قصف عنيف يطال ريف دمشق وأحياء حمص واعتقالات وإحراق محاصيل زراعية أثناء خطاب الأسد

خسائر كبيرة في صفوف القوات النظامية بعد «حرب الشوارع»

آثار الدمار تبدو على مبان وسيارات بمدينة حمص أمس نتيجة القصف المتواصل لقوات النظام السوري (أ.ف.ب)
TT

أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في سوريا، أن «الحصيلة الأولية للضحايا بلغت 16 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن في عدد من المناطق السورية»، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية منيت بخسائر بلغت نحو 54 عنصرا في اشتباكات ليل السبت - الأحد، نتيجة لكون «القوات الحكوميّة غير معدّة لخوض معارك شوارع».. فيما شهدت عدد من المدن والمناطق السورية قصفا عنيفا، وعلى رأسها ريف دمشق وأحياء حمص، إلى جانب اعتقالات وإحراق محاصيل زراعية أثناء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب، أمس.

وأعلن الناشط سليمان شبلي لـ«الشرق الأوسط» أن «مدينة حرستا في ريف دمشق، شهدت اشتباكات عنيفة في منطقة التعلة بين الجيش الحر وجيش النظام، ترافقت مع انفجارات هزت المدينة وإطلاق نار متقطع من أسلحة ثقيلة ومتوسطة».

وأفاد بأن «دبابات النظام قصفت ظهرا حي التربة في مدينة سبقا التربة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من قبل جيش النظام. كما استشهد الشاب محمد أبو نزيه خالد في مدينة رنكوس أثناء تصديه لهجوم قوات الأمن».

ولفت شلبي إلى أن «بلدة حران العواميد تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات والهاون، وأدى ذلك لنزوح الأهالي لمزارع البلدة جراء حملة الاعتقالات العشوائية». في حين أفاد ناشطون بأن «الشبيحة أقدموا على إحراق عدد من البيادر (الساحات) في عدد من بلدات ريف حلب، وأتت النيران على ما فيها من محاصيل زراعية بعد انتهاء خطاب الرئيس الأسد».

أما في مدينة حمص، فقد أوضح الناشط في تنسيقيتها مأمون السوقي أن «المدينة تعرضت لقصف عشوائي شديد لا سيما على أحياء حمص القديمة أثناء خطاب الرئيس بشار الأسد»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «حي بابا عمرو تعرض لإطلاق نار كثيف، وسقوط عدة قذائف هاون على منطقة جوبر والسلطانية، كما تعرض حي القرابيص لإطلاق نار مصدره برج الغاردينيا على مدى أكثر من ثلاث ساعات ترافقت مع انفجارات»، مشيرا إلى أنه «تم العثور على جثتين مجهولتي الهوية عند مفرق قرية الصالحية في أطراف مدينة القصير من دون أن يتمكن الأهالي من انتشالهما».

إلى ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «اشتباكات دارت بعد منتصف ليل أمس (الأول) بين القوات النظامية السورية ومنشقين في ريف دمشق». وأوضح المرصد في بيان له أن «مقاتلين معارضين هاجموا حواجز للقوات النظامية بمنطقة القلمون في محافظة ريف دمشق على الحدود السورية اللبنانية»، لافتا إلى «مقتل مدنيين في كل من محافظتي حماه وحلب»، مشيرا إلى أن «مدنيا قُتل إثر القصف الذي تعرضت له بلدة كفرزيتا في محافظة حماه من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول إعادة السيطرة على البلدة بعد خسائر كبيرة منيت بها بين ليل (أول من أمس) السبت، كما أن مواطنا آخر قُتل بعد منتصف ليل السبت الأحد، إثر سقوط قذائف على قرية معرة الأتارب بمحيط بلدة الأتارب بريف حلب».

وأضاف المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية وتلك المعارضة «على أطراف بلدتي عندان وحيان في محافظة حلب»، من دون أن يورد البيان أي معلومات تتعلق بالخسائر البشرية والآليات.

كما أوضح أن «قافلة عسكرية كبيرة تضم دبابات وآليات مدرعة وجنودا شوهدت اليوم (أمس) الأحد على طريق تدمر دير الزور في محافظة حمص (وسط)، باتجاه دير الزور شرق البلاد»، وقال إنه «شوهدت قبل قليل على طريق تدمر - دير الزور قافلة عسكرية كبيرة تضم 45 شاحنة حاملة للدبابات محملة بدبابات وناقلات جند مدرعة وجنود». ونقل المرصد عن نشطاء من تدمر أن وجهة القافلة محافظة دير الزور ومناطق شرق سوريا.

وفي محافظة الرقة (شمال شرق)، خرج مئات المواطنين أمس في تشييع مواطن قتل أول من أمس إثر التفجير الذي وقع في مدينة الطبقة بريف الرقة، «وطالبوا برحيل النظام السوري»، بحسب المرصد. كما شيع آلاف المتظاهرين في ريف دمشق اليوم مواطنا قتل أمس في مدينة عربين برصاص قناصة ورددوا هتافات مناهضة للنظام.

وأعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح له أن «54 عنصرا من القوات النظامية قتلوا في مواجهات السبت، بالإضافة إلى ثلاثة منشقين»، وعزا «هذه الخسائر غير المسبوقة في صفوف القوات النظاميّة خلال يوم واحد إلى اتساع رقعة المعارك من جهة وكون القوات الحكومية غير معدة لخوض معارك شوارع، مثل المنشقين الذين يواجهون القوات النظامية وهم غالبا أبناء المدن والقرى سواء كانوا من العسكريين المنشقين أو من المدنيين الذين حملوا السلاح ضد النظام، وهم يعرفون تماما طبيعة مناطقهم وشعابها».

وبدورها أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا، عن «انشقاق 30 من عناصر الجيش النظامي في حمص ومحاصرتهم من قبل الأمن والشبيحة»، ولم يتضح حتى ساعة متأخرة من مساء أمس مصير هؤلاء المنشقين.