سعود الفيصل: النظام السوري يسعى لتحويل أزمة لبنان إلى صراع طائفي بالمنطقة

أعلن عن تأييده لإنشاء منطقة عزل في سوريا بحماية دولية لمساعدة الجرحى

الأمير سعود الفيصل خلال المؤتمر الصحافي في جدة أمس (واس)
TT

قال الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، إن ما يحدث في طرابلس إنما هو «امتداد لما يحدث في سوريا، وإننا نلاحظ منذ فترة أن النظام السوري وبكل أسف يسعى إلى تحويل الأزمة إلى صراع طائفي، وهذا يقلقنا كثيرا».

وأوضح الفيصل في المؤتمر الصحافي للاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في قصر المؤتمرات بمدينة جدة، حول الموقف السعودي في مدينة طرابلس بلبنان، وما إذا كانت الأحداث الأخيرة هي توسيعا لدائرة الأزمة السورية من خلال ميليشيات تابعة للنظام السوري، عبر تهديدات عسكرية وطائفية.

وأضاف الفيصل «الصراع الطائفي يهدد سوريا في المقام الأول كون الطائفية أداة لتقسيم البلد». وزاد «الصراع في حال امتداده سيخلق ظروفا أسوأ».

وأضاف «الحل الحقيقي للأزمة السورية هو الدفاع عن المواطن السوري من قسوة العمل العسكري»، محذرا من «خطورة الوضع وإمكانية تدهور الموقف»، آملا في ألا يستغل عامل الزمن في مزيد من التدهور.

وقال «آمل أن ينهي تقرير مندوب الجامعة العربية ومندوب الأمم المتحدة مأساة الشعب السوري والذي سيقدم إلى مجلس الأمن خلال شهر».

وفي سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» عن تأييده لإنشاء منطقة عازلة لحماية المدنيين وسهولة وصول المساعدات وتوفير العلاج للجرحى، قال الفيصل «أؤيد إنشاء منطقة عازلة في سوريا، وذلك لحماية المضطهدين والأبرياء الذين يتعرضون لإطلاق النار، ووجود منطقة عازلة هي من ضمن مسؤوليات مجلس الأمن لحماية المدنيين العزل من قسوة العمل العسكري الذي يمارس ضدهم».

وعلق الفيصل على ما تقوم به إيران من مناورات عسكرية في الجزر الإيرانية وفي سواحل الخليج العربي، وما إذا كانت تحرص على صرف النظر على الأزمة السورية قائلا «إن تناقض الموقف الإيراني حيال الأزمة السورية وتعارضه مع كل ما تبديه من حرص على عدم اضطهاد الشعوب، واضح وفيه تباين كبير، وهو ما وضح بشكل كبير في كل من البحرين وسوريا رغم الفارق الكبير في عدد الضحايا والمتضررين في البلدين». وأضاف «أنا لا أتطرق لنيات إيران، لأنه لا يعرف هذه النيات».

ونفى الفيصل وجود أي تراخ في مواقف الدول العربية، تجاه الأزمة السورية، واستشهد بالإعلان الصادر عن اجتماع الدوحة الذي اختتم أعماله قبل يوم أمس في عاصمة قطر الدوحة.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة السورية خلال المؤتمر الصحافي من أن تستمع إلى ما يقوله الرؤساء، بمن فيهم الحكومة الروسية، الذين استنكروا وانتقدوا ما يحدث في سوريا، داعيا كافة أعضاء الهيئة الدولية من أجل التوصل إلى حلول، توقف تلك الاضطرابات.

وحول تطور «القاعدة» في اليمن وما يشكله من تهديد في المنطقة أوضح كي مون أن السعودية تسهم في استقرار اليمن، متمنيا أن يستمر دورها في مكافحة الإرهاب، وهو ما يجب أن نساعد في الهيئة الدول التي تعاني من الإرهاب لبناء قدرتها لمكافحته والقضاء عليه.

وأجاب الفيصل عن سؤال ما إذا كانت مبادرة كوفي أنان المبعوث الدولي في سوريا تنذر بفشل، وما يمكنه في الجامعة العربية من إيجاد بديل، قائلا «كل مبادرة قبلت من النظام السوري، ولكنها لم تنفذ، وهي طريقة من الطرق التي يستخدمها النظام في التعامل مع المجتمع الدولي». وحول ما يتردد من طرح خيار التدخل العسكري في سوريا، وذلك ضمن مهام مجلس الأمن في البند السابع، قال الفيصل، إن عدم التدخل العسكري يرجع إلى الظروف الداخلية التي تعيشها الدول العربية المؤثرة.

وقال الأمير سعود الفيصل قبل بدء المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، إن العاصمة السعودية الرياض في عام 2005، رعت أول مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، وشارك فيه الكثير من دول العالم على مستوى الخبراء، والمختصين في الشؤون الأمنية، وذلك اتساقا مع أهداف المؤتمر، وتزامنا مع تصاعد وتيرة الإرهاب الذي جاب العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، ليحصد أرواح الأبرياء دون ذنب أو جريرة، وبلا رحمة أو هوادة، مهددا بذلك الأمن والسلم الدوليين.

وزاد «غير أنه من المهم الأخذ في الاعتبار بأن هذه الجهود ومهما كان حجمها أو بلغ مداها، تظل فردية، وتستدعي جهدا دوليا أوسع، على اعتبار أن الأعمال الإرهابية تتجاوز حدود الجغرافية تجاوزها لحدود القيم والمبادئ والمعتقدات والثقافات الإنسانية، مما يجعل مكافحتها مسؤولية دولة مشتركة بين كافة أعضاء الأسرة الدولية».

وأضاف «في هذا الصدد تجدد المملكة العربية السعودية دعمها وتأييدها لكافة المبادرات والتدابير الرامية لمكافحة الإرهاب على المستويات الإقليمية والدولية، وعلى وجه الخصوص مبادرات منظمتنا الدولية (الأمم المتحدة) الرامية إلى تنفيذ كافة القرارات، والاتفاقات ذات الصلة، وبما يتسق مع استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب».

وأضاف الفيصل «نحن على ثقة بمشيئة الله تعالى، في أن يخرج اجتماعنا بالنتائج المرجوة في هذا الصدد، وفي إطار أهدافه الرامية إلى تعزيز التنسيق والتواصل الوطني والإقليمي والدولي، وخصوصا في مجال تبادل المعلومات والخبرات ورفع درجة التوعية، التي تعتبر من بين الركائز الأساسية لجهود مكافحة الإرهاب».