قطر تودِع مالك «فيلاجيو» وإدارته السجن لاستكمال التحقيقات

جنازتان جماعيتان لضحايا الحريق.. وقطريون وأجانب يضعون أكاليل الزهور

TT

أمرت النيابة العامة في قطر بتوقيف صاحب مركز مجمع «فيلاجيو» ومسؤولين إداريين فيه وإيداعهم السجن، لاستكمال التحقيقات التي تجريها السلطات القطرية بشأن الحريق الذي شب في المجمع يوم الاثنين الماضي وراح ضحيته 19 شخصا بينهم 13 طفلا، وكان معظم الضحايا أطفالا في حضانة. ومن بين الضحايا ثلاثة توائم من نيوزيلندا وثلاثة إخوة إسبان. كما قضى أربعة من العاملين في الحضانة وعنصران في الدفاع المدني. وكان الحريق الذي اندلع في المركز التجاري الأكبر في الدوحة طرح تساؤلات حول خلل محتمل في قواعد الأمان قد يكون وراء العدد الكبير للضحايا. ونقل عن النائب العام في قطر علي بن فطيس المري أنه أمر مساء أول من أمس بحبس كل من مالك مجمع «فيلاجيو» ومديره ونائبة المدير ومساعد مدير أمن المجمع، وذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية أن النائب العام أمر كذلك بضبط وإحضار مدير أمن مجمع «فيلاجيو» ومسؤول التراخيص بالوزارة المختصة وآخرين وردت أسماؤهم أثناء التحقيق.

وتجمع يوم أمس مئات من المواطنين القطريين والمقيمين الأجانب في العاصمة القطرية الدوحة أمام أكاديمية «اسباير» للرياضة المتاخمة لمجمع «فيلاجيو» التجاري، حيث وضعوا أكاليل من الزهور تكريما لضحايا حريق المجمع وتعبيرا عن تعاطفهم مع ذويهم.

وودعت عائلات الضحايا الـ19 أبناءها يوم أول من أمس في جنازتين جماعيتين للمسلمين والمسيحيين، شارك فيها أكثر من 5000 شخص، في حين استكملت إجراءات سفر غالبية الضحايا لنقلهم إلى بلدانهم، بحسب مصدر رسمي، حيث حضر أكثر من ألفي شخص من مختلف الجنسيات للصلاة على جنائز أربعة مسلمين من ضحايا الحريق، وتقدم المشيعين وزير الدولة للشؤون الداخلية وقيادات الدفاع المدني وأفراد من الجاليات، وصلي على الضحايا الأربعة في جامع «مسيمير» قبل أن يدفن ثلاثة منهم في مقبرة مجاورة، هم طفل ومدرّسة من جنوب أفريقيا وعنصران من الدفاع المدني، مغربي وإيراني. وتجمع نحو ثلاثة آلاف شخص للصلاة على أربعة أطفال إسبان، ثلاثة منهم أشقاء قضوا في الحريق، وتم تشييع الأطفال في مجمع الكنائس بالدوحة.

وكان الحريق قد اندلع عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباح الاثنين بالتوقيت المحلي في المجمع الذي يعد من أشهر المجمعات التجارية في العاصمة الدوحة ويضم متاجر ومطاعم ودور سينما، كما يضم أقنية مائية للقيام بنزهات في زوارق. وأسفر الحريق عن مقتل 13 طفلا وأربع مدرّسات حوصرن مع الأطفال في حضانة داخل المجمع، إضافة إلى عنصرين من الدفاع المدني. وكان الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية القطري قد أعلن في مؤتمر صحافي مساء الاثنين أنه «لا أحد يستطيع الجزم بأسباب اندلاع الحريق، لكن النيابة العامة والجهات المعنية المختصة ستباشر التحقيقات للتوصل إلى أسبابه، وهو ما سوف يفصل فيه القضاء». وأكد جدية الحكومة القطرية في معرفة المتسبب ومحاسبته، وقال: «سيحاسب كل من قصر في هذا الحادث».

وشكل ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لجنة للتحقيق في الحادث، بينما أغلق المجمع حتى إشعار آخر للصيانة والتحقيق، وقد وعدت السلطات القطرية بمراجعة قواعد وشروط الأمن والسلامة بالمجمعات التجارية.

وكان النقيب مبارك البوعينين رئيس القسم الإعلامي في وزارة الداخلية القطرية قد نقل لوكالة الصحافة الفرنسية أن ضحايا الحريق هم «طفلة أميركية من أصل عربي، وثلاثة أطفال توائم من نيوزيلندا، وطفلة من كندا، وطفل وطفلة من مصر، وطفل ومدرّسة من جنوب أفريقيا، وثلاث فلبينيات هن مدرّستان ومحاسِبة، وأربعة أطفال إسبان، وطفل صيني، إضافة إلى عنصر مغربي من الدفاع المدني، وآخر إيراني».

وقد بدأ التحقيق في ملابسات الحادثة وسط تساؤلات حول معايير السلامة والشفافية في دولة قطر التي تحقق معدلات نمو مذهلة وتعلو فيها الأبراج بسرعة، بينما تستعد لاستقبال نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.