أفورقي يؤكد أن المؤامرات الأميركية لا تستهدف بلاده فقط وإنما جميع دول المنطقة

مسؤول عسكري سوداني: الهدوء يخيم على دارفور بعد رحيل القذافي

أسياسي أفورقي
TT

أكد الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي أن المؤامرات الأميركية لا تستهدف بلاده فقط، وإنما جميع دول المنطقة، بما فيها السودان والصومال وجيبوتي. وحيا الرئيس أفورقي لدى مخاطبته احتفالات بلاده باستقلالها الـ21 مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير بوفد عالي المستوى، مبينا أن المشاركة وبهذا المستوى الرفيع تعكس مدى قوة ومتانة العلاقات السودانية الإريترية على المستويين الرسمي والشعبي. وقال أفورقي إن الشعب الإريتري وقوات دفاعه قد أفشلا كل المؤامرات التي حاكها أعداء إريتريا مستهدفين النيل من استقلالها وحريتها وعزيمتها وكرامتها، موضحا أن وقوف الشعب الإريتري وقوات دفاعه في خندق واحد لإفشال هذه المؤامرات قد أزعج الأعداء، مؤكدا أنه كلما أحبطت إريتريا المؤامرات ضدها زادت أحقاد الأعداء عليها.

إلى ذلك، عقد الرئيسان السوداني عمر البشير والاريتري أسياسي أفورقي مساء أول من أمس جلسة مباحثات مشتركة بالقصر الرئاسي في أسمرا. واضطر البشير الذي يشارك إريتريا الاحتفال بعيدها الوطني، للترجل عن موكبه لتحية الاريتريين الذين اصطفوا في الطرقات لاستقباله.

من جهته، أكد الرئيس السوداني عمر البشير لدى مخاطبته المصلين بالمسجد العتيق بمدينة من دفرة عاصمة الإقليم الجنوبي لإريتريا أن قيادة البلدين تسعى لخلق التواصل بين الشعبين عبر كافة أنواع الطرق (برية وسكة حديدية)، مشيرا إلى أن الشعب السوداني كان دوما الأقرب لشعب إريتريا، واصفا العلاقات التي تجمع بين الشعبين بالأزلية والتاريخية. وأعرب عن شكره للرئيس أفورقي على توجيه الدعوة له للمشاركة في الاحتفالات الإريترية بمناسبة ذكرى استقلالها الحادية والعشرين.

وزار الرئيس البشير خزان عدو خلا الاستراتيجي بالجنوب الإريتري واستمع لشرح واف من الخبراء حول كيفية تجميع المياه بالخزان والاستفادة منها في ري مساحات زراعية كبري. كما زار البشير والوفد المرافق له المشروعات الزراعية بجنوب إريتريا.

من جانبه، قال علي أحمد كرتي وزير الخارجية السوداني في تصريحات صحافية إن المباحثات تناولت العلاقات المتميزة بين البلدين وكيفية تطويرها، مشيرا إلى أن رفع التأشيرات وفتح الحدود بين البلدين ساهم في انسياب حركة السكان والتجارة بين البلدين. وأضاف كرتي أن المباحثات تطرقت إلى الأحداث التي جرت بين السودان جنوب السودان أخيرا، موضحا أن البشير قدم تنويرا لأفورقي عن مجمل تلك الأحداث. وأوضح أن أفورقي عبر عن رفضه لما حدث وأن له موقفا واضحا ينادي بعودة العلاقات الطبيعية بين شطري السودان.

من جهة أخرى، أكد العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية هدوء الأحوال في شمال دارفور بعد انهيار نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وتجفيف منابع تمويل الفصائل المسلحة في دار فور. وأوضح العقيد سعد في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة السودانية بالرياض: «خليل (زعيم حركة العدل والمساواة) بعد سقوط النظام الليبي فقد سنده الأخير بعد أن كان فقد تعاطف دولة تشاد الأمر الذي دفعه إلى البحث عن دولة أخرى وقرر الدخول إلى دولة جنوب السودان فكانت نهايته المعروفة على أيدي القوات المسلحة السودانية». يذكر أن القوات المسلحة السودانية كانت قد أعلنت مقتل الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة في معارك دارت في محلية ودبنده في شمال كردفان المتاخمة لشمال دارفور خلال محاولته العبور إلى جنوب السودان في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال العقيد سعد «إن الأحداث مجملا بالنسبة لدارفور تتمثل فقط في الشريط الحدودي المتاخم لدولة جنوب السودان». وحول منطقة أبيي، قال «إن حكومة الجنوب وعقب الانفصال حاولت السيطرة بالقوة على أبيي وهو الأمر الذي جعل القوات المسلحة تتدخل وتطرد قوات الحركة الشعبية خارج المدينة ونحن الآن ملتزمون ببرتوكولات أبيي ونطالب بتطبيقها».

وحول انسحاب حكومة الجنوب من أبيي، قال «هذا حديث للاستهلاك والتعمية الإعلامية.. ولا يوجد جيش أو شرطة للجنوب في هذه المنطقة».

وأضاف «إننا لا نعاني من مشكلات التمرد في ولاية جنوب كردفان، حيث تسيطر القوات المسلحة على الولاية، وفي جبال النوبة نسيطر على كل المناطق الرئيسية ولا وجود للتمرد إلا في مناطق نائية في الجبال نسبة لأن الجبال توفر للمتمردين الحماية من الأرض ومن الجو. ومع ذلك نحن عازمون على كسر شوكتهم نهائيا بإذن الله». وقال «إن القوات المسلحة تسيطر بالكامل على كل ولاية النيل الأزرق ولا وجود للمتمردين إلا داخل دولة الجنوب وتحرشات في منطقة خور يابوس وهو لسان ممتد بين دولتي الجنوب وإثيوبيا ويفتقد للأهمية الاستراتيجية».

يذكر أن هناك قضايا عالقة بين السودان ودولة جنوب السودان منذ انفصالها في يوليو (تموز) من العام الماضي، من بينها منطقة أبيي والحدود وعائدات النفط. وخاضت الدولتان اشتباكات حدودية بشأن منطقة هجليج الغنية بالنفط مطلع أبريل (نيسان) الماضي، واحتلتها قوات جنوب السودان لعدة أيام قبل استردادها من قبل القوات السودانية لاحقا.