الحائري يحرم التصويت لصالح العلمانيين.. والتيار الصدري يقر بتقليده في «المستحدثات»

أستاذ في الحوزة العلمية لـ «الشرق الأوسط»: شيعة يعملون على إضعاف الشيعة في العراق

المرجع آية الله كاظم الحائري ومقتدى الصدر في أحد لقاءاتهما («الشرق الأوسط»)
TT

في توقيت قاتل لمسار العملية السياسية في العراق على صعيد ما يقوم به خصوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من جمع تواقيع لسحب الثقة منه، أصدر المرجع الشيعي المقيم في إيران آية الله كاظم الحسيني الحائري فتوى حرم بموجبها التصويت لصالح العلمانيين المشاركين في العملية السياسية، وهو ما يعتبر أثمن هدية قد يكون تلقاها المالكي من المرجع الذي يقلده خصومه الحاليون؛ التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.

وقال كاظم الحسيني الحائري ردا على سؤال من أحد أتباعه بشأن الأزمة التي يمر بها العراق حاليا وجواز التصويت إلى جانب القوى العلمانية تحت ذريعة المصلحة العامة أو غيرها من الذرائع، وصدر على شكل بيان من مكتبه اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «يحرم التصويت في أي مرفق من مرافق الحكم العراقي إلى جانب إنسان علماني».

وبينما كشف أستاذ في الحوزة الدينية بمدينة النجف ومقرب من مرجعياتها أن «مثل هذه الفتوى موجودة لدى معظم المراجع الكبار من علماء الشيعة»، فإن قياديا في التيار الصدري حاول في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الفصل بين أصل الفتوى على المستوى الشرعي وهو ما يجري الالتزام به، والمردود السياسي لتحركات التيار الصدري لصالح العراق. وقال عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري جواد الجبوري في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» إنه «من حيث التقليد، فإنه طبقا لوصية الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر، أوصى بأعلمية السيد الحائري لجمهور التيار الصدري في المسائل المستحدثة، وبالتالي، فإنه يقلد من هذه الناحية نظرا للاطمئنان له كون أعلميته محسومة». وأضاف الجبوري أن «الفتوى من حيث الواقع السياسي، فإنها لا تتناقض مع توجهات التيار الصدري وتحركات زعيمه السيد مقتدى الصدر، حيث إن الهدف هو تماسك التحالف الوطني وعدم خروج منصب رئاسة الوزراء إلى جهة أخرى حتى لا يصار إلى تجيير هذه الفتوى لصالح طرف (في إشارة إلى دولة القانون وزعيمها نوري المالكي)».

وأشار الجبوري إلى أن «التحركات التي يقوم بها الصدر والتيار هي في إطار التحالف الوطني، وأنه إذا كان هناك مكون من مكونات التحالف الوطني قد أساء استخدام السلطة، فإنه تستوجب محاسبته، وهو ما جعل التيار يتحالف مع قوى سياسية أخرى وللغرض ذاته شريطة أن يبقى منصب رئاسة الوزراء بيد التحالف». وأوضح أنه «حتى موضوع سحب الثقة لم يكن هدفا لنا، ولكن الإصرار على عدم معالجة الأداء جعلنا نمضي بهذا الاتجاه».

على صعيد متصل، أكد الأستاذ في الحوزة العلمية بالنجف حيدر الغرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «كاظم الحائري يعتبر أحد رجال الدين الشيعة الكبار الذين لهم حضور في الساحة الشيعية بالعراق وخارجه»، مشيرا إلى أنه «مقلد على صعيد الاستفتاء من قبل جمهور واسع من التيار الصدري في المسائل المستحدثة، مما يجعل له تأثيرا في هذا الاتجاه». وبشأن توقيت إصدار الفتوى الآن، قال الغرابي إن «مثل هذه الفتوى موجودة لدى عدد من مراجع الشيعة الكبار وليس السيد الحائري فقط، إلا أنه أعلنها الآن بسبب كثرة الأصوات المنادية بفصل الدين عن الدولة أو إمكانية وصول علمانيين إلى السلطة كونهم شيعة مثل الدكتور إياد علاوي، فالرجل علماني ولكنه شيعي». وأضاف أن «المرجعية ترى عدم ضرورة الفصل بين الدين والسياسة تحت أية ذريعة، وبالتالي، فإن العلماني حتى وإن كان شيعيا، فإنه لن يحكم وفق الشرع والسنة النبوية وما جاء بالقرآن، وإنما يحكم وفق توجهات ونظريات أخرى، وبالتالي، فإن إعلان هذه الفتوى الآن هو بمثابة قطع الطريق أمام مثل هذه الأصوات»، مشيرا إلى أن «هناك اليوم من بين الشيعة أنفسهم من يريد إضعاف الشيعة في العراق تحت أساليب وذرائع مختلفة، وفي مقدمة من يريد أن يضعف الشيعة علمانيو الشيعة قبل غيرهم».