خطف لبناني من وادي خالد.. والأهالي يردون بخطف 8 من عين الزيت

مصدر نيابي لـ «الشرق الأوسط»: النظام السوري نجح بنسبة 50% في إشعال فتنة طائفية بالشمال

أهالي وادي خالد اعترضوا على عمليات الخطف المتبادل بقطع الطرق وإشعال الإطارات أمس (رويترز)
TT

توتر الوضع الأمني في منطقة وادي خالد، أمس، إثر اختطاف المواطن محمد سليمان الأحمد الملقب «أبو الروس» في سهل عكار، أول من أمس، على يد مجهولين، مما دفع أهالي وادي خالد إلى خطف اللبناني حكمت قاسم من بلدة عين الزيت، بالإضافة إلى اختطاف سبعة سوريين ردا على اختطاف الأول.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن أبو الروس (37 عاما) «تواعد مع شخص آخر من الطائفة العلوية يدعى أبو خضر على اللقاء في سهل عكار في الساعة السابعة مساء، ويعمل كلاهما بالتهريب من وإلى الأراضي السورية، غير أن أبو الروس اختفى، ولم يعد يجيب على هاتفه في الساعة الثامنة مساء، ليتبين أنه تم اختطافه».

وإذ أكدت المصادر أن الأحمد «مطلوب للسلطات السورية بتهمة مساعدة النازحين السوريين وتأييده للثورة»، أشارت إلى أن «المعلومات الأولية تشير إلى أنه نقل بسيارة كان يوجد فيها أربعة أشخاص إلى داخل الأراضي السورية، ولم يعرف بعد ما إذا كان موجودا في فرع الاستخبارات السورية في تلكلخ أم نقل إلى أحد فروع الاستخبارات في دمشق»، لافتة إلى أن «أبو خضر، توارى عن الأنظار منذ لحظة اختطاف سليمان».

وأوضحت المصادر أن «عملية الاختطاف تلك تؤكد أنه تم استدراجه إلى سهل عكار ذات الأغلبية العلوية بغية اختطافه وتسليمه للجهات السورية»، مشيرة إلى أن «القوى الأمنية اللبنانية، وفي مقدمتها مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني، تحركت فور تبلغيها بالحادث من قبل سائقه».

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصدر أمني أن «سبعة مواطنين سوريين ولبنانيَيْن خطفوا»، أمس، في عمليات خطف متبادلة جرت بين أهالي منطقة وادي خالد الحدودية المناهضة للنظام السوري وأهالي بلدة المسعودية المؤيدة له.

وأوضح المصدر للوكالة أن «عددا من أهالي وادي خالد قاموا بخطف ثمانية أشخاص بدءا من الثامنة من صباح أمس، بينهم سبعة سوريين ولبناني».

وفي غضون ذلك، أعلن رؤساء بلديات وفعاليات وادي خالد في بيان، أنه «ليس هناك عملية اختطاف، بل إن المحتجزين زوار لدينا إلى حين الإفراج عن مختطفينا»، مضيفا: «نؤيد مطالب الثورة السورية بالحرية والكرامة».

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه عقب ذلك، «سادت بلبلة في منطقة وادي خالد حيث قام الأهالي بقطع طرقات، احتجاجا على عملية خطف (أبو الروس)»، مطالبين الدولة والأجهزة الأمنية بالعمل لمعرفة مصيره.

إلى ذلك، نقل موقع «النشرة» الإلكتروني عن مصدر مسؤول في «الحزب العربي الديمقراطي» إشارته إلى «تورط مرافق أحد نواب كتلة (المستقبل) بعملية خطف أبو الروس»، موضحا أن «القضية المالية بينهما على خلفية تهريب سلاح إلى سوريا». لكن مصدرا نيابيا في كتلة المستقبل، رد على كلام عيد، موضحا أن «الشخص المتهم بالخطف، وهو بلال قبّو، كان قبل فترة طويلة مرافقا للنائب خضر حبيب، ولم يعد له صلة بالنائب حبيب منذ عامين».

ووضع المصدر عملية الخطف ضمن إطار «مساعي النظام السوري لخلق فتنة في شمال لبنان»، مشيرا إلى أنه «نجح بنسبة 50 في المائة بإشعال الفتنة، بعد أن تمت عمليات خطف متبادلة بين السكان».

ولفت المصدر إلى أن «نظام القتل والمجازر في دمشق، يحاول التخريب داخل الأراضي اللبنانية»، مطالبا «رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة باتخاذ موقف جدي بوجود الجيش اللبناني على الحدود مباشرة لمنع الجيش النظامي السوري من اختراق سيادتنا الوطنية»، لافتا إلى أن «ما جرى هو تعدٍّ واضح على السيادة الوطنية اللبنانية وخرق للأعراف الدولية». وأضاف: «نضع هذا الحادث برسم قيادة الجيش ومديرية المخابرات، ونكرر مطالبتنا بقيام الجيش الوطني بواجبه على الحدود منعا لتكرار تلك الحوادث».