فضيحة التلاعب في المباريات تخيم على معسكر الآزوري قبل بطولة أمم أوروبا

زلزال بارما يلغي ودية لوكسمبورغ.. وبرانديللي يتضامن مع كريشيتو

TT

ربما تشتم كرة القدم الإيطالية رائحة الدم هذه المرة. ويخبر تشيزاري برانديللي المدير الفني لمنتخب الآزوري بذلك، بينما يحكي عن زيارته منذ يومين لمستشفى ميير للأطفال في فلورنسا، حيث كان هناك طفل مريض يشرح حالته النفسية وهو يفكر في فضيحة مراهنات كرة القدم، التي تعصف بإيطاليا حاليا، ويقول برانديللي: «قال لي: أيها المدرب، أنا هنا منذ ثلاثة أشهر، أصارع من أجل الحياة، ولهذا فليست لدي أي شفقة أو رحمة». في هذا المناخ المضطرب، يحاول المدير الفني إعداد الآزوري لبطولة أمم أوروبا، وربما يلغي فترة الراحة المقرر لها عقب لقاء روسيا الودي.

ضغط شديد: ويشرح برانديللي قائلا: «كان يوما خاصا، كنت هادئا. ولم أكن أعلم شيئا، ولم أتلق أي إبلاغ بهذا الشأن. رد الفعل الأول كان: ماذا نفعل؟ من الناحية الإنسانية، كنا بارعين في الالتفاف حول كريشيتو وجعله يستشعر تضامننا معه، لكننا بصدد الإعداد لأمم أوروبا، ونحتاج إلى الهدوء والاستقرار. وأدرك دومينيكو فورا أنه ستحدث مشكلة، واستشعر ضغطا كبيرا، لا يتحمله أحد. وبعدها سيتم الاستماع إليه أيضا من جانب المحققين، ولا بد من إعطائه القدرة للدفاع عن نفسه (وهو المفهوم الذي يؤكده أيضا أبيتي رئيس اتحاد الكرة الإيطالي). لا يمكن الاعتقاد أن لاعبا مثله يتورط في قصة مثل هذه. ولم نفلح أنا وهو في الحديث معا لدقائق، بعدها قلقنا من أجل زوجته وابنه. وقال أحدهم مباشرة إنه تم القبض عليه، فهذه طريقة عنيفة للدخول في عائلة».

بونوتشي: ويحكي برانديللي كيف تم تناول القضية بالنسبة للجميع، ويتابع: «أجل، لقد تصارحنا وحكى كل منا حالته النفسية الخاصة، وناقشنا أيضا السبب وراء حدوث هذا الآن تحديدا، لكني لا أفلح في التفكير بشكل سيئ. لكن لو كان هذا قد حدث خلال الثلاثة أو الأربعة أيام المقبلة لصار الموقف أسوأ. بونوتشي؟ تحدثت في ذلك، ولا يتضح أي شيء ضده، لقد قدم شهادته ونخن مطمئنين نسبيا، ولهذا سيكون بحالة جيدة، وضمن قائمة الـ23 لاعبا النهائية». شيء واحد مؤكد وهو أن المدرب لا يؤمن بتأثير التسليط الإعلامي مثلما حدث في فضيحة الكالتشيوبولي عام 2006 قبل مونديال ألمانيا، ويقول برانديللي: «لا نفعل ذلك عمدا ولا يجلب الحظ لنا. فلا يأتي من السوء إلا السوء ولا نهاية للشر أبدا. لكن ليس ثمة ضرر يلحق بسمعة المنتخب الإيطالي، والتي هي طيبة دائما. لكن الناس يفهمون ما ينبغي عليهم فهمه دائما، فقد كان شيئا قبيحا. من أخطأ عليه دفع الثمن، لأنهم تسببوا في ضرر لا يصدق، وبخاصة على الشباب. لا ينبغي إيجاد أي نوع من الاعتذار».

بوفون وسيريغو: أمام عاصفة كهذه، فيما يأتي في النهاية سواء الدمج المحمود بين المباراة ومكافحة العنف ضد النساء (جوسيفا إيدم منحت المدير الفني قميصا يحمل شعار «إن لم يكن الآن، فمتى؟») أو الجانب الفني. ويتابع برانديللي: «بوفون لم يتدرب بسبب شد عضلي خفيف، ولا شيء خطير. سيريغو؟ اخترته كحارس ثالث لأنه قدم بطولة دوري كنجم، وأقدر فيفيانو، لكنه تعجل العودة بعد الإصابة التي تعرض لها ونهاية الموسم لم تكن بنفس مستواه المعهود، لكن من المتوقع أن يكون مفيدا».

