منتخب إيطاليا يحتاج الآن إلى إخراج الأجسام المضادة

لويجي جارلاندو

TT

بعد الزلازل، وإخطارات النيابة، وتنويهات هيئة المال، والحرمان من جانب مجلس الوزراء، ها هي الإصابة التي تضرب اللاعب الأفضل حالا في دفاع المنتخب الإيطالي بدقة. بعد بوفون الملاحق والغاضب، وبونوتشي الذي يخضع للتحقيق، وكييلليني الذي يعيش فترة نقاهة، وماجيو المرهق من اللقاء الودي الأخير، وبالزاريتي غير المستقر، كان بارزالي العائد من بطولة دوري لامعة يظل هو الحلقة التي تربط مونديال ليبيا منذ عامين بأحلام برانديللي. لقد سقط هو أيضا، حيث تعرض لشد عضلي في ربلة الساق، وكحد أدنى سيغيب عن مباريات التأهل الثلاثة في دور المجموعات. أكثر من السفر إلى بولندا، يبدو منتخب إيطاليا يهرب من اللعنات التي لاحقته في الآونة الأخيرة، ليست جميعها مستحقة، وسيجد 10 آلاف روح تحتفل في أول مران له في مدينة كراكوف، والأمل هو أن يكون بمقدور الهواء الجديد والحماس الجديد أن يعيدا إلى الآزوري وحدته وحالته السليمة، والذي ضربه وباء «ب»: بوفون، بونوتشي، بارزالي، بالزاريتي.. ويوم أول من أمس واجه بالوتيللي مشكلة بسيطة هو الآخر.

الأمل هو أن يكون منتخب إيطاليا الشاب مع برانديللي، في أيام المرض هذه وبعد عامين من العمل الجاد، قد أنتج أجساما مضادة من داخله تساعده في مسيرته الأوروبية. يبدو أن كل شيء ضده، وسنكون أقوى أمام الجميع، وربما من الناحية الخططية أيضا، لأن حالة الطوارئ قد تفرض طريقة لعب تستعيد من خلالها صلابة طريقة 3 - 5 - 2 لكونتي، من دون إنكار الاستحواذ على الكرة المحمود لبرانديللي. وقد أقنعت مباراة زيوريخ أمام روسيا برانديللي بالتخلي عن طريقة الرومبو التي تعتمد على الأقدام الطيبة (4 - 3 - 1 - 2) والتي منحته سعادات، لكنه تمكن من تدريب الفريق قليلا في العام الأخير. الاتجاه لطريقة اللعب 3 - 5 - 2 التي يعرفها ماجيو ولاعبو اليوفي جيدا يعني بث تطمينات لفريق منزعج للغاية من فضيحة التلاعب بالمراهنات على نتائج المباريات. بعد فقد بارزالي، لا يمكن لبرانديللي زرع دفاع اليوفي ككتلة، والذي توج بالدرع هذا الموسم، لكن مع إعادة دي روسي إلى الوراء قليلا، سيحصل المدير الفني للمنتخب على تشكيل يحترم فكرته عن كرة القدم.

اثنان من المدافعين الثلاثة (هما بونوتشي ودي روسي) يجيدان بناء الهجمة، وسيتم ملء الثغرة التي تركها دي روسي في خط الوسط عن طريق تياغو موتا، كلاعب إضافي إلى جوار بيرلو. لا يحافظ برانديللي فقط على رباعي التمريرات الرائعة والسيطرة على الكرة (دي روسي، موتا، بيرلو وماركيزيو)، وإنما يقومه بلاعب وسط على الأجناب (جياكيريني). بهذه الطريقة، بتجنب وجود ظهيرين من خلف جناحي الوسط، يتخلص المدرب من الاحتياطي الذي كان معه دائما بخصوص طريقة 3 - 5 - 2، بلاعب وسط أقل ومدافع أكثر. ليس هذا فحسب، برانديللي يرى بوريني جيدا جدا في مركز جياكيريني ويعمل على ذلك، فهو خيار، ربما خلال سير المباراة، والتي تجعل طريقة اللعب أكثر هجومية. مع رسم طريقة 3 - 5 - 2 على الأشخاص، يقدم المدير الفني للفريق نقاطا مرجعية معروفة وكثافة عددية في الوسط لمواجهة الاستحواذ على الكرة من جانب لاعبي المنتخب الإسباني في أول لقاءات أمم أوروبا، لكنه لا يتخل عن الرغبة المعتادة في الهجوم وتقديم مباراة دائما. وقد حاول دي روسي، مع المدرب لويس إنريكي في روما، اللعب في الدفاع على طريقة بوسكيتس مع برشلونة، والقيام بالتغطية حينما يتقدم الظهيران. النقطة المرجعية، اليوم مثل أمس، هو فريق برشلونة الذي ملأ الملعب بلاعبي الوسط. برانديللي يغير من دون أن ينكر ذاته، متحليا بصبر أيوب، على أمل أن تنتهي اللعنات.