«القاعدة» تتكبد خسائر مادية وبشرية كبيرة في مواجهات جنوب اليمن

باسندوة يكشف عن مساع يبذلها لإقناع مهاتير محمد بالعمل مستشارا اقتصاديا للحكومة اليمنية

مسنة يمنية تقبل حفيدها الذي يعاني من سوء التغذية في أحد مستشفيات صنعاء أمس، حيث أطلقت عدة منظمات إغاثية تحذيرا من خطورة الوضع الإنساني هناك (رويترز)
TT

سقط عشرات القتلى والجرحى في معارك طاحنة في محافظة أبين بجنوب اليمن، بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة، وعناصر تنظيم القاعدة من جهة أخرى، في وقت نفذ الطيران الحربي ضربات جوية كبدت المتشددين الإسلاميين خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وتؤكد مصادر عسكرية ميدانية أن الطيران الحربي اليمني نفذ غارات جوية على عدة مواقع وتجمعات لعناصر «القاعدة» في عدة مناطق بمحافظة أبين، وأن إحدى الغارات استهدفت موقعا كانت تستخدمه جماعة «أنصار الشريعة» للاتصالات في منطقة «قرن الكلاسي» بمديرية شقرة، القريبة من مدينة زنجبار عاصمة المحافظة. وتشير المصادر إلى أن الموقع الحيوي المهم خرج تماما عن الجاهزية.

وفي جبهة الحرور، صد الجيش اليمني محاولة لعناصر تنظيم القاعدة للالتفاف والعودة إلى منطقة الجبيلين التي سيطر عليها الجيش مؤخرا. وتفيد مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن ما لا يقل عن 20 مسلحا من «القاعدة» قتلوا في هذه المواجهات، إضافة إلى نحو 7 جنود، وعشرات الجرحى من الطرفين.

وعلى جبهة مدينة جعار، المعقل الرئيسي للمتشددين الإسلاميين في جنوب اليمن، قتل 10 من عناصر «القاعدة» وجرح آخرون في معارك ضارية يستميت خلالها المتشددون في الدفاع عن المدينة التي تحاول القوات الحكومية اقتحامها من عدة جهات، في وقت تستمر فيه المعارك على جبهة زنجبار. فيما أكدت مصادر محلية في مديرية لودر لـ«الشرق الأوسط» أن المديرية أصبحت مركزا مؤقتا لإدارة شؤون محافظة أبين بدلا من زنجبار إلى حين استعادة السيطرة عليها، خاصة بعد تطهير لودر ومحيطها بالكامل من هذه العناصر ودحر محاولاتهم الدخول إليها. وأشارت المصادر إلى أن قوات عسكرية ولجانا شعبية تستعد للتوجه إلى مناطق أخرى من أبين باتجاه محافظة شبوة لتطهيرها من عناصر «القاعدة».

إلى ذلك، دارت، مساء أمس، اشتباكات عنيفة في «نقطة دار النجد» بمدينة رداع في محافظة البيضاء، بين قوات الجيش المرابطة هناك، إثر قيام مسلحين يعتقد بانتمائهم لـ«القاعدة»، بالهجوم على النقطة العسكرية. وتحدثت المصادر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين، بينهم امرأة. وتعد رداع إحدى المناطق في البيضاء التي تسعى «القاعدة» للسيطرة عليها منذ عدة أشهر، وهي محاذية لمديرية لودر في محافظة أبين.

على صعيد آخر، تواصلت ولليوم الثاني على التوالي المواجهات المسلحة في محافظة حجة بين الحوثيين ورجال القبائل الموالين للسلطات الحكومية، وذكرت مصادر في حجة لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتباكات استمرت، أمس، في منطقة المندلة، وسقط فيها قتلى وجرحى، وذلك بعد يوم واحد من مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص من الطرفين.

ويحاول المتمردون الحوثيون التوسع في المناطق التي يسيطرون عليها في محافظات صعدة والجوف وحجة وعمران، غير أن محاولاتهم تصطدم برفض من أبناء المناطق التي يحاولون فرض سيطرتهم عليها وبالأخص في شمال البلاد باتجاه محافظة حجة.

في موضوع آخر، كشف رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة عن مشاورات يجريها لإقناع رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، الدكتور مهاتير محمد، ليكون المستشار الاقتصادي للحكومة. وقال باسندوة في افتتاح المؤتمر اليمني التركي الأول للجراحة أمس بصنعاء إن الحكومة تسعى للاستفادة من خبرة الدكتور مهاتير في المجالات الاقتصادية بما يمتلكه من خبرة طويلة. وأشار باسندوة إلى أن المساعدات والدعم المالي لليمن «لن تذهب إلى خزينة الدولة، بل سيتم وضعها في صندوق دعم دولي خاص باليمن، ودور الحكومة سينحصر في تقدم قائمة بالمشاريع التي تحتاج إليها المحافظات بحسب الأوليات، والصندوق سيتكفل بالعمل التنفيذي والاستشاري والتعاقد مع الشركات».

وأعلن رئيس حكومة الوفاق منع أي مسؤول في الدولة من الدخول في شراكة مع المستثمرين العرب أو الأجانب بحجة حماية استثماراتهم، وقال «الحكومة والدولة من واجبها حماية المستثمرين، سواء كانوا وطنيين أو عربيين أو أجنبيين، والدولة تتكفل بحمايتهم وحماية مشاريعهم الاستثمارية، ولن نسمح بوجود شراكة مع المستثمرين من قبل مسؤولي الدولة، بحجة حماية المشاريع، كما كان في الماضي».

وقال باسندوة إن اليمن «دخل مرحلة جديدة، وعجلة التغيير بدأت تدور، ونحن مصممون على إحداث التغيير الشامل في القريب العاجل»، مؤكدا أن «التهديدات لن تثنينا للتراجع عما نؤمن به»، موضحا أن اليمن «لا يفتقر إلى الإمكانيات والثروات، لكن هذه الثروات كانت تستغل من قبل الطغمة الحاكمة سابقا». وشدد على أن «كل مسؤول في الدولة اليوم يجب أن يواجه نفسه، بأنه سيحاكم أمام القضاء إذا ارتكب أي مخالفات».