وفي السياق ذاته، حكى دانييلي دي روسي لاعب وسط روما والمنتخب الإيطالي: «استيقظت، ووجدت رسالة من بيرلو يشرح فيها موقف كريشيتو». تحدث دي روسي بحسم وبصراحة ووضوح، ثم تابع: «لم ندرك شيئا هذا الصباح. الأمر غاية في السوء، وفي رأيي أسوأ من واقعة الكالتشيوبولي، لأن حينها كان المتورطون إداريين، بينما هنا بعض الأصدقاء أيضا وزملاء في المنتخب مثل كريشيتو وماوري تحديدا. دانييلي متأثر ومهتز، لكنه راسخ. أتمنى أن يتمكن كل منهما من الدفاع عن نفسه وإبعاد الاتهام عنه. لكن من بين الكثير ممن جرى التحقيق معهم والقبض عليهم من الصعب أن يخرج الجميع أنقياء». أضاف دي روسي «أمم أوروبا على الأبواب، ولا أريد الاعتقاد أن هذه العاصفة قد خرجت عمدا لإيذاء المنتخب، بل إن ذلك قد حدث الآن لأنه ينبغي أن يحدث الآن. كما أن تحقيق كهذا مهم أكثر من أمم أوروبا، لا شك في هذا. من أخطأ لا بد أن يدفع ثمن خطئه. التحقيق أولا، والباقي بعد ذلك».

ويؤكد لاعب الوسط البارز «من الغد سنفكر كمحترفين وتركيزنا سينصب على الملعب. هل أخشى رد فعل الجماهير؟ لا، الجماهير تعشق المنتخب، وربما حالتهم المزاجية تكون على غير المعتاد هذه الأيام، لكن حمدا لله أن كرة القدم مهمة جدا في إيطاليا. بالتأكيد، نحن الإيطاليين نصل إلى البطولات الكبرى بعلامة مميزة، وقد حدث ذلك في عام 2006، والآن المراهنات.. أتمنى ألا نفعل الشيء ذاته في المرة القادمة. في هذه الحالات». يقال دائما: ويعود دي روسي للحديث عن كريشيتو فيقول: «في هذه الحالات يقال دائما (هو لاعب طيب)، لكن دومينيكو شخص طيب وكريم فعلا، يمكني أن أضمن لكم ذلك. ماوري؟ أتمنى من كل قلبي ألا يكون له دخل بالقضية. بالتأكيد، إذا كان تم إلقاء القبض عليه».

ويتفق جياكيريني مع زميله دي روسي، ويقول: «إننا لاعبون محظوظون، ونقوم بمهنة مذهلة، ومن أخطأ يتحمل الذنب. وأبرأ من كل هذه القصة. بونوتشي؟ رأيته هادئا، وكان يمزح ويضحك. وأعتقد أن الإشاعات بشأنه لا أساس لها من الصحة». ثم يتحدث ماجيو مدافع نابولي وإيطاليا: «موقف كريشيتو أكثر حساسية من بونوتشي، لكن دومينيكو كبير، وآمل أن يجيد الدفاع عن نفسه وأن يجتاز هذه اللحظة». وأخيرا، يختتم دي روسي: «اليوم كنت أمزح وأضحك، ربما في الهاتف، لكن بعدها أعدت التفكير وشعرت بعض الشيء أني مذنب. كنت أرى نفسي في أصدقائي، وأتصور ماذا ربما دار بأذهانهم. يمكنني تفهم ذلك إلى حد معين، وفي العام الماضي حينما تم الزج باسمي من قبل وسائل الإعلام كنت أخرج من منزلي وينبغي علي الدفاع عن نفسي مع الناس لأشياء لم أرتكبها. حينها تعبت بالفعل في هذا، وعلى الرغم من تبرئة الادعاء لي. أتمنى أن يفلح اللاعبون في توضيح مواقفهم».

من ناحية أخرى، استيقظ الآزوري على زلزال آخر، ولكنه حقيقي هذه المرة. ولم تصل الهزة الأرضية إلى المركز الرياضي للمنتخب الإيطالي، مثلما حدث في فجر الاثنين الماضي، ولكن دخلت مباشرة إلى غرف فندق بارما، حيث يقيم لاعبو الآزوري في معسكر قبل المباراة الودية أمام لوكسمبورغ، والتي تم إلغاؤها بسبب الزلزال. كما صرح ألبيرتيني، نائب رئيس اتحاد الكرة الإيطالي، قائلا «لليوم الثاني على التوالي نتحدث عن أمور غير مناسبة للاستعداد لحدث كبير مثل يورو 2012، ولكن في هذا اليوم لا يمكن أن تذهب عقولنا لأبعد من التفكير في ضحايا الزلزال».