طوارئ قبل أمم أوروبا.. منتخب إيطاليا يستنسخ طريقة اليوفي

برانديللي يلجأ إلى أسلوب جديد بـ5 لاعبين في الوسط و3 في الدفاع

TT

هل المنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم بقيادة تشيزاري برانديللي لا يسجل ولا يفوز منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي؟ هذا صحيح، إلا أنه لم يخسر قط مباراة رسمية وقبل ستة أيام من مواجهة إسبانيا بمدينة غدانسيك البولندية في أول لقاءات دور المجموعات لبطولة أمم أوروبا 2012 ببولندا وأوكرانيا، وهي المنافسة الأرفع والأهم أوروبيا على مستوى المنتخبات. بعد صفعات الادعاء في فضيحة التلاعب بالمراهنات على نتائج المباريات، وكذا صفعة المنتخب الروسي يوم الجمعة الفائت في زيوريخ بثلاثية أسكنها مرمى الآزوري دون مقابل في آخر التجارب الودية لمنتخب برانديللي قبل أمم أوروبا، حان الوقت للتركيز على النصف المملوء من الكوب واستنفار التفاؤل الباقي في قاع النفس لعيش الاقتراب نحو مواجهة أبطال العالم بطريقة إيجابية.

نفس القارب: أول خطوة ضرورية هي محو أي شكوك بمؤامرة من الذهن، والتمييز التام بين المجال القضائي والملعب. التباين بين كريشيتو وبونوتشي ظل غير مفهوم لكثيرين، وبعض التصريحات لم تكن سارة بشكل واضح، وكان ممكنا أن تتم إدارة الموقف بشكل أفضل، لكن الآن وبعد اختيار الخطوط الأساسية، اتفقنا أو اختلفنا عليها، من الضروري أن يعود كل فرد لإعطاء أقصى ما لديه في مجاله. في انتظار تطورات، بالنسبة لبرانديللي لا ينبغي أن يكون محل تحقيق، وإنما هو مدافع قوي بنسبة 100%. ولا يمكن للتوترات أن تمثل عذرا، فالمنتخب ليس ملكا لمن يدربه أو يديره، فهو إرث مشترك ومن حق الجماهير مطالبة فريقها بلعب بطولة أوروبا بالطريقة المثلى. «إذا شئتم، لا نذهب إلى اليورو»، هكذا صرح برانديللي. لا، نريدكم أن تذهبوا وتبقوا هناك حتى الثاني من يوليو (تموز)، اليوم التالي للمباراة النهائية، معتصرين قلوبكم، لأننا جميعا على نفس القارب، ولا أحد يجدف في اتجاه عكسي. سنشجع إيطاليا جميعا، فلتكونوا على قناعة من ذلك. هذه هي الخطوة عقب صدمة زيوريخ.

تغيير: بينما تكمن الخطوة الثانية في الثورة الخططية، الصعبة لكنها لازمة. صعبة لأن برانديللي عمل لعامين في اتجاه، وقبل أسبوع من أول بطولة مهمة يخوضها، عليه التغيير. طوال عامين كان المنتخب الإيطالي أجمل مما يظهره لاعبوه، وهذا هو الفضل الكبير للمدير الفني، النجم الحقيقي في العامين الماضيين، فقد علم طريقة لعب جعلت اللاعبين أكثر جمالا. كما اقترح برانديللي: «سنحتفظ بالكرة من الدقيقة الأولى وسنهاجم حتى النهاية». وهكذا كان وقع الفكرة مفاجئا في إيطاليا، مهد الهجمات المرتدة، والتي اتبعها اللاعبون بحماس. ومن الناحية الفسيولوجية تراجع هذا الحماس مع الوقت. لكن غاب الوقت لإعادة تنشيط الوافدين الجدد إلى كوفرتشيانو دوريا: ثلاث مباريات ودية ولا ورش عمل في ستة أشهر. وتصير المراجعة أكثر ضرورية دائما لأنه، في فجر الفكرة، كان بيرلو ولاعبو اليوفي يلعبون بخط وسط من أربعة لاعبين، بينما في الموسم الأخير اعتادوا طريقة 3 / 5 / 2 مثل ماجيو. ولو أضفتم إرهاق نهاية الموسم الذي ينزع الركض الضروري عن طريقة 4 / 3 / 1 / 2 الديناميكية لبرانديللي، والهشاشة العصبية لهذه الأيام العاصفة فستتفهمون المظهر السيئ الذي رأيناه أمام روسيا. ومن هنا يأتي قرار التغيير. يذكر أن الآزوري منذ تولي برانديللي قيادته منذ عامين قد فاز في 11 مباراة، وخسر خمسا وتعادل في ثلاث، وسجل 28 هدفا بينما دخل مرماه 15 هدفا.

أعطني خمسة: يسعى برانديللي لاستعادة الثقة واليقين. بارزالي وبونوتشي مؤكدان أكثر كثيرا في الدفاع بثلاثة لاعبين، وحينما وضعهما كونتي مع كييللني، حاز على أفضل خط دفاع في البطولة. ونادرا ما يخطئ ماجيو كرة عرضية إلى جوار مرمى حارس فريقه نابولي دي سانكتيس، كما في فرصة الهدف الثالث لروسيا، حيث يشعر بالراحة أكثر مع مهام الضغط في طريقة 3 / 5 / 2. إذا ما تذكرنا الفرص التي أهدرها الروس وفكرنا أنه خلال أسبوع قد يخترق بالطريقة ذاتها نيستا وسيلفا، يأتي القلق. الكثافة العددية في خط وسط من خمسة لاعبين (بإضافة مدافع وتراجع أسهم مونتوليفو الباهت) تساوي مثل قميص من الصوف لأجل الطوارئ البدنية. دي روسي أيضا، وإن كان يميل لبيرلو، عليه أن يفرض ذاته على طريقة فيدال. بالطبع تصير إيطاليا شيئا آخر. ولمدة عامين، كانت ناديا للأقدام الطيبة، وتم تصميمها للسيطرة على الكرة، والآن تصير أكثر قوة، ومعتمدة على تمريرات بيرلو الرأسية لبالوتيللي. لكن إذا تم تغيير الطريقة يظل العمود الفقري للمنتخب دون مساس، والمكون من بوفون، كييلليني، بيرلو وبالوتيللي.

أسلوب كونتي: ولهذا يعاني برانديللي بعض الشيء، الأمر أشبه بحياكة رداء الاحتفال لعامين، والآن يأتي الاحتفال، وينبغي الذهاب برداء شخص آخر، وهو كونتي. لكن الأمر غير ذلك. فثقافة كرة القدم الشجاعة والمهذبة لبرانديللي تنجو من خلال الأنظمة، وبعدها فاز كونتي بتعديلات بسيطة في قناعاته الخاصة، ما أدى إلى أمور جيدة. في اللحظة الأكثر حساسية، جمع مدرب يوفنتوس لاعبي الفريق، وتحدث عن الدموع والدم، وعن السنتيمترات التي ينبغي اجتيازها في الملعب. لدى استئناف التدريبات في كوفرتشيانو، فعل برانديللي الشيء ذاته، بأسلوبه، بتذكر زيوريخ ومواجهة إسبانيا التي تنتظرنا. نعلم أن لدينا على مقعد البدلاء مدربا ومعلما للعب، وفي هذا البحر العاصف نود اكتشاف قائد كبير أيضا ذي قلب. مثل بيرزوت وليبي، كي نكون واضحين.