الطريق الصعب للميثاق الأخلاقي

لويجي جارلاندو

TT

إن مشهد أنطونيو كاسانو وهو جالس على قضبان المعسكر النازي السابق بمدينة بيركيناو البولندية، حيث كان ينقل السجناء إلى غرف الغاز، أحد الصور الأقوى والأجمل في الزيارات المثيرة للعواطف للمنتخب الإيطالي في معسكرات الإبادة. وكانوا قد وصموا بعض السجناء بالمثلث الوردي، وهي علامة على المثلية المزعومة، أي أنهم يتحملون ذنب ما فعلوه. وفي مؤتمر صحافي دولي أول من أمس، صرح المهاجم كاسانو قائلا: «المثلية؟ إنها مشكلتهم». ويمكن القول إنه في داخل مهاجم الميلان لا يعد لفظ «المثليين» إهانة. ويمكن إدراك أن الجانب الثقافي غير الجيد لديه لم يساعده في تجنب الاستمرار في هذا الموضوع. وفي الواقع، في هذه الليلة أوضح مفهومه ببيان. وهنا من الممكن إطلاق كل النوايا الحسنة الممكنة تجاه تصريحات كاسانو «اللطيف والشفاف»، لكن لا يمكن تجاهل الجهل الواضح والأحكام المسبقة التي تزيد من إحداث ظواهر معينة مثل العنصرية. والقول «أتمنى أن لا يكون هناك أشخاص مثليون في الفريق» يعني إدراك المثلية على أنها شيء خاطئ ينبغي اقتلاعه من جذوره.

وفي مقدمة الكتاب الذي كتبه الصحافي الإيطالي أليساندرو تشيكي باوني وفلافيو باغانو، بعنوان: «البطل غير المحبوب والألعاب الممنوعة في الرياضة»، استخدم تشيزاري برانديللي لفظ «العنصرية» دون مراوغة في الحديث، حيث قال: «المثلية هي العنصرية. ولا مفر من القيام بخطوة إضافية لحماية المظاهر الخاصة بحرية الأفراد في اتخاذ قراراتهم، ومن ضمنهم اللاعبون الرياضيون». وفي هذه المناسبة، افترض المدير الفني للمنتخب الإيطالي أنه «ربما يخرج قريبا بعض اللاعبين». وسارع أنطونيو دي ناتالي قائلا: «لست متفقا مع المدير الفني، والأفضل أن لا يصرح أحد بشيء. وكيف سيدرك الجماهير ذلك؟». وتتعلق المعاناة الأخيرة في ذلك المشوار المليء بالآلام بالميثاق الأخلاقي الخاص بالمنتخب الآزوري، فمن المفترض أن يسير برانديللي والفريق معا في خط واحد، بدلا من أن يذهب أحد هنا وآخر هناك.

وطلب برانديللي من المنتخب أن يكون مثالا يحتذى به في أنماط السلوك، وطالب أن تطبق سياسة «اللعب النظيف» في الأندية، لكنه كان لديه مشكلات مع انحرافات دي روسي والإيقاف الكثير الذي يتلقاه بالوتيللي. وفرض أرقاما عالية لتبرير مسألة بوفون الذي، بعد تبرئته من شبح الهدف المثير للجدل، طبق نظرية الحرية والحق في إنفاق 1.5 مليون في المراهنات. والآن، فـ«المثلية» التي صرح بها كاسانو هي معركة مستمرة، مثل تلك التي يحاول فيها برانديللي أن يجعل فريقه يسير على خط مستقيم. وفي عشية المباراة الأهم في حياته، ربما يرغب برانديللي في تخصيص كل فكرة في مهنته في هذا اللقاء، وهذا حقه، وربما في فترات التعب سيقول أيضا: «لا توجد مرة واحدة لم أتحدث فيها عن الميثاق الأخلاقي». ونحن سنرد عليه بتوجيه الشكر لفعله ذلك. وهو طريقه الجيد، حيث تسود فيه العبارات السليمة بأن «كل شخص لديه الحرية الكاملة في حب من يريد».