تنظيم موال لـ«القاعدة» يتبنى الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي

مصادر ليبية لـ «الشرق الأوسط» : الهجوم انتقام لمقتل أبو يحيى الرجل الثاني في التنظيم

TT

أبلغت مصادر أمنية ليبية «الشرق الأوسط» أن السلطات الليبية عززت من إجراءاتها الأمنية حول مختلف المقرات والمصالح التابعة للولايات المتحدة في ليبيا، عقب الانفجار الذي وقع أمس، ونجم عن قنبلة مزروعة على الطريق استهدفت مكاتب القنصلية في مدينة بنغازي (شرق البلاد) في ساعة مبكرة من صباح أمس مما أدى إلى إصابة شخص واحد فقط دون سقوط قتلى.

وزعم تنظيم «كتائب مجموعة الأسير عمر عبد الرحمن» مسؤوليته عن الحادث الأول من نوعه ضد أهداف أميركية في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي ومقتله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في منشورات تركتها في الموقع، وهددت فيها المصالح الأميركية في ليبيا.

وقالت المصادر إنه تم أيضا اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول بعض المصالح والسفارات الغربية في مدينتي بنغازي وطرابلس تحسبا لاحتمال وقوع أعمال انتقامية مماثلة.

وقال مسؤول أميركي: «طلبنا من الحكومة الليبية تشديد الأمن حول المنشآت الأميركية»، فيما قال مسؤول آخر إن «الولايات المتحدة تأسف للهجوم على بعثتها الدبلوماسية في بنغازي»، مضيفا أن السفارة دعت السلطات الليبية إلى تعزيز الأمن حول مكاتبها في ليبيا. ورجح مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا بمدينة بنغازي، أن تكون القنبلة من صنع محلي، مشيرا إلى أن السلطات الليبية شرعت على الفور في إجراء تحقيقات للوقوف على هوية الفاعلين.

وندد المجلس الانتقالي بشدة بهذا الاعتداء، وتعهد في بيان تلاه الناطق الرسمي باسمه الدكتور محمد الحريزي، في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة طرابلس بمتابعة المنفذين لما وصفه بهذه الجريمة النكراء، وتقديمهم للعدالة.

ووصف الحريزي الاعتداء بأنه مخالف لكل الأعراف والقوانين والأخلاق الإسلامية، مشيرا إلى أن السلطات المختصة حصلت على رقم لوحة السيارة التي يعتقد أن سائقها أو من معه هو الذي قام بتنفيذ التفجير الذي أدى إلى إصابة أحد منتسبي اللجنة الأمنية العليا.

ويعتقد أن الهجوم على مقر القنصلية في بنغازي من تدبير خلايا تنظيم القاعدة في ليبيا انتقاما لمقتل أبو يحيى الليبي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة خلال غارة لطائرة من دون طيار في باكستان أول من أمس، في ما اعتبر بمثابة أقوى ضربة توجه إلى التنظيم منذ مقتل أسامة بن لادن.

إلى ذلك، شكك ثوار من الزنتان في إعلان الجيش الليبي أن قواته قد تمكنت منفردة من استعادة السيطرة على مطار طرابلس الدولي قبل يومين، بعدما نجحت في إخلائه من المسلحين الذين احتلوه لبضع ساعات احتجاجا على خطف قائدهم.

وتناقل الليبيون عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» لقطات مصورة تبرز قيادات من ثوار الزنتان تتجول في مطار طرابلس وهي تنفي أي وجود لعناصر الجيش الوطني.

ويأتي هذا مناقضا لما قاله مسؤولون حكوميون من أن قوات من الجيش الليبي والشرطة هي التي استعادت السيطرة على المطار بعد معركة سريعة ومحدودة ضد عناصر من «كتيبة الأوفياء» الذين احتلوا المطار للمطالبة بالإفراج عن زعيمهم أبو عجيلة الحبشي.

وكان وكيل وزارة الداخلية الليبي عمر الخدراوي قد أعلن أن الدولة وأجهزتها الأمنية ومن وصفهم بالثوار المخلصين سيطروا سيطرة كاملة على المطار، مؤكدا أنه تم اعتقال عدد من المهاجمين والمخربين ومصادرة آلياتهم وسياراتهم. وقال قائد إحدى الكتائب إن عشرة أشخاص أصيبوا في الاشتباكات التي اندلعت عندما وصلت ميليشيات من طرابلس وبلدة الزنتان الجبلية إلى المطار لمحاولة إرغام «كتيبة الأوفياء» على الرحيل. ولم يعرف إلى الآن مصير الحبشي المختطف في ظروف غامضة، وبينما يقول أتباعه إنه محتجز لدى قوات أمنية تابعة للحكومة في طرابلس، تقول مصادر أخرى إنه معتقل لدى كتيبة أخرى تسمى «الفتح» موالية أيضا للجيش الليبي.

وفى محاولة لكشف مصير الحبشي، اجتمع أمس المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي وعدد من أعضاء المجلس مع وفد يمثل مجلس الشورى وأعيان مدينة ترهونة التي ينتمي إليها الحبشي. وعادت حركة الطيران إلى المطار مساء أول من أمس حيث تم تسيير رحلة الخطوط الجوية النمساوية إلى فيينا وعلى متنها 52 مسافرا.