شكلت الطاقة المتجددة محورا أساسيا في خطط التنمية المستدامة في السعودية، في ظل الطلب المتزايد على مصادر الطاقة وما شكلته من تحديات على الاقتصاد والبيئة في السعودية لا سيما على الأجيال المقبلة.
ولعل التنوع في مصادر الطاقة وتوليدها مطلب لبناء مستقبل الجيل الجديد، بالاستفادة من الأبحاث والدراسات التي تمكن السعودية من تنويع مصادر الطاقة التي تعتمد بشكل كبير على النفط لإنتاجها، رغم وجود مصادر مختلفة للطاقة المتجددة لا تنضب كطاقة الشمس والطاقة المتولدة من طبقات الأرض الجوفية. وتعتبر السعودية من أغنى البلدان بالطاقات المستثمرة، وهي تعد من أفضل الدول للتوليد بالطاقة الشمسية حسب المسوح الجغرافية، والجيولوجية للحرارة الجوفية في المدينة المنورة بالمنطقة الغربية وجازان في جنوبها، والمنطقة الشمالية لتوليد الرياح بالإضافة للبترول.
وتبنت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بادرة إنشاء معرض «مشكاة» التفاعلي الذي يعد المكان الأمثل للتعرف على عالم الطاقة الذرية والمتجددة من خلال المعروضات التفاعلية والتجارب الاستكشافية، باستخدام أحدث التقنيات الرقمية والوسائط المتعددة التي يستمتع بها زائر المعرض الذي يحظى بفرصة التفاعل المباشر مع العديد من خصائص توليد الطاقة واستخداماتها عن طريق معروضات تفاعلية شيقة.
وأوضح إياد رشيد، مدير المرافق، لـ«الشرق الأوسط»، أن المعرض يستهدف زراعة ثقافة الطاقة المتجددة في النشء وتعريفهم بها، من طلاب المدارس في الطبقة العمرية من 6 سنوات إلى 17 سنة. وأوضح أن هدفهم الأساسي هو توصيل رسالة لمفهوم عام ونوعي عن الطاقة المتجددة وأنواعها من طاقة شمسية وذرية وميكانيكية وطاقة الرياح، وجوفية وطرق ربطها ببعضها بعضا، لتساعد على دمج خليط بين الطاقة والبترول للخروج بمفهوم أفضل، علاوة على عرض أفكار لكيفية الاقتصاد في استهلاك البترول بالاستفادة من هذه الطاقات، مما يترك تأثيرا كبيرا في الأطفال بعد أن يستمر معهم للمرحلة الجامعية.
ويعد معرض «مشكاة» العلمي من أفضل المعارض العلمية الدولية في العالم، بحسب القائمين عليه، لتركيزه على مفهوم الطاقة المتجددة ومفهوم الطاقة الذرية، عن طريق معروضات علمية تشرح نظريات معينة وأشكالا للطاقة كل على حدة، كأن يطلق الطفل بالون الهواء الساخن، ويشغل الطاقة بحركة متواصلة.