بعد أن كان مهد ثورتهم.. ميدان التحرير يتحول إلى برلمان الثوار

حلقات نقاشية في أرجائه وسيل من المقترحات لحل الأزمة الحالية

حالة غضب في ميدان التحرير الذي تحول إلى ما يشبه برلمان الثوار أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد أن احتضن ميدان التحرير ثوار مصر وشهد ثورتهم منذ بدايتها مطلع العام الماضي، فسقط فيه عشرات الشهداء، وفقد آخرون أعينهم على أرضه، تحول الميدان الرئيسي في العاصمة المصرية القاهرة طوال يوم أمس إلى ما يشبه البرلمان الثوري، إذ تجمع المعتصمون في حلقات نقاشية عدة في أرجائه، محاولين إيجاد مخرج من الأزمة التي خلفها الرفض الشعبي للحكم على الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مساعديه.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت أمس بالسجن المؤبد بحق مبارك والعادلي في قضية قتل المتظاهرين وبرأت مساعدي الوزير الستة، فيما قضت بانقضاء الدعوى في وقائع الفساد المالي المتهم فيها مبارك ونجلاه ورجل الأعمال حسين سالم للتقادم ومرور أكثر من عشر سنوات على الوقائع.

«الحل هو المجلس الرئاسي.. يتحد فيه مرشحو الانتخابات الرئاسية (المحسوبون على الثورة) لمواجهة مرشح الفلول أحمد شفيق في جولة الإعادة»، هكذا عبر حمادة السيد وهو تاجر من مدينة طنطا جاء إلى ميدان التحرير ليحتج على الحكم الصادر بحق مبارك.

وأضاف حمادة: «أول مهمة لهذا المجلس الرئاسي في حال تشكيله هي إعادة محاكمة مبارك ورموز نظامه محاكمة حقيقية بعد إجبار الجهات المعنية بتقديم ما لديها من أدلة على إدانتهم».

وأشار إلى أن المستشار أحمد رفعت قاضي محاكمة مبارك أكد أن أوراق الدعوى التي بلغ عددها 60 ألف صفحة خلت من أدلة على إطلاق الشرطة الرصاص على المتظاهرين كما خلت من تسجيلات مصورة أو صوتية لقيادات الشرطة بعد تدمير تلك التسجيلات والوثائق.

وقال حمادة: «الوضع يفرض على الكل التوحد ونبذ الخلافات من أجل استمرار الثورة، وإلا ستضيع كل الدماء التي سالت هدرا».

أما نبوية إبراهيم والدة الشهيد محمد سيد علي من السويس فقالت وهي تحمل صورة ولدها المبللة بدموعها فقالت: «أمس فقط شعرت أن ولدي مات من أجل لا شيء، كنت أنتظر هذا الحكم لأشفي غليلي من القتلة، ولكن القاضي كان له رأي آخر».

وأضافت: «انتظرت نحو عام ونصف العام لأسمع حكم القصاص العادل على من أصدر أوامره بقتل ابني، ولكني فوجئت بصدمة قوية بالبراءة التي نالها المتهمون». وتساءلت قائلة: «إذا كان كبار الضباط أبرياء من تهمة إصدار الأوامر بقتل أبنائنا فمن قتلهم إذن؟».

وفي الحديقة المستديرة التي تتوسط الميدان، تحملق ثلة من المواطنين المعتصمين للبحث في مخرج للأزمة الحالية، فقال أحمد إبراهيم، موظف حكومي: «الاعتصام هو الحل لإجبار المجلس العسكري على الاستجابة لطلباتنا وأولها إعادة محاكمة مبارك وأعوانه بعد تقديم الأدلة الحقيقية وتطبيق قانون العزل على المرشح الرئاسي أحمد شفيق آخر رئيس وزراء عينه مبارك لحرمانه من رئاسة مصر الثورة»، إلا أن محمد عبد الله وهو طالب جامعي دعا إلى التصعيد ونقل الاعتصامات إلى دار القضاء العالي والبرلمان. وقال: «نريد توصيل رسالة إلى المجلس العسكري برفضنا لما يحدث في بلدنا».

وكان الآلاف قد تجمعوا في ميدان التحرير منذ ظهر أول من أمس عقب صدور الحكم على مبارك للإعراب عن رفضهم له، واعتصموا بالميدان وأغلقوه أمام حركة السيارات من كافة الاتجاهات، وشارك الدكتور محمد مرسي المرشح الرئاسي الذي سيخوض جولة الإعادة يومي 16 و17 يونيو (حزيران) الحالي، وعدد من المرشحين الخاسرين في الجولة الأولى منهم حمدين صباحي وعبد المنعم الفتوح وخالد علي، الثوار اعتصامهم، فيما غاب عن المشهد المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء عينه مبارك، وهو الطرف الثاني في جولة الإعادة أمام مرسي.