الأرجنتين تكتسح الإكوادور برباعية بفضل الثلاثي المدمر ميسي وأغويرو وهيغواين

منتخب التانغو انتزع صدارة تصفيات أميركا الجنوبية لمونديال 2014

TT

اكتسح المنتخب الأرجنتيني ضيفه منتخب الإكوادور بأربعة أهداف مقابل لا شيء في بيونس آيرس في الجولة الخامسة من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل عام 2014.

واستعرض نجوم التانغو مهاراتهم الهجومية الكبيرة، وسجل كل من سيرجيو أغويرو وجونزالو هيغواين وليونيل ميسي وأنخيل دي ماريا ليصعدوا بمنتخب الأرجنتين إلى صدارة المجموعة.

وهو الفوز الثاني على التوالي للأرجنتين والثالث في التصفيات مقابل تعادل واحد وخسارة، فرفع رصيده إلى 10 نقاط منتزعا الصدارة من الأوروغواي التي سقطت في فخ التعادل أمام ضيفتها فنزويلا 1 - 1.

وتراجعت الأوروغواي إلى المركز الثالث برصيد 8 نقاط لكنها لعبت 4 مباريات فقط، وهي تملك فرصة استعادة الصدارة عندما تلاقي البيرو الأحد المقبل في الجولة السادسة لأن الأرجنتين ستغيب عن هذه الجولة وهي ستلاقي غريمتها التقليدية البرازيل وديا في الولايات المتحدة.

وتشارك 9 منتخبات فقط في التصفيات لأن البرازيل ضامنة لتأهلها باعتبارها البلد المضيف، ولذلك يغيب منتخب واحد بالتناوب عن كل جولة من التصفيات.

واستغلت تشيلي بدورها تعثر الأوروغواي وارتقت إلى المركز الثاني بعودتها بفوز ثمين من لاباز على مضيفتها بوليفيا 2 - صفر. ورفعت تشيلي رصيدها إلى 9 نقاط من 5 مباريات، وهي تلاقي مضيفتها فنزويلا الأحد المقبل في الجولة السادسة.

على ملعب «مونومنتال» في العاصمة بيونس آيرس وأمام 50 ألف متفرج، وجد المدرب أليخاندرو سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، بعد فترة طويلة من الحيرة، الحل لإعادة التانغو إلى الانتصارات والعروض القوية بالمجازفة والدفع بالثلاثي الهجومي الخطير المكون من ميسي وأغويرو وهيغواين لكسر الحاجز الدفاعي الصلد للمنتخب الإكوادوري.

وأثمرت المجازفة بشكل رائع ونجح الثلاثي الخطير في هدم الحائط الدفاعي للإكوادور وهز الشباك ثلاث مرات مع مرور نصف الساعة الأول.

والحقيقة أن اللاعبين الثلاثة سجلوا هذه الأهداف في غضون 12 دقيقة فقط حيث افتتح أغويرو التسجيل في الدقيقة 20، وأتبعه هيغواين بالهدف الثاني في الدقيقة 30، ثم أكمل ميسي الثلاثية بهدف في الدقيقة 31.

وحتى قبل ساعات قليلة من المباراة، كان سابيلا حائرا بين الدفع بالثلاثي الهجومي منذ البداية والاعتماد على خطة اللعب 4 / 3 / 3 أو الدفع باثنين فقط من المهاجمين الثلاثة والاعتماد على خطة اللعب 4 / 4 / 2 لخلق التوازن بين خطي الهجوم والوسط وما يتبعه من توازن دفاعي.

ولكن سابيلا استقر في النهائية على اعتماد الخطة الأولى ودفع بالثلاثي الهجومي أمام خط الدفاع الإكوادوري العنيد الذي اهتزت شباكه مرتين فقط في المباريات الثلاث التي خاضها بالتصفيات قبل مباراة الأرجنتين.

ولم يصمد الدفاع الإكوادوري كثيرا، حيث انهار سريعا أمام الوجود الرائع لثلاثي هجوم التانغو الذين أجادوا في صناعة اللعب والتحركات وإزعاج الدفاع وهز الشباك من الفرص التي صنعوها.

وشارك ميسي ودي ماريا في صناعة الهدف الأول الذي سجله أغويرو. وقدم ميسي عرضا رائعا يتشابه مع عروضه التي يقدمها بشكل متواصل مع برشلونة الإسباني، وصال وجال ليزعج الدفاع الإكوادوري ويقدم هدية جديدة أملا في مد أواصر المحبة مع جماهير التانغو.

ورفع ميسي رصيده إلى 79 هدفا في الموسم الحالي مع كل من برشلونة ومنتخب بلاده، حيث سجل 73 هدفا لبرشلونة في مختلف البطولات وستة أهداف للمنتخب الأرجنتيني في المباريات الرسمية والودية.

وكان بإمكان المنتخب الأرجنتيني فرصة زيادة رصيده من الأهداف حيث أضاع لاعبوه الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى الإكوادوري في الشوط الثاني.

وحسمت الأرجنتين النتيجة في الشوط الأول بتسجيلها ثلاثية في مدى 11 دقيقة، حيث لم يتأخر الفريق في افتتاح التسجيل عندما مرر دي ماريا كرة على طبق من ذهب إلى أغويرو خلف المدافعين فتغول داخل المنطقة وسددها بيمناه من مسافة قريبة على يمين الحارس ألكسندر دومينغيز، مفتتحا التسجيل ومحتفلا بعيد ميلاده الرابع والعشرين في الدقيقة 20.

