رفات 91 فدائيا فلسطينيا في «مقابر الأرقام» تسلم اليوم للسلطة

الضفة وغزة تستعدان اليوم لـ«عودة الشهداء» بعد انتظار طال

مقبرة ارقام في اسرائيل (وكالة الصحافة الفلسطينية)
TT

ينتظر الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم عودة رفات 91 فدائيا بعد غياب طال عشرات السنوات، ليزفوهم ثانية إلى مثواهم الأخير. آباء وأمهات وزوجات وأبناء ينتظرون لحظة الوداع الأخيرة لبقايا عظام سيقبّلونها ومن ثم يجمعونها في قبر معروف يحمل اسم ابنهم، بعدما ظلت لسنوات طويلة حبيسة مقابر الأرقام الإسرائيلية. ويفضل الفلسطينيون دفن أبنائهم ولو بقايا عظام، في مقابر يمكن زيارتها، على أن تبقى بعيدة عنهم وشبه أسيرة.

ومن المفترض أن تسلم إسرائيل السلطة الفلسطينية اليوم رفات 91 فدائيا من بين 350 آخرين، قتلوا في معارك مع الجيش الإسرائيلي في الستينات والسبعينات والثمانينات، وفي الانتفاضة الأولى والثانية، لينتهي الأمر بهم في مقابر الأرقام الشهيرة.

ومن بين هؤلاء 7 فدائيين نفذوا عملية سافوي الشهيرة في قلب تل أبيب، أواسط السبعينات، وآخرون نفذوا عمليات في مقهى «هيلل» في القدس وبمحاذاة القاعدة العسكرية صرفند، وفي بئر السبع أيضا.

ويعد الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة استقبالين مهيبين، استقبال عسكري رسمي واستقبال شعبي، يحضر الأول في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ويحضر الثاني في غزة كبار قادة الفصائل والمسؤولين. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع: «إن رفات 91 شهيدا فلسطينيا ستصل إلى ساحة المقاطعة في رام الله بعد تسلمها من قبل الشؤون المدنية من الجانب الإسرائيلي، وسط مراسيم عسكرية وتأبينية لكل الشهداء».

وقال المسؤول في الجهاد الإسلامي، خالد البطش، إنه «بمجرد وصول رفات الشهداء إلى غزة سيتم إطلاق 21 طلقة لكل شهيد يتم تسليمه».

وسيصلي الفلسطينيون صلاه الجماعة في الضفة وغزة على أرواح الشهداء، لينقلوا في جنازات مهيبة إلى مثواهم الأخير».

ويستدل من قائمة أسماء الفدائيين أن نحو 25 منهم سقطوا في معارك وقعت قبل عام 2000، بينهم عشرة في السبعينات، وهناك من نفذوا عمليات، وهناك من اغتيلوا، وهناك من كانوا في عداد المفقودين ولا يعرف عنهم شيء.

وتحتجز إسرائيل أكثر من 350 رفات فدائي ومفقود فلسطيني في 4 مقابر، تقع داخل أراضي عام 1948، وهي مقبرة جسر «بنات يعقوب» التي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى حدود فلسطين ولبنان وسوريا، وتضم رفات مئات الفلسطينيين واللبنانيين الذين قتلوا في حرب 1982 وما بعد ذلك، ومقبرة «بير المكسور» أو «جسر دامية» التي تقع في منطقة عسكرية مغلقة بين أريحا وغور الأردن، ويحيط بها جدار فيه بوابة حديدية معلق عليها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية «مقبرة لضحايا العدو»، ومقبرة «ريفيديم» بغور الأردن، ومقبرة «شحيطة» في قرية وادي الحمام شمال طبريا.

وهذه أول مرة تسلم فيها إسرائيل جثامين من مقابر الأرقام بهذا العدد بعدما كانت سلمت في أوقات سابقة جثامين فردية. وجاءت هذه الخطوة بطلب من الرئيس الفلسطيني في الاجتماع الأخير الذي ضمه ويتسحاق ملوخو، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في رام الله.

وصادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدها على تسليم السلطة الفلسطينية جثامين 100 شهيد محتجزة لدى إسرائيل في مقابر الأرقام، كبادرة حسن نية.

وأعربت المصادر عن أملها في أن تساهم هذه الخطوة «في استئناف المفاوضات السياسية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بعد تبادل الرسائل بين نتنياهو وعباس».

وستنقل جثامين الفدائيين كل إلى منطقته اليوم. وقال قراقع: «إن جثامين الشهداء ستنقل إلى مسقط رأسها في المحافظات، وستجرى مراسيم عسكرية لكل شهيد في كل محافظة بحضور المحافظ والقيادات الفلسطينية»، غير أن 17 منهم لم تعرف مناطق سكناهم، وسيتم دفنهم بشكل جماعي في مقبرة في رام الله، وسيقام «صرح الشهيد» لهم حسب قراقع، كما سينقل 12 منهم مباشرة إلى قطاع غزة وسيدفنون هناك حيث عائلاتهم.

ويطالب الفلسطينيون بإغلاق هذا الملف منذ سنوات طويلة، وكانوا أطلقوا حملات شعبية ورسميه لذلك. وقال الناطق باسم «حملة استرداد جثامين الشهداء»، سالم خلة، إنه من المتوقع أن تجري عملية تسليم دفعة ثانية من «رفات الشهداء» خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل.

وأضاف خلة: «إن قيادة السلطة الفلسطينية وحملة استرداد الجثامين تتابع العمل لإنهاء ملف الجثامين المحتجزة»، مشيرا إلى اتفاق مبدئي بتسليم دفعة ثانية من المؤمل أن تشمل قرابة 70 رفاتا».