الأسهم الأوروبية تغلق مستقرة مع تبدد أثر الاتفاق الإسباني

البائعون يستهدفون إيطاليا المثقلة بالديون

لم تستطع حزمة إنقاذ البنوك الإسبانية إبقاء الأسهم مرتفعة (أ.ب)
TT

أغلقت الأسهم الأوروبية مستقرة أمس، ومن المنتظر أن تواجه تقلبات مستقبلا بعدما تلاشى الارتياح الناجم عن خطة أوروبية لإنقاذ البنوك الإسبانية وبدأ البائعون استهداف إيطاليا المثقلة بالديون.

وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.1 في المائة ليغلق عند 982.94 نقطة بعدما بلغ 1001.38 نقطة وسط تفاؤل لم يستمر طويلا بشأن اتفاق بمائة مليار يورو لإعادة رسملة البنوك الإسبانية.

وقال نيكولا مارينيلي مدير المحافظ في «جلينديفون كينغ»: «إنقاذ إسبانيا حل جيد على المدى القصير، ولكنه ليس حلا طويل الأمد.. في أجواء الحلول المؤقتة الحالية، ستكون هناك فترات من الصعود والهلع».

وكان مؤشر الأسهم الإيطالية الأسوأ أداء في أوروبا حيث خسر 2.8 في المائة، وعزا متعاملون محليون ذلك لمخاوف من أن تتعرض إيطاليا لضغوط في سوق الديون.

وانخفض مؤشر «فايننشيال تايمز» البريطاني 0.1 في المائة في حين ارتفع «داكس» الألماني بنسبة مماثلة وهبط «كاك 40» الفرنسي 0.3 في المائة.

وبدد اليورو كل مكاسبه مقابل الدولار والين الياباني أمس الاثنين مع تلاشي موجة الصعود التي أثارتها خطة الإنقاذ الأوروبي لبنوك إسبانيا.

وتراجع اليورو إلى 1.2497 دولار وسجل في أحدث التعاملات 1.2506 دولار منخفضا 0.1 في المائة عن الإغلاق السابق.

ومقابل الين هبط اليورو إلى 99.21 ين وسجل في أحدث التعاملات 99.28 ين منخفضا 0.2 في المائة عن الإغلاق السابق بحسب بيانات «رويترز».

وكان اليورو قد سجل أعلى مستوياته في نحو ثلاثة أسابيع في الجلسة الآسيوية بعد أنباء حزمة الإنقاذ، لكن المستثمرين قلقون بشأن مشكلات الدين الإسبانية ويخشون من المخاطرة قبيل الانتخابات اليونانية التي تجرى الأسبوع المقبل.

وقال مسؤول كبير في منطقة اليورو أمس إن صندوق الاستقرار المالي المؤقت، وليس آلية الاستقرار الأوروبي الدائمة، هو الذي سيمول إعادة رسملة البنوك الإسبانية لتجنب مخاوف المستثمرين من الوضع التفضيلي لديون الآلية.

وقفزت عائدات السندات الإسبانية لأجل عشر سنوات إلى 6.47 في المائة من 6.07 في المائة أمس الاثنين بعد أن قالت ألمانيا إن الآلية الدائمة هي التي من المرجح أن تقدم المال لإنقاذ إسبانيا وليس صندوق الاستقرار المالي المؤقت. وقال بنك «إيه بي إن أمرو» في مذكرة: «هناك فرق بين ما إذا كان الصندوق هو الذي سيقدم المال أم الآلية لأن قروض الآلية ستكون لها أولوية سداد على قروض أخرى للحكومة الإسبانية». وأضاف البنك: «هذا يعطي ضمانات إضافية للدول المشاركة في الآلية، لكنه يجعل السندات الحكومية الإسبانية أقل جاذبية للمستثمرين من القطاع الخاص؛ الأمر الذي قد يدفع العائدات على الدين الحكومي للارتفاع».

ويعتقد بعض المستثمرين أن أخذ القروض من الآلية قد يتسبب في تنفيذ عقود التأمين على الديون الإسبانية لأن ظهور دائن مفضل مثل الآلية سيؤدي لتدهور الوضع بالنسبة لحملة السندات الإسبانية الحاليين.

وقال المسؤول في منطقة اليورو إن هذا التفسير مبالغ فيه وإن عقود التأمين لن تنفذ، ولكن سعيا لتهدئة مثل هذه المخاوف لدى المستثمرين، قد يأتي القرض من صندوق الاستقرار المالي؛ إذ إنه ليس له طبيعة تفضيلية بصفته دائنا.