إيطاليا تسعى لاستعادة مركزها بين الكبار في كأس الأمم الأوروبية

وضعت معايير جديدة لاختيار لاعبي المنتخب

TT

يسعى المنتخب الإيطالي إلى استعادة مركزه بين الكبار عندما يشارك في نهائيات كأس أوروبا المقررة في بولندا وأوكرانيا، لكنه يخوض البطولة القارية بتشكيلة من «الصغار» تغيب عنها الأسماء الرنانة وتحت وطأة فضيحة «كالتشوكوميسي» التي دفعت رئيس الوزراء إلى الاقتراح بتعليق جميع الأنشطة الكروية في البلاد لعامين أو ثلاثة أعوام. وكان المنتخب الإيطالي تنازل عن لقبه بطلا للعالم بخروجه من الدور الأول لمونديال جنوب أفريقيا 2010. ما دفع الاتحاد المحلي إلى التعاقد مع تشيزاري برانديلي خلفا لمارتشيلو ليبي الذي قاد «الأزوري» إلى لقب مونديال 2006. ونجح برانديلي في المهمة الأولى التي واجهها حيث قاد «الأزوري» إلى النهائيات القارية للمرة الخامسة على التوالي والثامنة في تاريخه رغم اعتماده على التنويع بهدف الوصول إلى تشكيلة شابة متجانسة تضم في صفوفها عددا قليلا من المخضرمين. وتلقى المنتخب الإيطالي ضربة قاسية بإصابة مهاجم فياريال الإسباني جوسيبي روسي وغيابه عن الملاعب ما سيحرمه من المشاركة مع المنتخب الذي سيعول في خط المقدمة على «المشاغب» ماريو بالوتيللي الذي يملك الإمكانيات ليلعب دورا بارزا في حملة بلاده الصعبة كونها وقعت ضمن المجموعة التي تضم إسبانيا بطلة العالم وحاملة اللقب وكرواتيا وجمهورية آيرلندا، لكن على مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي أن يتخلى عن تصرفاته «الصبيانية» المتهورة والتي تسببت بإيقافه ومن ثم استبعاده من قبل مدربه في بطل الدوري الممتاز مواطنه روبرتو مانشيني. وتضمنت تشكيلة برانديلي سبعة لاعبين من يوفنتوس دون وجود أي مهاجم من صفوف «السيدة العجوز»، بالإضافة إلى لاعبين لم يسبق لهم أن خاضوا أي مباراة دولية هما المهاجم فابيو بوريني (روما) ولاعب الوسط إيمانويلي جاكيريني (يوفنتوس). لم يتردد برانديلي في إبعاد بعض الأسماء المعروفة في خط المقدمة، وبالتالي سيتابع بابلو اوزفالدو واليساندرو ماتري وجانباولو باتزيني وألبرتو جيلاردينو وفابيو كوالياريلا وماركو بورييلو النهائيات من أمام شاشات التلفزة. وقد علل برانديلي استبعاد هؤلاء بقوله «لا أريد مهاجمين غير متحركين يبقون في بقعة معينة من الملعب»، مشيرا أيضا إلى أن السلوك لعب دوره أيضا في التخلي عن البعض، لكن يبدو أن هذا الأمر لم يؤثر على قراره بشأن بالوتيللي الذي قال عنه المدرب: «ماريو موهبة نريد مساعدتها على الظهور تماما ونؤمن بقدرتنا على تحقيق ذلك خلال نهائيات أوروبا المقبلة. كما أن الأجواء تساعده على التركيز فقط على المنتخب الوطني». واعتبر برانديلي أن افتقاد «الأزوري» لنجوم من الطراز العالمي الرفيع لن يمنعه من تحقيق النتائج المرجوة. ورد برانديلي على أجواء الإحباط في إيطاليا نتيجة الافتقاد إلى نجوم العيار الثقيل وإلى الجيل القادر على الارتقاء بـ«الأزوري» وقيادته لتكرار سيناريو 2006 عندما فاجأ الجميع وتوج بلقب مونديال 2006. وسيكون مركز ثقل المنتخب، الفائز بلقب البطولة القارية مرة واحدة عام 1968 والذي خرج من ربع نهائي نسخة 2008 على يد إسبانيا بركلات الترجيح، في وسط الملعب بوجود لاعبين من طراز بيرلو وتياغو موتا ودانييلي دي روسي وكلاوديو ماركيزيو الذي يشكل ثنائيا متفاهما مع بيرلو في خط وسط يوفنتوس. وسيدخل الإيطاليون إلى نهائيات بولندا وأوكرانيا وسط المشاكل الجديدة التي تعصف باللعبة في بلادهم وآخر فصولها فضيحة «كالتشوكوميسي»، أي المراهنة على مباريات كرة القدم، التي أدت إلى اضطرار برانديلي للتخلي عن مدافع زينيت سان بطرسبرغ الروسي دومينيكو كريشيتو لأنه من المشتبهين بتورطه في الفضيحة التي أدت إلى قيام الشرطة بمداهمة غرفته في معسكر المنتخب. وإذا كانت فضائح من هذا النوع تسبب الإحباط في جميع الدول فإن بعض الإيطاليين أصبحوا يتفاءلون بها لأنها قد تمهد لتتويج آخر لمنتخب بلادهم، كما حصل مع فضيحتي «توتونيرو» عام 1980 و«كالتشوبولي» عام 2006. لأن «الأزوري» تمكن بعدهما من الفوز بكأس العالم عام 1982 بفضل الهداف باولو روسي الذي أوقف لثلاثة أعوام بسبب تورطه بهذه الفضيحة ثم تم تخفيف العقوبة إلى عامين من أجل السماح له بالمشاركة في العرس العالمي الذي توج هدافا له، وعام 2006 الذي شهد إنزال يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، كما كانت حال ميلان عام 1980، إضافة إلى تجريده من لقبي الدوري لعامي 2005 و2006.