أحمد شفيق.. صعد «السلم» إلى جولة الإعادة

راهن على تاريخه العسكري.. وأصواته جاءت من الريف

أحمد شفيق
TT

جاءت النتائج الأولية للجولة الأولى من ماراثون الانتخابات الرئاسية في مصر لتحمل المرشح أحمد شفيق إلى المركز الثاني، ولتثير احتمالية أن يخلف الرئيس السابق حسني مبارك كابوسا للثوار والإسلاميين، باعتباره أحد رجالات مبارك.

رحلة الصعود لم تكن سهلة لشفيق، آخر رئيس وزراء في العهد المباركي، ففي خضم العملية الانتخابية وأثناء إدلائه بصوته تم الاعتداء عليه بالأحذية، ومن قبلها تعرض للرشق بالأحذية في عدد من جولاته الانتخابية كما تعرض للطرد في بعضها.

وينتظر أن يزيد صعوده لجولة الإعادة من الجدل السياسي والقانوني حوله، حيث يلقى غضبا شديدا من قطاعات كثيرة في المجتمع المصري المساندة للثورة، فهو صاحب المقولة الشهيرة: «لسوء الحظ نجحت الثورة». ولكن هناك قطاعات أخرى ترى في شفيق الرجل الذي يملك القدرة على أن يؤلف بين شتى المتناقضات من أجل الصالح العام، والرجل العسكري الصارم الذي يستطيع أن يعيد الأمن ويمنع سيناريوهات الفوضى في البلاد بعدما ضاقوا ذرعا بالاضطرابات السياسية والتدهور الاقتصادي. ولا ينتمي الكثير من مؤيدي شفيق إلى الساحة السياسية الساخنة بالقاهرة والمدن الأخرى، وإنما ينتمون للريف حيث تبرز مخاوف بشأن الأمن والنظام.

ولد‏ ‏‏شفيق‏ ‏بالقاهرة‏ ‏بمنطقة‏ ‏الكوربة‏ ‏بمصر‏ ‏الجديدة‏ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 1941، وترجع أصوله لمحافظة الشرقية حيث نشأ في عائلة ميسورة الحال ومتدينة، تخرج في مدرسة مصر الجديدة الثانوية والتحق بالكلية الجوية. يمتلك شفيق تاريخا عسكريا كبيرا فمنذ أن تخرج عام 1961 خدم كطيار مقاتل في الجيش، وكانت مهمته الأولى في حرب اليمن 1963، ثم حرب الاستنزاف ضد إسرائيل ومن بعدها حرب أكتوبر 1973 كطيار مقاتل، وبعد حرب أكتوبر عين شفيق ملحقا عسكريا في السفارة المصرية في روما منذ عام 1984 إلى 1986، ثم عاد للجيش وتقلد العديد من المناصب القيادية في القوات الجوية حتى أصبح في 1996 قائدا للقوات الجوية.

وحصل خلال هذه القترة على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، ونال عدة زمالات، ونال درجة الدكتوراه في الاستراتجية القومية للفضاء الخارجي. كما نال عدة أوسمة منها وسام الجمهورية العسكري من الدرجتين الثانية والأولى. ووسام الخدمة المتميزة، ووسام 25 أبريل ووسام الخدمة الطويلة ووسام عيد الجيش ووسام تحرير الكويت.

ومنذ مارس (آذار) 2002 بدأ شفيق تجربة جديدة خلع فيها الزي العسكري ليبدأ أولى خطواته في المسار المدني، فقد عين وزيرا للطيران المدني وهي التجربة التي طالما يستند إليها في إبراز نجاحاته وقدراته.

وفي خضم ثورة 25 يناير قام مبارك بتعيين شفيق رئيسا للوزراء في محاولة أخيرة لتهدئة المحتجين، وبعد ذلك بأيام تنحى الرئيس، واستمر شفيق في المنصب لثلاثة أسابيع أخرى ثم استقال. ومع إعلان نيته الترشح للرئاسة، سعى البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون إلى منعه من الترشح من خلال قانون العزل الذي يحظر ترشح المسؤولين الكبار بالنظام السابق. لكن اللجنة العليا للانتخابات قبلت طعنا قدمه لها.

وخلال الأسابيع الأخيرة، قام شفيق بحملة واسعة وانتشرت في شوارع القاهرة وفوق أبنيتها لافتات دعائية له، وعليها شعار «الأفعال وليس الكلام»، ورمزه الانتخابي «السلم».

ولم يسلم شفيق طوال الأشهر الماضية من وصف «الفلول»، لكنه يرد بأنه لم يكن سوى أحد الأشخاص الذين تم اختيارهم لمناصب حيوية. وقال مؤخرا: «من قال إنني لم أكن معارضا لنظام مبارك؟»، مؤكدا أنه اعترض على العديد من القرارات التي اتخذها النظام.

ويأتي وصوله إلى الجولة الثانية مع مرشح الإخوان ليزيد المنافسة اشتعالا، فبرأي شفيق «النظام الإخواني أثبت في الأشهر الماضية أنه مرفوض بالكامل من الشعب المصري»، معتبرا أنه «كان خطأ كبيرا من الشعب المصري أن يثق بالإخوان ونحن الآن نعاني من تصرفاتهم».