واشنطن تستهدف مواقع «قاعدة اليمن» على الإنترنت لمكافحة دعايتها

40 خبيرا يتقنون «العربية» في مركز تابع للخارجية الأميركية

TT

تمكن خبراء أميركيون من استهداف مواقع إنترنت تابعة لناشطين في «القاعدة» باليمن ومن نشر معلومات فيها لصد الدعاية التي يبثها التنظيم الإسلامي، حسب ما أعلنته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

وكانت كلينتون أوضحت الأربعاء أثناء عشاء مع مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأميركية (قيادة العمليات الخاصة) في تامبا بفلوريدا (جنوب شرقي)، أن وحدة خاصة في الخارجية استهدفت حملة دعائية على مواقع قبلية على الإنترنت كانت «تفاخر بقتل أميركيين وتحاول تجنيد مناصرين آخرين». وتابعت «في غضون 48 ساعة تمكن فريقنا من تغطية المواقع إياها بنسخ معدلة من رسائلها عبر نشر حصيلة قتلى هجمات (القاعدة) من الشعب اليمني». وأضافت «نلاحظ أن جهودنا بدأت تؤتي ثمارها بعد أن قام متشددون بالإعراب عن استيائهم وطلبوا من أنصارهم عدم تصديق كل ما يقرأونه عبر الإنترنت». وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في لقائها الصحافي اليومي الخميس مثالا على ذلك، يتمثل في صورة نشرها أنصار «القاعدة» تبدو فيها، كما قالت، «نعوش مغطاة بالعلم الأميركي. وقمنا بوضع صورة عوضا عنها تبدو فيها نعوش مغطاة بالعلم اليمني للتشديد على أن من يقتل في عمليات (القاعدة) في اليمن هم من اليمنيين».

ويقوم قرابة أربعين خبيرا في استخدام الإنترنت غالبيتهم يتقنون العربية، باستهداف مواقع لناشطين في «القاعدة» بتكليف من الإدارة الأميركية من أجل «دحض» الدعاية التي يبثها التنظيم الإسلامي. وقال مسؤول رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته، من «مركز الاتصالات الاستراتيجية» الذي أسس حديثا، إن «الأمر لا يتعلق إطلاقا بالقرصنة». وتبلغ ميزانية هذا المركز التابع لوزارة الخارجية، ستة ملايين دولار وبدأ العمل فيه في سبتمبر (أيلول) 2011. وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند أن الأمر على عكس القرصنة، فـ«المحاربون على الإنترنت» كما يعرف عنهم يعملون بشكل مكشوف، مشيرة إلى أنهم «يعرفون أنفسهم ويقولون إنهم يعملون لحساب وزارة الخارجية». والمبدأ وراء هذه العملية بسيط، وهو أن يقوم خبراء معلوماتيون من وزارة الخارجية يتكلمون العربية بطلاقة والأوردو (اللغة الرسمية في باكستان) والصومالية، بتصفح المواقع والمنتديات وغيرها من الشبكات الاجتماعية بحثا عن دعاية لـ«القاعدة» سواء خطيا أو على هيئة صور أو تسجيلات فيديو فيردون على كل منها على الموقع نفسه.

وأوضح المسؤول في المركز «بمجرد أن تقوم (القاعدة) بتحميل شيء، نقوم بالمثل على الموقع أو المنتدى نفسه. إذا أدرجوا رابطا إلى أحد تسجيلاتهم على (يوتيوب)، فنحن نقوم بالمثل ونحيل إلى أحد تسجيلاتنا على (يوتيوب)».

وشدد المسؤول على أن الهدف ليس التوجه إلى ناشطين من «القاعدة» بل الحؤول دون تمكن التنظيم من «التأثير على قسم» من الشباب الذين لديهم ميول للانضمام من خلال «دحض دعاية» تنظيم القاعدة.

وتابع أن «نصف المعركة التي تشنها (القاعدة) يتم عبر وسائل الإعلام». وأشار بروس ريدل خبير مكافحة الإرهاب في مركز بروكينغز، إلى أن «مكافحة تنظيم القاعدة يجب أن تتجاوز غارات الطائرات من دون طيار وأنشطة التجسس. من المنطقي تماما أن تتم المواجهة على صعيد الدعاية».

والاثنين، قتل 96 جنديا على الأقل وأصيب 300 بجروح عندما فجر رجل يرتدي الزي العسكري نفسه بين جنود كانوا يستعدون لعرض عسكري في الذكرى الـ22 لتوحيد اليمن. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الاعتداء.

ومع أنه من الصعب قياس مدى فاعلية جهود العملية التي أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية، فإن كلينتون قالت «نلاحظ أن جهودنا بدأت تؤتي ثمارها بعد أن قام متشددون بالإعراب عن استيائهم وطلبوا من أنصارهم عدم تصديق كل ما يقرأونه عبر الإنترنت».