نقلت موجة التفاؤل العارمة التي ضربت الأسواق العالمية، سوق الأسهم السعودية إلى مناطق إيجابية، تفاعلا مع التطمينات الأوروبية التي بدأت تنساب إلى نفسيات المتداولين معززة الثقة في قدرة الأسهم على جذب السيولة مع ظهور أي إشارات استقرار أو تحسن في المسار الاقتصادي الذي يسيطر على توجهات الاستثمار العالمي.
ورفعت التراجعات الحادة، التي عانى منها مؤشر الأسهم السعودي خلال الفترة الماضية، مستوى القناعة لدى المستثمرين في قدرة الأسعار الحالية على جذب السيولة الباحثة عن فرص استثمارية في ظل النمو الربحي في أسهم بعض الشركات المدرجة في السوق السعودية.
حيث حسنّت تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس من مستوى أدائها مدفوعة بتهافت السيولة على أسهم بعض الشركات المنتقاة التي ساهمت في تعزيز قدرة المؤشر العام على فتح الأفق الفني أمام المتداولين من خلال مغازلة المؤشر العام لمستويات 6800 نقطة، التي كان التراجع دونها مصدر إحباط لبعض المتتبعين لحركة السوق الفنية.
إلا أن موجة البيوع التي انهالت على السوق في الفترة الأخيرة من عمر التداولات، أجبرت المؤشر العام على تقليص 48.9 في المائة من الأرباح المحققة داخل فترة التعاملات، والتي نبعت عن تدافع المضاربين على جني الأرباح اليومية في ظل قاعدة التريث حتى اتضاح الرؤيا مع الاستفادة من الفرص المضاربية اليومية التي تولدها التجاذبات الاقتصادية العالمية. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 6790 نقطة صاعدة 41 نقطة تعادل 0.6 في المائة، مع ارتفاع قيمة الأسهم المتداولة بنسبة 32.7 في المائة عند 7.35 مليار ريال (1.96 مليار دولار)، وصعود كمية الأسهم المتداولة بمعدل 20.5 في المائة عند 377.7 مليون سهم.
وسجلت أسهم «مدينة المعرفة» أعلى نسبة من حيث مساحة التذبذب (المدى) بالسوق بعد تحقيقها 9.8 في المائة قياسا بسعر الافتتاح يليها أسهم شركة الطيار بمعدل 9.79 في المائة، بينما تصدرت الشركات من حيث ارتفاع كمية الأسهم المتداولة قياسا بمتوسط 5 أيام أسهم «شاكر» بنسبة 827 في المائة يليها أسهم «المتقدمة» بمعدل 315 في المائة.
في المقابل عانت أسهم بعض الشركات من الانخفاض في كمية الأسهم المتداولة مقارنة بمتوسط 5 أيام تداول، في مقدمتها أسهم شركة الدوائية بنسبة 73.4 في المائة يليها أسهم شركة زجاج بمعدل 68.4 في المائة، يليها أسهم شركة أسترا الصناعية بـ67 في المائة.