مبارك يقضي ليلته الأولى في مستشفى السجن بطرة بلا «نياشين»

مصادر: لم يرتد «البدلة الزرقاء» وأُعفي من التصوير

مؤيدة لمبارك تحمل صورته عقب صدور الحكم بإدانته أول من أمس (رويترز)
TT

أمضى الرئيس المصري السابق حسني مبارك ليلة قاسية منذ دخوله إلى غرفة الرعاية المركزة بسجن مزرعة طرة (القريب من القاهرة) لتنفيذ عقوبة السجن المؤبد في قضية قتل متظاهري ثورة 25 يناير، ولأول مرة يتجرد مبارك من نياشينه التي حصل عليها طيلة عمله في القوات المسلحة المصرية وفق القانون المعمول به حاليا والذي يقضي بتجريد الحاصلين على نياشين إذا ما أدينوا في جرائم مخلة بالشرف.

وقال مصدر أمني بحسب تقارير محلية إن «الرئيس السابق كان من المفترض أن يتم تصويره أمس، ومنحه رقما في تقليد يجري على جميع المساجين؛ لكن لم يتم تبديل ملابسة بسبب سوء حالته الصحية، وأيضا ما زال لم يحصل على الرقم الذي يحصل عليه كل سجين يدخل إلى السجن»، ويعد هذا الرقم هو رقم السجين داخل السجن، ولأنه لا يمكن أن يتم تصويره داخل السجن؛ إلا بعد ارتدائه ملابس السجن الزرقاء.

من جانبه، قال محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي في مصر لـ«الشرق الأوسط» إنه «يجوز للطبيب المعالج لمبارك تأجيل ارتدائه البدلة الزرقاء وعدم تصويره أو التغاضي عن هذه الإجراءات نهائيا، إذا كان تحريكه سيؤدي إلى سوء حالته الصحية».

وأضاف زارع: «أي إساءة للسجين لسوء حالته الصحية مرفوض، فالسجين له عدد من الحقوق نصت عليها المواثيق الدولية وقواعد الحد الأدنى لمعاملة السجناء»، لافتا إلى أن «مبارك مثله مثل باقي السجناء في الحقوق والواجبات»؛ لكنه في الوقت ذاته توقع معاملته «بشكل أفضل لوضعه الأدبي».

وأضاف المصدر الأمني أنه «لم يتم تصوير مبارك حتى الآن»، موضحا أن ذلك إجراء روتيني يتم اتخاذه مع جميع المساجين كإجراءات احترازية، وأنه تم استثناء مبارك منه نظرا لحالته الصحية، لافتا إلى أن الرئيس السابق ملتزم بجميع القواعد والضوابط التي تقررها لائحة السجون، ولم يفتعل أية أزمات منذ أمس واكتفى بالبقاء فوق سريره، وتلقى العلاج فقط.

وأوضح المصدر أن «غرفة العناية المركزة التي يرقد فيها مبارك تضم 5 أسرة ومزودة بأجهزة قياس ضغط الدم والتنفس الصناعي وقياس سرعة نبضات القلب، فضلا عن العديد من الأجهزة اللازمة لمتابعة الحالة الطبية للمريض بدقة وبشكل منتظم، وتقع ثاني غرفة يسار باب المستشفى بعد عيادة الأسنان»، موضحا أنه «تم تأمين غرفة مبارك بشكل كامل من خلال إجراءات أمنية مشددة، وتم رفع حالة الاستعداد القصوى بين جمع أفراد السجن وتكثيف الإجراءات الأمنية داخل وخارج السجن لحمايته».

وكان مبارك أصيب بأزمة صحية مفاجئة فور هبوط الطائرة التي أقلته أول من أمس إلى مقر سجن طرة عقب صدور حكم محكمة الجنايات بالحكم عليه بالسجن المؤبد وصدور قرار النائب العام المصري بإيداعه سجن طرة، لتنفيذ العقوبة.

وكشف المصدر الأمني نفسه، بعض تفاصيل أول ليلة قضاها مبارك داخل السجن، حيث قال إنه «أصيب بحالة من الدهشة، نتيجة لعدم إخطاره بقرار نقله إلى سجن طرة، عقب الحكم مباشرة»، مضيفا: «مبارك طلب من الحراسة المحيطة به معرفة المكان الذي يوجد فيه، وعندما أخبروه بالأمر، طلب منهم اللوائح والقوانين المنظمة للسجن، وعدد الزيارات، وإذا كان مسموحا له بإجراء المكالمات التليفونية من عدمه».

وأشار المصدر إلى أنه بعد علم مبارك بأنه موجود بسجن طرة، تدهورت حالته الصحية وتولى الفريق الطبي الموجود بمستشفى طرة إسعافه، وتم تعليق محاليل له طوال الليلة الماضية.

ومستشفى سجن طرة تم تجديده وتطويره وتكلف 5 ملايين جنية (نحو 826 ألف دولار)، حتى يكون ملائمًا طبيًا لاستضافة مبارك، وزودته وزارة الداخلية بالعديد من الأجهزة الطبية لقطع أي محاولات لعدم تحويل مبارك إليه. من جانبه، قال مصدر طبي بمستشفى طرة إن «إدارة السجن سمحت لنجليه علاء وجمال المحبوسين احتياطيا على ذمة قضية التلاعب في البورصة، بالمبيت مع والدهما في ليلته الأولى داخل مستشفى السجن (حيث لا يبعد مستشفى السجن كثيرًا عن عنابر السجن المودع فيها نجلاه)»، وكشف أن مبارك فور دخوله الغرفة ظل يصرخ قبل أن ينخرط في بكاء شديد، مضيفا أن «إدارة المستشفى تسلمت التقارير الطبية الخاصة بالرئيس السابق ليباشر الأطباء متابعة حالته الصحية».