الإسكندرية تتنصر للثورة وتوجه لطمة لـ«الإخوان» و«السلفيين»

اكتسحها «صباحي» بفارق 200 ألف صوت عن أقرب منافسيه

مواطنون في الإسكندرية يمرون تحت ملصق دعائي ضخم للمرشح حمدين صباحي، حيث أكدت المؤشرات الأولى تقدمه بفارق شاسع عن أقرب منافسيه بلغ نحو 250 ألف صوت، أمس (رويترز)
TT

انتصرت الإسكندرية لثورة 25 يناير (كانون الثاني) وانحازت لتاريخها بوصفها مدينة كوزموبوليتانية عريقة، وفجرت عروس المتوسط مفاجأة من العيار الثقيل في ماراثون الانتخابات الرئاسية، مشكلة صدمة لجماعة الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية التي اتخذت من مدينة الإسكندر معقلا لها، حيث يقيم جميع قياداتها بها.

مفاجأة الإسكندرية تمثلت في اكتساح المرشح اليساري حمدين صباحي للمؤشرات الأولى لنتائج الانتخابات بفارق شاسع عن أقرب منافسيه بلغ نحو 250 ألف صوت، وهو ما أدى إلى دعوة قيادات السلف لاجتماعات مكثفة طوال يوم أمس، الجمعة، عقب انتهاء صلاة الجمعة لبحث أسباب إخفاق مرشح الدعوة السلفية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي حل ثانيا في ترتيب المرشحين في عدد الأصوات.

جاء حمدين صباحي في الترتيب الأول في معظم مناطق الإسكندرية بعدد أصوات بلغ 602 ألف صوت، بينما حل المرشح عبد المنعم أبو الفتوح ثانيا في الترتيب بعدد أصوات بلغ 387 ألف صوت، بينما جاء عمرو موسى ثالثا بعدد أصوات بلغ 291 ألف صوت، ثم مرشح جماعة الإخوان المسلمين رابعا بعدد أصوات بلغ 269 ألف صوت، بينما جاء المرشح أحمد شفيق في المركز الخامس بعدد أصوات 212 ألف صوت.

وقال محمد أبو زيد، القيادي في حزب النور بالإسكندرية، إن الحزب والدعوة السلفية سوف يساندان مرشح التيار الإسلامي الوحيد الباقي في جولة الإعادة وهو الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، رافضا ما يتردد من اتهامات للسلفيين بالتقصير في مساندة مرشحهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في الجولة الأولى، ومبديا تعجبه من عدد الأصوات التي حصل عليها حمدين صباحي قائلا: «مع كامل احترامي له، فإننا لم يسبق أن شاهدنا أي صدى لهذه الشعبية من قبل، وبخاصة أن المرشح صباحي كان مؤسسا لحزب الكرامة منذ سنوات، ومع ذلك لم يكن لديه كل هذا التأييد».

وتابع أبو زيد: «على أي حال فقد حزمنا أمرنا وسيتم الإعلان عن الموقف الرسمي للدعوة السلفية وحزب النور خلال ساعات، وهو مساندة المرشح الإسلامي محمد مرسي في جولة الإعادة».

وأرجعت إنجي علي، القيادية بحملة حمدين صباحي، تفوقه بالإسكندرية لعدة عوامل، منها أن صباحي كان من البداية مع الثورة ولم يتلون أو يغير مواقفه من قبل، بالإضافة إلى تخوفهم من مرشحي التيار الإسلامي وما قد يحمله ترشيح أي منهم من إعادة تجارب حماس في فلسطين أو طالبان في أفغانستان أو غيرهما من التجارب الإسلامية المتشددة التي لم تستطع قيادة شعوبها بشكل يتوافق مع العصر الذي نعيش فيه، مضيفة أن صباحي يعد الاختيار الأمثل ما بين من وصفتهم بمرشحي (الفلول) المنتمين للنظام السابق الذي ثار عليه الشعب في ثورة 25 يناير، ومرشحي التيار الإسلامي الذي يخشى الشعب من تشددهم.

من جانبه، رفض محمد سعد، مسؤول حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح التعليق لـ«الشرق الأوسط» على نتائج الانتخابات، قائلا: «في ظل هذه المفاجأة التي كشفت عنها نتائج الانتخابات لا أجد أفضل من مقولة المناضل جيفارا حين قال: (إن أكثر ما يؤلم المرء أن يموت على يد من يقاتل من أجلهم)، وهو ما ينطبق على حالة مرشحنا»، يقصد عبد المنعم أبو الفتوح.

مفارقات وطرائف

* الشيخ أحمد المحلاوي، خطيب مسجد القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية، أصيب بالصدمة وامتنع أمس عن إلقاء خطبة الجمعة رغم حضوره إلى المسجد وقيامه بالصلاة اعتراضا على فوز الفريق أحمد شفيق، وكان المحلاوي قال في جمعة سابقة: إن «تأييد محمد مرسي فرض عين».

* تقدم الفريق أحمد شفيق بفارق 91174 صوتا عن أقرب منافسيه في محافظة الشرقية معقل جماعة الإخوان، حيث حصل على 627808 أصوات، وحل بعده مرسي ابن الشرقية بـ536634 صوتا.

* في الإسكندرية معقل جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي تفوق صباحي وحصل على 602634 صوتا، يليه أبو الفتوح الذي حصل على 387747 صوتا، ثم عمرو موسى الذي حصل على 291950 صوتا، وجاء مرسي مرشح «الإخوان» في المرتبة الرابعة بواقع 269455 صوتا.

* المرشح الرئاسي محمود حسام الدين لم يحصل سوى ح على 3 آلاف صوت في الانتخابات فقط، رغم حصوله مسبقا على تأييد 30 ألف مصري مكنته من الترشح للرئاسة، لكنهم خذلوه في التصويت.

* إحدى قرى مركز سمنود بالمحلة الكبرى، مسقط رأس مرشد «الإخوان» الدكتور محمد بديع، اكتسح أحمد شفيق أصوت الناخبين بها بعدد 740 صوتا، مقابل 102 لمرسي و106 لأبو الفتوح و60 لصباحي.

* رغم حرارة الجو، لم يتخل الناخبون المصريون عن فكرهم الثوري، ونظموا أول وقفة احتجاجية في الإسكندرية اعتراضا على عدم خوض صباحي وأبو الفتوح جولة الإعادة، حيث تبادلوا الهتافات المعادية لشفيق.