بوغدانوف لـ«الشرق الأوسط»: موسكو ستحدد مواقفها بعد تقرير أنان.. ولا نستبعد مناقشة «السيناريو اليمني»

الخارجية الروسية: قرار مجلس الأمن لم يتسم بالموضوعية ويتضمن الكثير من التقديرات الأحادية

أهالي درعا أثناء تشييع جنازات لعدد من ضحاياهم أمس (أ.ف.ب)
TT

كشفت وزارة الخارجية الروسية عن الأسباب التي استندت إليها روسيا في تصويتها ضد مشروع القرار الصادر عن الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سوريا، موضحة أن النص المطروح لم يكن يتسم بالتوازن والموضوعية ويتضمن الكثير من التقديرات أحادية الجانب.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن «هناك من يلقي بانتهاكات حقوق الإنسان، وبكل تبعات الجرائم التي ترتكب في سوريا، على الحكومة السورية، دون أي إشارة أو إدانة لنشاط المقاتلين والمجرمين والإرهابيين، الذين سبق وقاموا بتدبير انفجارات دمشق وحلب، ولاحقوا الموظفين المدنيين ورجال الدين وممثلي الأوساط الاجتماعية وأساتذة الجامعات والأطباء، إلى جانب اختطاف الرهائن من الحجاج المسلمين»، بحسب وصفها.

وأعربت الخارجية الروسية في بيان لها أمس عن «قلق موسكو تجاه محاولات بعض الدول، ودون انتظار لنتائج بعثة مراقبي الأمم المتحدة حول أحداث الحولة، لاستغلال المأساة التي حدثت لخدمة أغراضها ولإحباط تنفيذ خطة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية». كما أعلنت اعتراض روسيا على أي محاولات تستهدف إطلاق طلقة البداية لتنفيذ سيناريو التدخل العسكري في سوريا، مؤكدة أهمية عدم استباق نتائج التحقيقات في جرائم الحولة التي تقوم بها بعثة أنان بالتعاون مع السلطات المحلية.

وكشف ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسية، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن موسكو لن تحدد موقفها من مجريات الأحداث الراهنة في سوريا إلا بعد تلقي نتائج مهمة أنان في سوريا. وأضاف بوغدانوف أن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية على اتصال دائم بأنان، قائلا إن موسكو تنتظر مقدمة (أنان) إليها في القريب العاجل.

وإذ اعترف بوغدانوف بأن الوضع في سوريا بات معقدا للغاية ولا يطرأ عليه أي تحسن، طالب بضرورة عدم استباق الأحداث بأحكام أحادية الجانب، وكشف عن استعداد موسكو لإمداد بعثة أنان بخبراء القانون الجنائي للتحقيق في مذبحة الحولة؛ في حال طلب أنان ذلك.

أما عن السيناريو اليمني، فلم يستبعده بوغدانوف وإن أشار إلى اختلاف الظروف والملابسات بين الأوضاع في سوريا والأوضاع اليمنية. وقال إن المعارضة اليمنية كانت منظمة فيما كانت تمثل بشخصيات معروفة، ومنها من كان في السلطة. وأشار إلى زيارة هذه الوفود اليمنية لموسكو، مؤكدا أن موسكو كانت على اتصال دائم معها.

وأضاف أن مبادرة السيناريو اليمني انطلقت عن مجلس التعاون الخليجي وأيدها مجلس الأمن الدولي بالإجماع، وقال إن «مثل هذا النموذج يمكن مناقشته بالنسبة لسوريا»، مشيرا إلى أن موسكو تؤيده لتحقيق الوفاق الوطني والاتفاق حول شروط المرحلة الانتقالية»، وهي الأمور التي قال إن الأطراف السورية مدعوة لمناقشتها والبت فيها، وإن أعرب عن عدم ارتياح بلاده لتشرذم المعارضة وعدم الاتفاق فيما بينها.

وكان سيرغي لافروف تحدث أمس إلى نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، حيث ناقش معها «ضرورة بدء العمل على مساعدة السوريين في وضع استراتيجية الانتقال السياسي في البلاد»، إلى جانب إعرابهما عن الرغبة في «تعاون المسؤولين الروس والأميركيين في العمل على هذه الأفكار في موسكو وأوروبا وواشنطن، وفي أي مكان آخر في حال الضرورة لحل الأزمة السورية».

ومن جانبه، كشف يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الخارجية، والذي رافقه في زيارتيه لكل من برلين وباريس، عن وجود الكثير من نقاط الاتفاق بين مواقف موسكو والعاصمتين الألمانية والفرنسية. وقال إن موقف باريس من الملف السوري يبدو أكثر اتزانا، إذ إن الجانب الفرنسي لم يطرح موضوع التدخل العسكري في سوريا خلال محادثات الرئيس فرنسوا هولاند مع الرئيس فلاديمير بوتين.

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية الروسية، مساء أمس، بيانا قالت فيه إن كوفي أنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، اتصل هاتفيا بوزير الخارجية سيرغي لافروف لإطلاعه على نتائج زيارته إلى سوريا وتقديره لتطورات الأوضاع هناك.

وأشار البيان إلى أن لافروف أكد أن «المهمة الأساسية في المرحلة الحالية تتمثل في توحيد اللاعبين الأساسيين بهدف تأمين تنفيذ خطة أنان بشكل كامل»، معلنا أن ما يحدث في سوريا يؤكد أنه ليس هناك بديل لخطة أنان لتسوية الأزمة بالطرق السياسية الدبلوماسية.

وأشار لافروف إلى أن روسيا، سعيا وراء تحقيق هذا الهدف، تجري اتصالاتها مع الحكومة السورية وممثلي المعارضة، لتشجيعهم على بدء حوار سياسي شامل، معربا عن أمله في أن يعمل شركاء روسيا، وبالأخص الدول القادرة على التأثير على جماعات المعارضة، في ذات الاتجاه. وأعرب لافروف عن استعداد موسكو لدراسة مختلف السبل الرامية إلى تنسيق الجهود الدولية على المسار السوري.