولكر كروننبرغ، مدير معهد العلوم السياسية في بون. وذكر نيلز ديدرش، المحلل السياسي في جامعة برلين الحرة «على المستوى الوطني، تعد سلطة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ضعيفة، وسلطة الاتحاد المسيحي الديمقراطي مستقرة». ولا تزال أنجيلا ميركل تحافظ على شعبيتها. ويؤيدها الألمان في دعوتها إلى اعتماد سياسة التقشف على صعيد الموازنة لمعالجة مشكلات منطقة اليورو المتعثرة. وأفاد استطلاع للرأي لمجلة «شتيرن» بأن 59 في المائة منهم يرفضون اتخاذ تدابير لدعم النمو يمكن أن تترجم ديونا جديدة. وأبدت تصلبا أول من أمس أيضا أمام النواب، وقالت إن «النمو الذي يستند إلى الاقتراض سيعيدنا إلى بداية الأزمة. إننا لا نريده ولن نقوم به». لكنها قد تواجه صعوبة في التمسك بهذا التشدد بعد الانتخابات في رينانيا شمال وستفاليا. وقال كروننبرغ إن «الانتخابات في فرنسا وفي اليونان ستؤثر على ميركل»، مضيفا أن «السياسة الداخلية تتغير في الوقت الراهن بسبب الانتخابات في هذين البلدين، وستواجه صعوبة في التمسك بسياسة التقشف». لكنه يؤكد أن تحالف ميركل سيبقى صامدا حتى الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر (أيلول) 2013، وخصوصا بفضل هذه المستشارة القوية. وجعل انسحاب رئيسة الحكومة الإقليمية، الاشتراكية الديمقراطية هانلوري كرافت، في مارس (آذار) الماضي لأنها لم تتمكن من تأمين أكثرية لإقرار الميزانية، من الضروري إجراء هذا الانتخاب. وهي كانت تحكم هذه المقاطعة منذ أقل من سنتين من دون أكثرية ثابتة، وتعول على أصوات المحافظين وليبراليي الحزب الليبرالي الديمقراطي واليسار الراديكالي دي لينك. واتسمت الحملة الانتخابية بحوادث خطرة بين الشرطة ومسلمين سلفيين، على هامش مظاهرات لمجموعة صغيرة من اليسار المتطرف كانت تلوح برسوم مسيئة للإسلام.