اشتباكات في حماه وريف دمشق.. ودوما تحيي «أربعاء الشهداء المعتقلين» تحت القصف

اشتباكات عنيفة في الأتارب.. ودوي القصف سمعه اللاجئون في تركيا

سوريون يشيعون أحد الضحايا في إربين أمس (أ.ف.ب)
TT

مع تصاعد الضغوط الدولية على النظام السوري وقيام عدة دول بطرد السفراء السوريين، صعد النظام هجماته العسكرية أمس وعلى نحو غير مسبوق مستخدما الطيران الحربي المروحي في قصف قرى بريف مدينة القصير بحمص، وقصف مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، فيما استمر القصف المدفعي على عدة مناطق في البلاد مثل حمص وريف درعا وريف حلب وريف دمشق.

ووصلت حصيلة قتلى «أربعاء شهداء دوما المعتقلين» إلى 25، بحسب هيئة الثورة السورية؛ 8 منهم في محافظة حمص، وأربعة في مدينة القصير وريفها التي لا تزال في مرمى القصف العشوائي من قبل القوات النظامية السورية، كما دارت في ريفها اشتباكات عنيفة. ووقع قتيل في محافظة حماه إثر اشتباكات في كفرزيتا بريف حماه، و6 مواطنين بريف دمشق، وفي محافظة إدلب، قتل بسام الخلف قائد سرية «الاقتحام» في كتيبة «شهداء جبل الزاوية»، كما سقط ملازم أول منشق، وعسكري منشق إثر اشتباكات في بلدة كفرزيتا بريف حماه، ومساعد أول في دير الزور إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين، وسقط ما لا يقل عن 14 قتيلا من القوات النظامية إثر استهداف حواجز واشتباكات في ريف حماه وإدلب.

وقد أفاد ناشطون بأن الجيش السوري اقتحم مسرابا بريف دمشق، وأنه اشتبك مع الجيش الحر في حيي السيدة زينب والسبينة، في وقت دوت فيه انفجارات قوية في معظم أحياء مدينة حمص خلال الليل وصباح أمس.

وفي ما يتعلق بإحياء «يوم أربعاء شهداء دوما المعتقلين»، قال محمد السعيد عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»: «قررنا إحياء هذا اليوم للمطالبة بشهدائنا المعتقلين الذين يزيد عددهم على 30، وذلك بعدما عمدت قوات النظام إلى اعتقالهم عندما رفض أهلهم التوقيع على أوراق تحمل العصابات الإرهابية المسلحة مسؤولية مقتلهم وأن من كان يقوم بالدفاع عنهم هم قوات النظام، ليكونوا بمثابة التقرير المزور الذي يقدمونه للمراقبين». مضيفا: «هناك عدد من الجثث لا تزال محتجزة في أيدي قوات النظام منذ أكثر من شهر ونصف، الأمر الذي جعل الأهالي الذين يقتل أبناؤهم يسرعون في دفنهم في أسرع وقت خوفا من أن تلقى جثامينهم المصير نفسه». وأكد السعيد أن عددا من الناشطين التقوا عددا من المراقبين وقدموا لهم وثائق عن هؤلاء المعتقلين وطالبوهم بالعمل على الإفراج عنهم، لافتا إلى أن عدد المعتقلين في ريف دمشق وصل إلى أكثر من ألف؛ 550 منهم موثقون بالاسم وتاريخ الاعتقال.

وفي دمشق، حيث تواصل الإضراب العام الذي نفذه تجار الشام قبل يومين في أسواق دمشق الحيوية ومنها «الحريقة» و«الحميدية» و«مدحت باشا»، احتجاجا على مجزرة المحولة، منعت قوات الأمن السورية تشييع المصور باسل شحادة مطلقة القصف العشوائي على حي الحميدية ذي الأغلبية المسيحية.

وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أصوات انفجارات قوية سمعت في مدينة دوما بريف دمشق والمناطق المحيطة بها صباح أمس، ووردت معلومات عن سقوط خمسة قتلى، كما قتل آخر في مدينة داريا بريف دمشق إثر إصابته في إطلاق رصاص من قبل القوات النظامية. وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في حيي القدم والحجر الأسود في العاصمة دمشق، بحسب المرصد الذي لم يوضح ملابسات هذه الانفجارات. كما دارت اشتباكات عنيفة جدا بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الجيش السوري الحر في منطقة المشتل بضاحية السيدة زينب بريف دمشق.

وفي حين سمعت أصوات انفجارات في دوما أوقعت ما لا يقل عن 5 قتلى، ذكر المرصد السوري أن مدنيين اثنين وعسكريين قتلا بعدما أعلنا انشقاقهما، برصاص الأمن والجيش السوري، في داريا بريف دمشق. كما أشار مجلس قيادة الثورة في دمشق إلى سماع دوي انفجارات متعاقبة شرقي العاصمة يرجح أنها في الغوطة الشرقية لريف دمشق وناجمة عن قذائف مدفعية.

أما في دمشق، فقد شهدت أحياء المجتهد وركن الدين والمهاجرين التي يقع فيها القصر الرئاسي، مظاهرات ليلية طالبت بإسقاط النظام. وفي ريف دمشق، خرجت مظاهرات في بلدة الزبداني التي رفع فيها المحتجون أعلام بعض الدول التي قامت بطرد السفراء السوريين ردا على مجزرة الحولة بحمص.

