ليلة سياسية ساخنة في حياة المصريين

سهروا حتى الصباح لمتابعة نتائج الفرز في الانتخابات الرئاسية

مصريون غاضبون من تقدم المرشح الرئاسي أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية أمس (إ.ب)
TT

حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، جلس الشاب الثلاثيني «فريد» متنقلا بين القنوات التلفزيونية لمتابعة آخر تطورات نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي يترقبها بلهفة شديدة، لمعرفة هوية المرشحين اللذين سيدخلان جولة الإعادة للانتخابات يومي 16 و17 يونيو (حزيران) المقبل.

ولم يكن فريد وحده، حيث شاركه ملايين المصريين، الذين سهروا ساعات الليل وحتى صباح أمس، لترقب ما ستسفر عنه أول انتخابات رئاسية متعددة بالبلاد لاختيار رئيس جديد منذ الإطاحة بالرئيس السابق مبارك.

لكن هذه الساعات لم تمر مرور الكرام، حيث كانت لعبة «الكراسي الموسيقية» حاضرة بقوة بين مرشحي الرئاسة، وفقا للنتائج الأولية للانتخابات في الساعات الأخيرة. وكتم كثيرون أنفاسهم وهم يرون مرشحيهم يتقدمون في لجان ويتراجعون في لجان أخرى، وقطع سكون الليل صيحات تهليل من جانب البعض لمرشحيهم المتقدمين في النتائج، فيما ضرب آخرون كفا بكف أمام تراجع من يؤيدونه.

وتشير النتائج الأولية إلى ثبات موقف المرشح الرئاسي محمد مرسي في المركز الأول، بينما تبادل المرشحان حمدين صباحي وأحمد شفيق على مدار يوم أمس الجلوس على المقعد الثاني «الموسيقي».

وبينما خلدت أسرة الطالبة الجامعية ندى فاروق للنوم، تاركين إياها لاستذكار دروسها قبل أن تبدأ أول امتحانات آخر العام اليوم؛ فإنها لم تفعل ذلك بسبب انشغالها بمتابعة نتائج التصويت، ولم يتوقف رنين هاتفها الجوال حتى فجر الجمعة، حيث كانت تناقش وزميلاتها آخر تطورات النتائج لمعرفة من سيبتسم الحظ له في النهاية.

وكما جلس المصريون قبل أسبوعين في المقاهي لمشاهدة مناظرة سياسية امتدت حتى ساعات الصباح الأولى بين المرشحين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح؛ تكرر المشهد مساء الخميس والجمعة، حيث حولت المقاهي وجهات أجهزة التلفزيون إلى القنوات الإخبارية لتلبية رغبة زبائنها في متابعة ما يحدث لحظة بلحظة.

وتحولت جلسات المصريين على هذه المقاهي سواء في القاهرة أو في المحافظات إلى نقاشات سياسية، واستغلت مطاعم المأكولات والباعة الجائلون هذا الزخم السياسي في السهر وفتحت أبوابها حتى الصباح، وكأن المنتخب المصري لكرة القدم فاز للتو ببطولة أفريقيا.

ولم تكن الفضائيات هي الحاضرة بمفردها، حيث جذبت شبكة الإنترنت آلاف الشباب للجلوس أمامها لمتابعة أحدث تطورات فرز صناديق الاقتراع. وكانت المواقع الاجتماعية «فيس بوك» و«تويتر» حاضرة بقوة، حيث تسابق الأعضاء في تحديث نتائج الانتخابات التي تصلهم، بينما تحولت شوارع وميادين المحافظات المصرية أمس عقب أداء صلاة الجمعة إلى ما يشبه منتديات سياسية، حيث لم يكن هناك حديث إلا عمن يتقدم على من في السباق، ومن سيكونان طرفي جولة الإعادة.

وأمام مقار اللجان الانتخابية كانت الليلة أكثر سخونة، حيث قضى مندوبو المرشحين ساعات عصيبة على مدار عمليات الفرز حتى يتمكنوا من إعداد حصر خاص لنتائج مرشحيهم.