مصر بين «مطرقة» شفيق و«سندان» مرسي

تصدرا أول انتخابات رئاسية بعد الثورة ويخوضان جولة الإعادة

TT

وسط حالة من الذهول عمت الأوساط السياسية والحزبية وقوى شباب الثورة وقطاع كبير من المصريين، أعلنت أمس المؤشرات الأولية لنتائج التصويت في الجولة الأولى لأول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد بعد ثورة 25 يناير من العام الماضي التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، ويخوض الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك جولة الإعادة، وحصول المرشح حمدين صباحي على المركز الثالث، بجانب نتائج متقدمة لكل من: الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى، فيما أكد المستشار حاتم بجاتو أمين عام اللجنة العليا للانتخابات أمس، صحة تصويت نتائج المصريين بالسعودية واحتسابها ضمن النتيجة العامة.

وأدلى المصريون على مدار يومي الأربعاء والخميس الماضيين بأصواتهم لاختيار رئيسهم الجديد في أول انتخابات تعددية حقيقية في تاريخهم، وانتهت لجان الانتخابات الفرعية وعددها 13 ألفا و97 لجنة انتخابية من أعمال الفرز عند ظهر أمس، وأعلنت غرفة عمليات لجنة الانتخابات ونادي القضاة انتهاء القضاة المشرفين على الانتخابات في الجولة الأولى من أعمال الفرز وتحريز أصوات الانتخابات وإرسالها إلى اللجان العامة بالمحافظات وعددها 351 لجنة والتي ستقوم بدورها بإرسالها إلى اللجنة الرئيسية بالقاهرة.

وقال بجاتو إن «اللجنة فتحت باب الطعون أمام المرشحين بعد إعلان نتيجة الفرز في اللجان الفرعية والعامة ولمدة 24 ساعة وفقا للقانون»، مشيرا إلى أنه لا يحق للمرشح الطعن بعد مرور 24 ساعة من إعلان نتيجة الفرز، موضحا أن موعد إعلان النتيجة بشكل رسمي في اللجنة الرئيسية المشرفة على الانتخابات سيتحدد بعد النظر في طعون المرشحين، مشيرا إلى أن هناك تظلمات قد يترتب عليها إعادة فرز بعض الصناديق وبالتالي قد تتأخر النتيجة.

وفي حين، أوضحت مصادر قضائية بلجنة الانتخابات الرئاسية أن اللجنة ستعلن النتيجة رسميا غدا (الأحد) في حالة إذا لم تقدم طعون أو تظلمات من المرشحين على نتيجة الفرز، وفي حالة وجود طعون ستعلن النتيجة يوم الثلاثاء المقبل.

وقال المستشار محمد عبد الهادي المشرف على غرفة عمليات نادي القضاة إن «جميع القضاة أنهوا عمليات الفرز بنجاح دون أي عقبات أو مشاكل تذكر». وحسب إجراءات الفرز القانونية قام القضاة بعمليات الفرز على مستوى الجمهورية بحضور مندوبي المرشحين ووسائل الإعلام، وبعد الانتهاء من فرز وإحصاء الأصوات في كل لجنة قاموا بتسليم محاضر الفرز لمندوبي المرشحين.

وفيما شهدت حملات المرشحين للانتخابات حالة من الارتباك، حيث احتشد المئات من أعضاء الحملات في مقراتها المركزية لجمع وإحصاء نتائج الفرز التي ترد إليهم من مندوبيهم في اللجان المختلفة، أعلنت حملة مرسي في بيان صحافي لها أنه «تأكد لدينا وجود جولة إعادة بين الدكتور مرسي والفريق شفيق وفقا لما ورد من أرقام التصويت». وأضاف البيان أن «مرسي ما زال يحافظ على تقدمه أمام كل المرشحين في عدد الأصوات بعد الانتهاء من رصد ما يقارب 90 في المائة من النتائج على مستوى جميع محافظات مصر».

ويذكر أنه في حال عدم حصول أي من المرشحين في الانتخابات على الأغلبية المطلقة وهي 50 في المائة زائد واحد تقام جولة ثانية في 16 و17 يونيو (حزيران) المقبل. وقد تعهد المجلس العسكري الذي يتولى السلطة منذ إسقاط مبارك والذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب إدارته للمرحلة الانتقالية بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب نهاية يونيو المقبل.

وحسب المؤشرات الأولية لنتيجة الانتخابات تفوق مرسي في غالبية لجان التصويت بالقاهرة والجيزة والبحيرة والمنيا وأسوان وبني سويف، في حين تقدم شفيق النتائج في أغلب لجان محافظات الشرقية وفي مصر الجديدة ومدينة نصر وشبرا بالقاهرة والغربية والدقهلية. كما تقدم صباحي في لجان الإسكندرية وكفر الشيخ ودمياط، وأبو الفتوح في مدينة 6 أكتوبر ومطروح، أما عمرو موسى فتفوق في لجان محافظات الصعيد وسيناء.

وأوضح المستشار عمر سلامة عضو الأمانة العامة للجنة العليا للانتخابات أن اللجنة بدأت في تلقي محاضر الفرز من اللجان العامة بالمحافظات المختلفة، وأن اللجنة الرئيسية بالقاهرة ستقوم بمراجعة وإحصاء النتائج في مختلف اللجان من جديد، مشيرا إلى أن نسبة الإقبال على الانتخابات قاربت 50 في المائة من إجمالي عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات، موضحا أن الدعاية الانتخابية للمرشحين في جولة الإعادة سوف تبدأ من اليوم التالي لإعلان نتيجة الانتخابات.

من ناحية أخرى، أعلنت اللجنة العامة المشرفة على تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية النتائج الرسمية لتصويت المصريين بالخارج أمس، وتصدر مرسي نتائج التصويت وحصل على 107 آلاف و924 صوتا، ثم أبو الفتوح في المركز الثاني بإجمالي 83 ألفا و436 صوتا، وصباحي في المركز الثالث بإجمالي 47 ألفا و687 صوتا، في حين حصل عمرو موسى على المركز الرابع بإجمالي 41 ألفا و635 صوتا، وجاء شفيق في المركز الخامس بإجمالي 24 ألفا و542 صوتا.

وكانت لجنة الانتخابات بالخارج اجتمعت أمس، بعد وصول أصوات المصريين من السعودية في 29 صندوقا من الرياض و14 صندوقا من جدة، وقامت بالتحقيق في الطعون المقدمة من كل من أبو الفتوح وخالد علي المرشحين في الانتخابات، بوجود مخالفات تصويت جماعي في السعودية. وأعلن بجاتو عدم جدية الطعون المقدمة من المرشحين وصحة إجراءات الانتخابات في السعودية. وعلى صعيد متصل قال ياسر حسان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد الليبرالي، إن «الحزب الذي كان يدعم موسى، لم يقرر شيئا إلى الآن بالنسبة لدعم مرسي أو شفيق»، مرجحا عدم دعم الحزب لشفيق أو مرسي. وأكد معاذ عبد الكريم، عضو ائتلاف شباب الثورة، أن «شباب الثورة هم من ثاروا على النظام القديم وأن الأقرب لدعمهم هو مرسي»، بعد تفاهمات سياسية حول نائبي الرئيس. وقال قيادي بارز في حزب النور (السلفي): «هناك اجتماعات اليوم (السبت) للهيئة العليا للحزب والجمعية العمومية لاتخاذ قرار نهائي بشأن دعم مرسي أو شفيق، لافتا إلى أن هناك اتجاها قويا لدعم مرسي.