وشهدت بلدات زملكا والمليحة وعقربة وجديدة عرطوز مظاهرات مسائية طالبت بإسقاط نظام بشار الأسد، فيما أفاد بعض الناشطين في رنكوس أن قوات النظام منعت دخول المراقبين إلى البلدة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارين شديدين هزا ليل الأربعاء، ضاحية السيدة زينب حيث دارت فيها اشتباكات عنيفة وسمع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي الحجر الأسود ترافق مع أصوات انفجارات، كما سمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في حي القدم، ودارت اشتباكات أيضا بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المعارضة في غرب مدينة القطيفة بريف دمشق.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوات النظام انتشرت في شوارع المدينة منذ صباح أمس، وأطلقت الرصاص على المظاهرة الطلابية وعادت وتمركزت في ساحة الحرية واختبأت في بعض المباني ونفذت حملة مداهمات للمنازل الواقعة على الشارع العام. ولفت اتحاد تنسيقيات الثورة إلى أن المراقبين الدوليين رفضوا الدخول إلى حي الحجر الأسود في دمشق، في حين كانت قوات النظام تطلق النار على المتظاهرين الذين كانوا في استقبال المراقبين.

وفي حلب، خرجت مظاهرة في ساحة الجامعة هتفت: «بالروح بالدم نفديك يا حولة» وهتفت للجيش الحر، وقامت قوات حفظ النظام بتفريقها عن طريق الهجوم على المتظاهرين بالقنابل المسلية للدموع والهراوات ونفذت حملات اعتقال عشوائية للطلاب ونفذت انتشارا أمنيا كثيفا لمنع الطلاب من التجمع. وكانت حلب قد شهدت مظاهرات ليلية في أحياء سيف الدولة والشيخ مقصود والسكري، وأظهرت الصور التي بثها الناشطون نزول الشبان إلى الشوارع رافعين شعارات تندد بمجزرة الحولة وطالب المتظاهرون بإعدام الرئيس بشار الأسد وتقديم أركان نظامه إلى العدالة.

وفي حماه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عسكريين منشقين قتلا في اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والجيش الحر في بلدة كفرزيتا بحماه، كما أسفرت عن تدمير ناقلة جند مدرعة وسقوط خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية يصعب إحصاؤها، كما قتل اثنان من الجيش الحر أحدهما عسكري منشق.

ولفت المرصد إلى أن مدينة كرناز بريف حماه شهدت إضرابا عاما حدادا على اثنين من أبنائها. كما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في حي القصور، وسجل انشقاق مجموعة من العناصر بعد اشتباكات دارت مع مقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة وتم الاستيلاء على مدرعة للقوات النظامية.كذلك، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوات النظام في ريف حماه منعت المراقبين الدوليين من الدخول إلى المدينة، فيما نجح المواطنون في بلدة معردس في لقائهم وأخبروهم بما يحصل في الريف الشمالي والمجازر التي ارتكبها النظام في معردس وباقي المناطق في حماه.

وفي اللاذقية، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات الأمن قامت بتطويق مدرسة سليمان هانبو بالأسلاك الشائكة وأقامت غرفا للأمن داخل المدرسة، «الأمر الذي حولها إلى سجن بكل ما للكلمة من معنى».

وفي حمص، تعرض أحياء جوبر والصفصافة والحميدية وباب الدريب وباب تدمر والورشة وبستان الديوان، في حمص القديمة، لقصف عنيف بالقذائف وراجمات الصواريخ. وتأكد وقوع عدد من القتلى بينهم ضابط منشق، كما ذكر المرصد أن القصف لم يتوقف على منطقة القصير من المدفعية المتمركزة في الإنشاءات العسكرية واللواء 67 في حسياء. كما شهدت أيضا قريتا سقرجة والبرهانية بريف القصير اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة. وفي إدلب، أكد المرصد السوري وقوع اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء بين عناصر حاجز قرية المغارة للقوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة، وأسفرت عن مقتل قائد سرية «الاقتحام» في كتيبة «شهداء جبل الزاوية» وجرح عدد من العناصر في صفوف المقاتلين، و«تكبد النظام خسائر بشرية ومادية وتم الاستيلاء مدرعات وأسر بعض الجنود وسقوط عدد من القوات النظامية ما زال عددهم مجهولا حتى اللحظة».

ومن جهة اخرى أكد العميد مصطفى الشيخ قائد المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر مساء أمس لـ«الشرق الأوسط» أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر والجيش النظامي، وأن «عشرين حافلة أمن وشبيحة، ودبابات وناقلات جند، وصلت إلى الأتارب، مع قصف بالطيران وحملة مداهمات واعتقالات واسعة، وسقوط قتلى وجرحى بالعشرات، ولا تزال المعارك في بداياتها». وقال العميد الشيخ إن «معركة ضارية تدور بين الجيش الحر والقوات النظامية في الأتارب، وقوات النظام تقوم بقصف عشوائي على المنازل، وأحرقت المزروعات والحقول، علما بأن هذه المنطقة معروفة بطابعها الزراعي وسهولها».

وكانت «الشرق الأوسط» تلقت معلومات عن «معارك وقصف مدفعي وجوي على بلدة الأتارب في ريف محافظة حلب بالقرب من الحدود التركية – السورية، مستهدفة متظاهرين يتراوح عددهم حول 3000 آلاف متظاهر سلمي»، وأن «أصوات القصف وصلت إلى مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا» وأن من يقوم بمهمة القصف والتدمير «الفوج 46 - قوات خاصة». كما أكد المكتب الإعلامي للعميد الشيخ أن عشرات القتلى ومئات الجرحى سقطوا في مجزرة حقيقية في الأتارب، وأن العملية لا تزال في بداياتها.