«سوبر» ارتجالية!!

صالح بن علي الحمادي

TT

يا لها من ارتجالية «تنظيمية» لبطولات كرة القدم السعودية، التي ما انفكت تتراجع بل تتقهقر «أيما» قهقرة.. وصانعو القرار يقولون عن «السيل» العارم «ديمه».. أدام الله الأمن والاستقرار!!

كانت فكرة الرئيس السابق أم اللجنة الحالية؟!.. «لا يهم».. فكرة كاتب هذه السطور منذ أكثر من عشرين عاما!.. أم فكرة زميل بل أكثر من زميل سبق الرئيس السابق ولجنته الموقرة؟! أيضا لا يهم!!.. المهم كيف.. ومتى.. تقدم كأس «نخبوية» لا «سوبرية» سعودية خيرية؟!.. والأهم هل ستنجح كفكرة خيرية «حقيقية» أم لا؟!.. وهل نحن «مع الله» مخلصون في ما سنقدم؟!

أولا.. مسمى كأس «سوبر» مرفوض جملة وتفصيلا بهذا الاسم البعيد كل البعد عن لغتنا الأم اللغة العربية!!

وثانيا.. كرة القدم السعودية على صعيد الكبار لم تعد تحتمل المزيد من البطولات.. بجانب المحليات الثلاث الحالية.. مضاف إليها القارية «الآسيوية» والعربية والخليجية!!

الثالث.. أن طريقة وتوقيت الإعلان عن كأس كهذه جاءت لتكشف للجميع مدى الارتجالية التي تدار بها كرة القدم السعودية. فكان الأجدى أن تحمل مسمى «حقيقيا» للأبطال ومن مباراة واحدة بين بطلي كأس ولي العهد وكأس الدوري، وتقام على كأس الملك، ويكون ريعها «بالفعل» خيريا.. لا أن يقدم العمل الخيري «سوبريا» كما يريدون وفي مطلع الموسم وبعدد «هزيل» من الجماهير!!

والرابع.. إذا كان لا بد من إقامتها في مطلع كل موسم فلا بأس أن تبقى بمضامين خيرية مع حملها لاسم كأس ولي العهد السعودي بين بطلي كأس الدوري وكأس الملك للموسم الماضي.. وعندها فإن ولي العهد والقيادات الرياضية وبقية الفعاليات ستكون مواكبة لكأس يذهب ريعها للخير، وهكذا يفترض بعيدا عن مسمى «سوبر» خيري لا يليق!!

خامسا.. وأخيرا.. عندما نصف بعض القرارات بالارتجالية.. فنحن لا نأتي بأشياء من خواطرنا.. بل هي رصد لقرارات صناع القرار الرياضي الكروي مع كل أسف شديد!!

منذ سنين يعدونا لزام الأندية بالاعتماد على المدرب المواطن.. ومشكورين يعلنون عن قرار فرض المدرب الوطني على الفرق الأولمبية.. لكن فجأة يتغير القرار إلى استمرار الأجانب مع سعوديين اثنين في الجهاز الفني.. لكن هذا لن يحصل!!

بعد الإعلان عن تقليص عدد الأجانب إلى ثلاثة، لما في ذلك من مصلحة للكرة السعودية أندية ومنتخبات، تم التراجع عن ذلك في أسابيع لتفرض الأندية «علو» صوتها!!

وفي دوري الدرجة الأولى كانت «طامة» الأجانب أكثر.. تصوروا في الوقت الذي تعاني فيه الأندية حتى الممتاز «المحترفة» من ضائقة مالية يتم الإعلان عن الاستعانة باللاعب الأجنبي في الدرجة الأولى!! هل يعقل؟!.. من ذا الذي يفكر لكم؟!

كنا نتمنى إلزام أندية الدرجتين الثانية والأولى بمدربين وطنيين مهما حدث؟ فلماذا تكون هاتان البطولتان أكاديميتين لتدريب وتعليم مدربين أجانب؟! بقي القول إن من لم يستطيعون منع «الميكروفونات» (مكبرات الصوت) وقزع اللاعبين.. «كقرارين تافهين» تنفيذيا.. لا تنتظروا منهم إقرار أمور استراتيجية.. إلا ربما «سوبرية» ووفق دعم أياد «شوفييه».. وحول الموضوع لنا عودة، فالمساحة انتهت!!

[email protected]