وعززت الأرجنتين تقدمها بهدف ثانٍ بعد 9 دقائق عندما مرر ميسي كرة رائعة إلى هيغواين الذي تخلص من الدفاع، كاسرا مصيدة التسلل قبل أن يتوغل داخل المنطقة ويسددها بيمناه زاحفة على يمين الحارس دومينغيز في الدقيقة 29.

وأضاف ميسي الهدف الثالث بعد دقيقتين من مجهود فردي رائع ولعبة مشتركة مع هيغواين أنهاها بتسديدة بيسراه داخل المنطقة على يمين دومينغيز في الدقيقة 31.

واطمأنت الأرجنتين إلى النتيجة وخففت من ضغطها، لكن ذلك لم يمنعها من إضافة الهدف الرابع عبر المجتهد دي ماريا الذي ترجم تألقه طيلة مجريات المباراة إثر تلقيه كرة من ميسي داخل المنطقة فسددها بيسراه على يمين الحارس دومينغيز في الدقيقة 73.

وعقب اللقاء توجه الساحر الأرجنتيني ميسي بالشكر للجماهير لمساندتها له وللفريق. وقال ميسي: «هذا ما كنا نبحث عنه دائما، ينبغي أن نواصل التعاون على مثل هذا النحو حتى النهاية». ولاقى ميسي ترحيبا في استاد «مونومنتال» ببيونس آيرس، لم يعتَد أن يلقاه من الجماهير الأرجنتينية طوال مسيرته مع التانغو.. ولكنه كان يستحق الإشادة، خصوصا بعد تسجيله الهدف الثالث لبلاده وتألقه طوال أوقات المباراة.

وقال ميسي: «الشوط الأول كان رائعا، بحثنا عن هز الشباك منذ البداية، ومنذ الوهلة الأولى أدركنا الفرص التي سنحت لنا». وأكد: «ينبغي أن نواصل السير في هذا الاتجاه حتى النهاية». وشدد ميسي على أهمية المباراة الودية الدولية أمام البرازيلي يوم السبت المقبل في نيو جيرسي. وأوضح: «الآن علينا الاستعداد لمواجهة البرازيل، سنحاول من خلال هذه المباراة مواصلة التحسن والنضوج».

من جهته احتفل أليخاندرو سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني بالفوز وقال: «هذا النجاح يمنحنا جرعة كبيرة من الثقة.. الفوز بجانب الأداء الرائع هو ما نسعى إليه».

وأوضح: «الفريق قدم الشوط الأول بأداء رائع، سيطر على منطقة العمليات في وسط الملعب، تحرك اللاعبون بشكل جيد، مع وجود ثلاثة مهاجمين بارزين منحونا الأفضلية أمام المرمى».

وأشاد سابيلا بالجماهير الأرجنتينية التي كانت بمثابة اللاعب رقم 12 في فريق، مؤكدا: «إنه شارع ذو اتجاهين، اللاعبون في وجه الجماهير والجماهير في وجه اللاعبين».

كما امتدح سابيلا صانع اللعب ميسي نجم برشلونة الإسباني، مؤكدا أنه لاعب استثنائي ودائما ما يصنع الفارق داخل الملعب: «إنه لاعب موهوب بالفطرة».

وفي المباراة الثانية على ملعب «هرناندو سيليس» وأمام 35 ألف متفرج، حذت تشيلي حذو الأرجنتين وحققت فوزها الثاني على التوالي والثالث في التصفيات مقابل خسارتين عندما عادت بفوز ثمين على بوليفيا بهدفين نظيفين.

ومنح شارل ارانغيس التقدم لتشيلي في الدقيقة الثانية من الشوط الأول بتسديدة زاحفة من داخل المنطقة إثر انفراد بالحارس دانيال فاكا بعد خطأ للدفاع في تشتيت الكرة في الدقيقة 45. وتلقت بوليفيا ضربة موجعة بطرد مدافعها لويس غوتييريز بسبب تدخل خشن بحق مهاجم برشلونة أليكسيس سانشيز في الدقيقة 53، واستغل الضيوف النقص العددي لإضافة الهدف الثاني عبر مهاجم يوفنتوس الإيطالي ارتورو فيدال إثر كرة مرتدة من القائم الأيمن، سددها بقوة بيمناه داخل المرمى في الدقيقة 83.

وفي الثالثة على ملعب «سنتيناريو» في مونتيفيديو وأمام 60 ألف متفرج، سقطت الأوروغواي رابعة النسخة الأخيرة في فخ التعادل أمام ضيفتها فنزويلا.

وكانت الأوروغواي البادئة بالتسجيل عبر قائدها عن طريق دييغو فورلان إثر تمريرة من خوان مارتن كاسيريس عند نقطة الجزاء فهيأها لنفسه بيمناه وتابعها بيسراه من مسافة قريبة داخل مرمى الحارس ريني فيغا في الدقيقة 38.

وأدركت فنزويلا التعادل بواسطة سالومون روندون الذي تابع برأسه من نقطة الجزاء كرة وصلته من خوان فرناندو ارونغو في شباك الحارس نستور فرناندو موسليرا في الدقيقة 83.