أنصار الثورة المصرية أمام عدو واضح وصديق غامض

اعتبروا نتائج الانتخابات هزيمة و«البديل الأسوأ» ورطة

TT

أغلق شادي محمد جهاز الكومبيوتر المحمول غاضبا، مع شروق شمس يوم أمس (الجمعة)، بعد أن قضى ليلته في متابعة توالي ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي تتجه مؤشراتها الأولية لوجود جولة إعادة بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق.

وأظهرت التعليقات التي تلاحقت على مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت في صناعة الثورة المصرية قبل عام ونصف العام، أن أنصار الثورة من الشباب يعتبرون أن نتيجة الانتخابات الرئاسية هزيمة لهم، خاصة أنهم لم يقنعهم أداء جماعة الإخوان المسلمين منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وتشير التعليقات أيضا إلى أنه من بين البدائل التي يمكن أن يتيحها تنافس 13 مرشحا في الانتخابات، فرض الأمر الواقع أسوأ الخيارات المتاحة أمام أنصار الثورة الذين بدأوا على الفور في مناقشات حول مقاطعة جولة الإعادة التي من المقرر إجراؤها منتصف الشهر المقبل، بعد أن أصبحوا أمام عدو واضح وصديق غامض. ويعتبر أنصار الثورة أن شفيق عدو واضح باعتباره أحد أقطاب نظام مبارك. ورغم مشاركة الإخوان المسلمين في الثورة فإن عددا كبيرا من شباب الثورة يقولون إن الإخوان خذلوا الثوار طوال العام المنقضي، دشنوا للاستقطاب السياسي منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية مارس (آذار) من العام الماضي.

وبينما ساد الإحباط في قطاعات واسعة من أنصار الثورة خاصة الشباب منهم، حافظ وائل غنيم مؤسس صفحة كلنا خالد سعيد والذي يشار له كأحد الداعين ليوم غضب في 25 يناير (كانون الثاني) على تفاؤله، قائلا إن 7 من كل 10 مصريين صوتوا للثورة. ويمكن أن يكون هذا صحيحا في حال جمعت نتائج المرشحين المحسوبين على أنصار الثورة حمدين صباحي الذي جاء ثالثا، وعبد المنعم أبو الفتوح الذي حل في المركز الرابع، وهو ما أيدته الناشطة نوارة نجم التي تعد أحد أبرز شباب الثورة التي رفضت تبادل الاتهامات بين أنصار صباحي وأبو الفتوح قائلة إن الثورة لم تخسر.

في المقابل، يعتبر الشباب المحبط أن أسباب هذه النتيجة التي وصفوها بالكارثية كانت نتيجة رفض مرشحي الثورة توحيد صفهم خلف ما سمي بـ«المجلس الرئاسي».

وقالت مصادر من شباب الثورة القريبين من جماعة الإخوان المسلمين لـ«الشرق الأوسط» إن هناك مفاوضات بين مرشحي الثورة وجماعة الإخوان المسلمين لدعمهم في منافسة شفيق، المحسوب على نظام مبارك.

وبدأت القوى الأكثر تطرفا داخل صفوف شباب الثورة في الدعوة للعودة إلى ميدان التحرير اعتراضا على نتائج الانتخابات، لكن مراقبين استبعدوا إمكانية أن تلقى هذه الدعوة تأييدا في الوقت الراهن.

وتجمع عدد من أنصار المرشحين صباحي وأبو الفتوح في الإسكندرية أمس أمام مسجد القائد إبراهيم الذي يعد مركز الثورة في المدينة الساحلية التي دعمت مرشحي الثورة بقوة، حيث جاء صباحي في نتائج التصويت بها متقدما بفارق واضح عن أقرب منافسيه. وقال سعيد رشاد لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «لا ندري ما الذي حدث.. الإسكندرية كانت تعطي صوتها للثورة بقوة.. هذا زادنا إحباطا بعد ظهور المؤشرات الأولية». ولا تزال المفاجأة التي يواجهها أنصار الثورة تؤثر على سلوكهم خلال الساعات الماضية، وتجلى عمق المأزق الذي يواجهونه مع تزايد الارتباك في تصريحات ائتلافات وحركات شبابية، وبعد إعلان تأييد عدد من الحركات الشبابية لمرشح الإخوان محمد مرسي، عادت تلك الحركات ونفت تصريحاتها.

وواجه شباب 6 أبريل وضوح المؤشرات الأولية بالتمسك بالأمل، وقالت إنجي حمدي المتحدثة الإعلامية للحركة لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هناك أمل والصراع لم ينته حتى إعلان النتائج النهائية».

وأضافت: «بالقطع لن نمنح أصواتنا لشفيق.. هذه إهانة للثورة ولدماء الشهداء لكن موقفنا النهائي بعد إعلان النتائج بشكل رسمي الصورة لم تتضح بعد حتى الآن». وكانت حركات شبابية قد دشنت حملات لمواجهة مرشحين اثنين وصفوهما بـ«فلول النظام السابق»، كما لاحقوا خطوات مرسي مرشح الإخوان الذي وصفوه بـ«المرشح الاحتياطي».