انتهاء أزمة «الرهائن» بين محافظتي السويداء ودرعا السوريتين

جنبلاط يتهم النظام بالسعي إلى إحداث فتنة طائفية

مظاهرات في استقبال مراقبي الأمم المتحدة لدى زيارتهم لبلدة كفرنبل أمس (أ.ف.ب)
TT

انتهت أمس أزمة «الرهائن» بين منطقتي السويداء ودرعا السوريتين بعد عمليات خطف متبادلة طالت نحو 60 شخصا من المنطقتين، وكادت تؤدي إلى «فتنة» درزية - سنية في المنطقة. كما قالت مصادر في كتلة «جبهة النضال الوطني» التي قام رئيسها النائب اللبناني وليد جنبلاط باتصالات حثيثة شاركت فيها قيادات درزية لبنانية وانتهت إلى عملية الإفراج المتبادل بعد ظهر أمس.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن عملية الخطف بدأت مع توقيف مجموعة من «الجيش السوري الحر» لنحو 12 شرطيا من محافظة السويداء واحتجازهم، فكان أن رد أهالي السويداء بخطف 46 شخصا من درعا. وحذرت المصادر من أن النظام السوري يسعى لخلق فتنة درزية - سنية، عبر تعمده إرسال رجال الشرطة الدروز إلى المناطق السنية في درعا للمشاركة في قمع المظاهرات.

وبعد مباحثات شارك فيها جنبلاط ومعارضون سوريون، أفرج بعد ظهر أمس بالتزامن عن جميع المخطوفين. وأدلى جنبلاط بتصريح أشاد فيه بـ«طي الصفحة الأليمة التي شهدتها منطقتا درعا والسويداء وتمثلت باختطاف واختطاف مضاد وهو ما لا يتلاءم مع تقاليد وعادات أهالي هاتين المنطقتين الذين طالما تميزوا بالمروءة والشجاعة والوطنية»، متوجها بالشكر لكل الذين ساهموا في إنهاء هذه المشكلة وفي مقدمهم مشايخ العقل الثلاثة وفاعليات وعقلاء السويداء ودرعا وتنسيقيات الثورة في المنطقتين. ووجه جنبلاط التحية «لدرعا الصامدة والثائرة والمقاومة التي انطلقت منها الثورة والتي يدرك كل أبنائها وعقلائها أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم السقوط في أفخاخ الاقتتال الداخلي أو الفتنة التي يرسمها النظام». وخص بالشكر رئيس المجلس العسكري فيها غياث العبود والشيخ أحمد الصياصنة والشيخ ناصر الحريري والدكتور عماد الدين رشيد على جهودهم الحثيثة لإنهاء هذه القضية. كما توجه بالشكر إلى المجلس الوطني السوري ورئيسه برهان غليون الذي بذل جهودا استثنائية لإقفال هذا الملف الحساس وأشكر أيضا كل أطياف المعارضة السورية لدورها الإيجابي.

وتوجه جنبلاط أيضا بتحية وشكر خاص للأمير طلال أرسلان الذي أثبت رفضه أن ينزلق أهل جبل العرب ودرعا إلى الاقتتال وساعد بكل إمكانياته لإنهاء هذه القضية بكل فصولها. كما أشكر الهيئة الروحية الدرزية في لبنان وشيخ العقل نعيم حسن والمجلس المذهبي الدرزي لمواكبتهم ومساعدتهم. وتمنى أن تكون هذه التجربة المرة بمثابة عبرة للمستقبل للحيلولة دون تكرارها وأن تشكل حافزا لأهل جبل العرب، الذين لطالما اشتهروا بعنفوانهم وعزتهم، للامتناع عن إرسال أبنائهم إلى الخدمة العسكرية كي لا يكونوا وقودا جاهزا للاستخدام من قبل النظام خدمةً لمصالحه الخاصة.

وشدد جنبلاط على تمسك الشعب السوري بأكمله بالوحدة الوطنية، وأنه هو وحده الكفيل بحماية منجزات وتضحيات الثورة لأن كل الخيارات المعاكسة تصب في خدمة النظام ومشروعه التسلطي.

وأغفل جنبلاط ذكر رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب الذي زار أمس مدينة السويداء في سوريا والتقى مشايخ العقل الثلاثة. ودعا وهاب للتهدئة بعد عمليات الخطف المتبادلة بين درعا والسويداء بعد خطف باص في درعا من أبناء السويداء. وقال وهاب: «ما أود قوله إن الجيش السوري موجود.. والجيش السوري مهمته الدفاع عن كل السوريين.. وطالما الجيش السوري موجود فسوريا بخير. ولطالما الرئيس الأسد موجود فسوريا بخير، ولطالما الدولة قائمة فسوريا أيضا بخير». ورأى أن ما حدث اليوم (أمس) «شيء فردي لا يجوز أن يجرنا إلى مضاعفات (...) أهل درعا إخوتنا وأحباؤنا وما يربطنا بهم أمور عديدة».