أطفال مصريون يخوضون سنة أولى رئاسة

أجروا اقتراعا افتراضيا بين شفيق ومرسي وأشرفوا على كل تفاصيله

TT

«لعبة اسمها الانتخابات الرئاسية في مصر، فقط ضع علامة () أمام أحد المتنافسين، وانتظر النتيجة».. هكذا دخل أطفال مصريون على أجندة السباق الرئاسي الشرس، قبل أيام من جولة الحسم. فبروح اللعب وفي إطار مبادرة أهلية، قام أطفال حي زهراء مدينة نصر، إحدى ضواحي القاهرة، بإجراء اقتراع افتراضي بين المرشحين المتنافسين مرشح «الإخوان» الدكتور محمد مرسي ومنافسه الفريق أحمد شفيق. وتولوا هم أنفسهم عملية الإشراف عليها ومراقبتها، كما قاموا بعملية الفرز.

تضحك رانيا، (8 سنوات)، وهي تقضم قطعة شيكولاته، «الانتخابات حاجة لذيذة وإحنا كلنا انبسطنا». وحين سألتها لمن أعطت صوتها قالت: «بصراحة بابا وماما مختلفين، لكن أنا أيدت ماما لأني بحبها شوية أكتر».

أما نورا، (10 سنوات)، فتقول: «عملنا انتخابات جادة، مفيهاش تزوير، وإحنا لازم يكون لنا رأينا في رئيس البلد.. إحنا كبرنا خلاص». ويوافقها طارق، (9 سنوات)، مشددا «أنا شاركت في لجنة الفرز، والعملية مرت بسلام وعدل.. يا ريت الانتخابات الكبيرة تكون كده». حماس هؤلاء الأطفال لهذه «البروفة» الانتخابية، يعكس ما يدور داخل أسرهم، التي تحول معظمها إلى مرآة لما يدور في الخارج من حراك سياسي محتدم، إضافة إلى ما تبثه الفضائيات من رصد متنوع للمشهد السياسي، بكل اضطراباته وصراعاته بين الخصوم والحلفاء. فضلا عن أن الكثير من المختصين يرون في تجارب من هذا القبيل محاولة جادة لتعويد الأطفال على المشاركة الإيجابية في الشأن الوطني، وهو ما يعزز بداخله روح الانتماء وثقافة الحوار البناء واحترام الآخر. وهو ما تؤكده سمر عباس، ربة منزل، قائلة إن ابنتها التي لم يتجاوز عمرها 5 سنوات تتحدث عن الانتخابات الرئاسية، متأثرة بالدعاية الانتخابية للمرشحين التي تذاع بشكل مكثف وعلى جميع القنوات التلفزيونية، وأوضحت سمر قائلة: «طفلتي لم تكتف بالحديث فقط عن الانتخابات بصفة عامة، بل ذهبت إلى أبعد من هذا بتفضيل مرشح بعينه على الآخر، مبررة ذلك بأسباب طفولية بريئة».

وتعلق الدكتورة سمية سعد الدين، المتخصصة بالإعلام وثقافة الطفل، على حالة الزخم السياسي التي تعيشها مصر الآن وتأثيرها على الأطفال، قائلة «إنها أصبحت بمثابة مدرسة سياسية فتحت مجانا لهؤلاء الأطفال، خاصة من سن 5 سنوات حتى 9 سنوات.. فهي مدرسة ذات جودة عالية تشتمل على وسائل التلقي الحديثة بالصوت والصورة والشرح، مما أوجد حالة من التفاعل المباشر والحماسة لدى الأطفال لم توجد قبل ذلك، وهذه الحالة هي التي دفعت بهم إلى طرح أسئلة على أسرهم مثل ما هو الدستور؟ ومن سينتخب الكبار في الانتخابات الرئاسية؟».

وتشير سعد الدين أيضا إلى أنه على الأسر المصرية الاهتمام بمفهوم «التنشئة السياسية»، مؤكدة «أن من أهم شروطها المشاركة في صنع القرار داخل الأسرة وإعطاءهم الفرصة للتعبير عن آرائهم بحرية، حتى لو كانت مختلفة عن آراء الأب والأم».