الأجهزة اللوحية تقلل مبيعات أجهزة الكومبيوتر بنسبة 60% في السعودية

تسببت في إرباك أصحاب محلات أجهزة الكومبيوتر

TT

قللت الأجهزة الذكية التي تعرف رواجا كبيرا منذ ما يقارب العامين، مبيعات أجهزة الكومبيوتر المحمول أو المكتبي في «السعودية» بنسبة 60 في المائة، وذلك في الوقت الذي تعد فيه السوق المحلية في البلاد من كبار مستوردي التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط، ومن أكثر الأسواق نموا في المجال التقني.

ووفقا لمتعاملين فإن تلك التغيرات أربكت محلات بيع وعرض الأجهزة التقليدية، وكبدت بعض الشركات المستوردة لها خسائر فادحة، بعد أن حلت محلها الأجهزة اللوحية الذكية، التي تنافسها في المميزات، والبرامج، والوزن، والسعر، وسهولة التعامل معها.

ولم تشفع عروض الأسعار التي قدمها عارضو الأجهزة التقليدية التي أصبحت تشكل عصرا بائدا من التكنولوجيا، في تحسين مبيعاتها أو حتى التخلص من المخزون الموجود، وذلك بحسب تأكيدات عاملين في قطاع التكنولوجيا، الذي تتطور الصناعة فيه بشكل سريع.

يقول سلطان المليفي، الذي يمتلك متجرا لبيع أجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية في العاصمة السعودية الرياض «سيطرت ثورة الأجهزة اللوحية على جميع أنشطة السوق، الأمر الذي دفع بعض مهندسي الكومبيوتر إلى التحول لصيانة هذه النوعية من الأجهزة، التي أصبحت تشكل حيزا كبيرا من السوق يصعب تجاهله أو حتى التقليل من شأنه، باعتبار هذه الأجهزة آخر صيحات تقنية المعلومات أو العالم الافتراضي».

وأضاف المليفي «على الرغم من محاولة بعض المحلات الكبرى الاستفادة المالية من ثورة الأجهزة اللوحية من خلال التسويق لمبيعاتها، فإنه على النقيض تماما بقيت مئات الأجهزة من النوع المحمول أو المكتبي في مخازن وأرفف المحلات العارضة، وهو الأمر الذي سيكبدها خسائر فادحة». وأشار إلى أن ما يعيب تجارة محلات أجهزة الكومبيوتر هو سرعة تطور القطاع، وقال «نتيجة لذلك قد يدفع التجار الثمن سلبا، والبعض منهم قد يعلنون إفلاسهم، بسبب تكبدهم مبالغ مالية طائلة نتيجة عدم التوازن في تقدير العرض والطلب».

من جانبه، أوضح فادي عفشان، وهو مشرف لدى أحد المتاجر الكبرى المتخصصة في الكومبيوتر بالرياض، أن الاستثمار في القطاع التكنولوجي أكثر ما يشبه الاتجار بالماس، الذي يتحول بين ليلة وضحاها إلى حجارة. وقال عفشان «بعض الأجهزة المتبقية في المخازن تكبد المتاجر والشركات مبالغ مالية ضخمة فور نزول جيل جديد، تماما كما فعلت الأجهزة اللوحية بأجهزة الـ(لابتوب) والأجهزة المكتبية التي بقيت شوكة عالقة في نحور بعض التجار، نتيجة العزوف عنها بنسبة 60 في المائة».

وأوضح عفشان أن الأجهزة اللوحية بقيت في الوقت الحالي الخيار المفضل لمعظم مستهلكي التكنولوجيا، الذين يقارنونها بما يقدمه لهم الـ«لابتوب» الذي بدأ يسجل تراجعات واضحة في مبيعاته، مضيفا «على أثر ذلك اضطر بعض التجار إلى خفض سعره أو تقديم عروض على شرائه، من أجل تسويقه، لأن الأجهزة كلما بقيت في المحل فهذا يعني أنها قد تفقد في أي وقت قيمتها بشكل أكبر، فور صدور نوع جديد يجذب الأنظار إليه». وعلى الصعيد ذاته، بيّن مستثمر في مجال التكنولوجيا (رفض الكشف عن اسمه) أن بعض المتاجر والمحلات الكبرى تجني أرباحا بملايين الريالات، إلا أنه قال «عند صدور نسخ حديثة أو أنواع جديدة، فإن هذه المكاسب تنقلب إلى خسائر، وذلك من أجل رغبة العارض في تصريف ما يمتلك من كميات، للحاق بالصيحة الجديدة التي ستدر عليه أموالا إضافية تعوضه ما قد خسره».