«النهضة» التونسية تعقد مؤتمرها التاسع بين 12 و15 يوليو المقبل

الشعيبي لـ «الشرق الأوسط»: مواصلة الغنوشي رئاسة الحركة لن تتم عبر المناشدات

TT

قال رياض الشعيبي، رئيس الهيئة العليا لإعداد مؤتمر حركة النهضة التونسية، إن مواصلة قيادة الشيخ راشد الغنوشي للحركة خلال المرحلة التي تلي مؤتمرها المقبل، هي مسألة سيادية ترجع بالأساس إلى المؤتمر نفسه.

وأضاف الشعيبي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حركة النهضة لا تحتاج للمناشدات لتجديد مشاركتها في العمل السياسي، واعتبر أن تلك المناشدات ذهبت مع الأحزاب ذات الطابع الاستبدادي، مشيرا إلى أن الغنوشي لا يحتاج إلى ضغط سياسي أو اجتماعي لمواصلة ترؤسه الحركة، وأن الأمر لن يتم عبر المناشدات. واعتبر أن المؤتمر التاسع الذي سينعقد بتونس العاصمة ما بين 12 و15 يوليو (تموز) المقبل، لا يحتاج بدوره لعملية تمرير قرارات من وراء أعضاء الحركة.

وأوضح الشعيبي أن المؤتمر المقبل سيكون محطة استقطاب سياسي مهم، بل هو «أهم محطة سياسية بين انتخابات 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبرمجة قبل حلول يونيو (حزيران) 2013».

وقال الشعيبي إن المؤتمر سيعد الخيارات السياسية والبدائل التي تقترحها المرحلة السياسية الجديدة، وذلك بعد استكمال كل مراحل الانتخابات المحلية التي دارت بين 20 أبريل (نيسان) الماضي و20 مايو (أيار) الجاري، على أن تنتهي انتخابات جهوية خاصة بمنخرطي الحركة قبل يوم 24 يونيو المقبل.

وبشأن ضعف نسبة المشاركة في المؤتمرات المحلية، حيث لم تتجاوز حدود 51 في المائة، قال الشعيبي إن تلك الأرقام دليل على شفافية العملية الانتخابية، وإن الأرقام تقدم على طبيعتها دون تزييف أو عمليات تجميل. وعزا ضعف المشاركة في انتخابات تلك المؤتمرات إلى ما سماه «تغير قاعدة المنخرطين» في حركة النهضة. وقال مازحا: «إن زمن 90 في المائة و95 في المائة قد ولى ولم يعد من الممكن القبول بمثل تلك الأرقام». وأضاف أن القاعدة السابقة لحركة النهضة في عهد زين العابدين بن علي كانت معبأة نضاليا، وذات وعي سياسي عميق، مشيرا إلى أن اهتمامات المنخرطين تغيرت بعد الثورة، وأصبح قسم كبير من القاعدة الانتخابية لا يهتم كثيرا بالمؤتمرات السياسية، على حد تعبيره.

وأعلن الشعيبي، في مؤتمر صحافي عقده أمس بالعاصمة التونسية، أن حركة النهضة لن تسمح بترشح التجمعيين (نسبة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل)، وأنه لا سبيل لقبول انخراطهم في الحركة. وقال أيضا إن المنتسبين للتجمع قطع معهم الشعب التونسي الصلة، وإن من يفتح لهم الأبواب، ويسهل لهم الانخراط في صفوف الأحزاب السياسية، يكون قد قام بعمل غير أخلاقي بإعادتهم إلى الحياة السياسية. وبخصوص الأهمية التاريخية للمؤتمر التاسع لحركة النهضة، قال الشعيبي إن المؤتمر سيضعها أمام مسؤوليات تاريخية كبيرة تترجم التموقع الجديد للحركة في قيادة البلاد، كما أنه سيدعم حضور حركة النهضة من الناحية السياسية بما يجعلها قوة سياسية واجتماعية جاذبة على المستوى الوطني والعالمي. وبخصوص منخرطي حركة النهضة، قال إن عددهم وصل حتى يوم 31 أكتوبر 2011 إلى حدود 64137 منخرطا، ومن المنتظر أن يشارك 1103 مرشحين في المؤتمر التاسع للحركة. وقال إن رقم المنخرطين يمثل قرابة خمسة في الألف من التونسيين، وإن المؤتمر سيعمل على جعل الحركة حزبا وطنيا جامعا ومفتوحا على كل التونسيين، على حد قوله.

من ناحية أخرى، أعلنت نقابة القضاة التونسيين دخول كل المحاكم التونسية في إضراب مفتوح بداية من يوم أمس إلى حين التراجع عن قرار إعفاء القضاة من مهامهم، وتعويضه بمحاكمات قضائية عادلة.